اتجاهات» بقلم بسباس عبدالرزاق » آخر مشاركة: بسباس عبدالرزاق »»»»» القطار .. وحقائب السفر!!» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجا» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» الربيع» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» عميل» بقلم إبراهيم ياسين » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» عتاب عاشق» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» كنْ طموحًا» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»»
أستحضر للرد على تساؤلك بعض اقتباس من قول الدكتور عمر خلوف في الخبب
"وصفه المعرّي بقوله: "ركْضُ الخيل وزنٌ رَكيك"، "ضَعُفَ وهجَرَتْه الفحول في الجاهلية والإسلام، وربّما تكلّفَهُ بعضُ الشعراء". وتابعه على ذلك عدد من المحْدَثين؛ فذكر د.طه حسين أنَّ موسيقاه "الراقصةَ..لا تصْلُحُ لقصيدةٍ ذاتِ مضمونٍ جادّ". ووصفه الحسّاني عبد الله بأنه:"ضَرْبٌ خسيسٌ من المتدارك"! و"بدائيٌّ لايستطيع أن يلبّي الحاجات النفسية والفكرية التي يلبّيها بحرٌ كالطويل". كما وصفه د.عبد الله الطيب بقوله: "الخبب بحرٌ دنيءٌ للغاية، وكلّه جَلَبَةٌ وضجيج". بل وصفه د.عشري زايد "باضطراب الموسيقى"!!.
لا يُعْلم بالضبط أوّلُ مَنْ أطلقَ على هذا الوزن اسمَ (الْخَبَب)، ولكن ربما كان ابن رشيق (-456هـ) أوّلَ عَروضيٍّ معروفٍ سجّل هذا الاسم، بقوله عن المتدارك: "وهو الذي يُسمّيه الناس اليوم الخبب".
وقد ورد هذا الاسم أيضاً لدى معاصره؛ الحصري القيرواني (-488هـ)، أشهر شعراء الخبب، بقوله من ذات القصيدة المشهورة:
ما أجْوَدَ شِعْريَ في(خَبَبٍ)=والشّعْرُ قليلٌ جَيّدُهُ "
وقوله
"ولعلّ أقدم قصيدةٍ خَبَبِيَّةٍ يُشيرون إليها هي قصيدة عَمْرٍو الجنّيّ، التي يُقال إنه مدَحَ بها الرسول، ولم يبْقَ منها سوى قوله:
أشَجاكَ تَشَتُّتُ شِعْبِ الحَيِّ=فأنْتَ لَهُ أرِقٌ وَصِبُ
يقول أبو الحسن العروضي (-342هـ): "فهذه قصيدةٌ مشهورةٌ، ولولا الإطالةُ لذكرناها عن آخرها". ويا حبذا أنه فعل. ويُعلّق الزنجاني
(- بعد660هـ) على هذا البيت بقوله: "وقَلَّ أن تجد في هذه القصيدة بيتاً خالياً من الخبن والقطع"، مما يدلّ على أنها كانت معروفةً حتى زمنه.
وأشار أبو الحسن العروضي أيضاً إلى قصيدةٍ أخرى قديمة،لم ينسبها لأحد، قال عنها: "وليست في شهرةِ الأولى"، ذكر منها قوله:
زُمَّتْ إِبِلٌ للبَيْنِ ضُحَىً=في غَوْرِ تِهامَةَ قدْ سَلَكوا
ولعل من أقدم شواهده -إن صحّ- بيتٌ يُنسب إلى امرئ القيس:
الشحْطُ خليطُكَ إذْ بكَروا=ونأوا فمضى بهمُ السّفَرُ
ومنه أيضاً؛ أبيات ينسبونها إلى علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، يقولون أنه استنطق فيها الناقوس، وهي:
إنّ الدنيا قد أغْوَتْنا=واستَغْوَتْنا ، واستَهْوَتْنا
لسْنا ندري ما قَدَّمْنا=إلاّ أنّا قدْ فرَّطْنا
يا ابنَ الدنيا مهْلاً مهْلاً=زِنْ ما يأتي وزْناً وَزْنا
ما منْ يومٍ يمضي عنّا=إلاّ أوْهى منّا رُكْنا
فهل يكفي هذا لنقول أن الخبب كان في العصور النقية وثمة شواهد عليه"
وأيضا أيها الفاضل
دعني أذكرك بأن ما قلت في اقتباسي في الرد السابق لم يقتصر على كراهة توالي أربع متحركات ومنع توالي خمسة في العروض فقط بل وفي الصرف أيضا، فلو هربنا بالخبب من بحور الشعر لنأذن له بهذا التوالي، فهل نهرب به من علوم اللغة؟
أكرر شكري وتحايايأما علماء الصرف فقد منعوا توالي أربعة متحركات في كلمة واحدة أو ما بمثابتها ، لأنها معرضة لأن يسبقها أو يلحقها متحرك أو أكثر ، وعندئذ يقع المحظور ، قال سيبويه : " أحسن ما يكون الإدغام في الحرفين المتحركين اللذين هما سواء إذا كانا منفصلين ، أن تتوالى خمسة أحرف متحركة بهما فصاعدا . ألا ترى أن بنات الخمسة وما كانت عدته خمسة لا تتوالى حروفها متحركة ، استثقالا للمتحركات مع هذه العدة ، ولابد من ساكن . وقد تتوالى الأربعة متحركة في مثل ( عُلَبِط ) ، ولا يكون ذلك في غير المحذوف . ومما يدلك على أن الإدغام فيما ذكرت لك أحسن أنه لا يتوالى في تأليف الشعر خمسة أحرف متحركة " ، وقال ابن عصفور فزاد بيانا : " وكذلك ( جَنَدِل ) ، و( ذَلَذِل ) ، ليس فيه دليل على إثبات ( فَعَلِل ) في أبنية الرباعي ، لأنهم قالوا (جنادل) و( ذلاذل ) في معناهما ؛ فهما مخففان منهما . ومما يؤيد ذلك أنه لا يتوالى في كلامهم أربعة أحرف بالتحريك ؛ ولذلك سكن آخر الفعل في ( ضربْت ) ، لأن ضمير الفاعل يَتَنَزَّلُ من الفعل منزلة جزء من الكلمة فكرهوا لذلك توالي أربعة أحرف بالتحريك . فإذا كان ممتنعا فيما هو كالكلمة الواحدة ، فامتناعه فيما هو كلمة واحدة أحرى " .
إن توالي أربعة متحركات في كلمة واحدة أو ما هو بمنزلتها ، غير تواليها في كلمتين ، لأن الأول أصلي قائم أبدا ، والآخر عارض يحتمل ألا يكون ؛ ومن ثم أوجبوا قطع التوالي الأول بساكن ولم يملكوا في الآخر إلا أن يكرهوه ، ويزينوا للمتكلم تسكين الإدغام كلما اجتمع له حرفان متماثلان أو متقاربان .
وللرائعة صاحبة القصيدة الأستاذة أميمة الرباعي قوافل الشكر والاكبار لإفساحها لنا المجال في صفحتها لهذا الحوار النافع إن شاء الله
شكرا لك استاذتي .
أغلب الروايات أن وفاة الخليل بن أحمد - يرحمه الله - كانت بين سنتي 170-175 هـ.