من مقالاتي القديمة فى الرد على منكري السنة النبوية المطهرة

نشرت بجريدة الأحرار المصرية المعارضة فى 4 اغسطس 2000




هكذا وبعد اكثر من خمسة وعشرين عاما قضاها الدكتور أحمد صبحى منصور فى العداء السافر لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. يضطر اليوم أمام ما طرحناه عليه من أسئله مفحمه وحجة بالغه .. إلى التراجع والإعتراف والإقرار بايمانه بوجود مايسمى ( بالوحى التوجيهى ) لخاتم النبيين إلى جانب وحى القرآن المعجز .. وهذا التراجع والإعتراف بوجود وحى آخر إلى جانب وحى القرآن المعجز يفتح أمامنا الباب على مصراعيه لإسقاط معظم الأفكار التى يروج لها منكروالسنةعلى النحو الذى سنوضحه بمشيئة الله تعالى .. لكن لكى يتحقق ذلك لابد من أن نناقش أولا ما كتبه الدكتور صبحى منصور حول الزعم بأن هذا ( الوحى التوجيهى ) كما يسميه الدكتور منصور أو ( الوحى السنى ) كما يسميه غيره خآص بالنبى صلى الله عليه وسلم دون غيره من المؤمنين ؟؟ ويضرب لنا الدكتور منصور عدة أمثله على هذا الوحى التوجيهى الذى يجزم فى أكثر من موضع من رده الطويل العريض .. على أنه شأن خآص بالنبى صلى الله عليه وسلم ولاشأن للمسلمين به .. وهذا الكلام ساقط ، وأى طفل مميز يستطيع أن يكشف زيفه وتهافته .. بل والأمثله التى ساقها الدكتور منصور للتدليل على خصوصيه هذا ( الوحى التوجيهى ) بالرسول صلى الله عليه وسلم فقط .. هى نفسها أكبر دليل على أن هذا ( الوحى التوجيهى ) خطاب تكليفى عام يجب على المسلمين جميعا الإلتزام بأحكامه كالقرآن تماما بتمام .. وعلى ضرورة طاعة المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم فى كل مايأتى به من أحكام .. وهذا أمر لو أنصف منكرو السنة مع أنفسهم لاعترفوا واقروا به دون أدنى جدال وهذه الأدله هى :


الهجره إلى المدينة هل كانت شأنا خاصا بالنبى صلى الله عليه وسلم ؟؟


أولا : أول مثال يضربه الدكتور صبحى منصور على هذا الوحى التوجيهى للرسول صلى الله عليه وسلم .. هو الأمر بالهجره من مكه إلى المدينة المنوره .. يقول الدكتور ( ومن خلال القرآن الكريم نفهم حدوث هذا الوحى التوجيهى لخاتم النبيين عليهم السلام نفهم مثلا أن الهجره للمدينة كانت بأمر إلهى وهذا معنى قوله عليه السلام ( لصاحبه لاتحزن إن الله معنا فأنزل السكينة عليه وأيده بجنود لم تروها ) التوبه 40
طيب يا دكتور ويا كل العقلاء .. هل كانت الهجره من مكه إلى المدينة والتى جاء الأمر بها عبر الوحى التوجيهى كما تقول .. شأنا خآصا بالنبى صلى الله عليه وسلم ولاشأن لعامة المؤمنون به ؟؟ ولماذا هاجر مع النبى صلى الله عليه وسلم كل القادرين على الهجره .. ومابقى من فى مكه سوى المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجره .. والذين فى قلوبهم مرض .. ثم لماذا أثنى الله عزوجل على المهاجرين مع الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبشرهم بالجنه والمغفره .. بينما اعتبر الذين لم يهاجروا بغير عذر كفارا ومنع من موالاتهم حتى يهاجروا ..يقول الله عزوجل (( ودوا لو تكفرون كما كفرتم فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا فى سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولاتتخذوا منهم وليا ولانصيرا )) النساء 89 .. وقوله تعالى (( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعه فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا )) النساء 97
والآيات فى وجوب الهجره مع المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيره واضحه ؟؟ فالنبى صلى الله عليه وسلم قد أمر بالهجره إلى المدينة .. والمؤمنون الصادقون أطاعوا أمره رغم أنه لم يذكر فى القرآن .. ودون أن يعرفوا ذلك الفرق المزعوم بين الوحى التوجيهى والوحى القرآنى المكتوب ؟؟ .. فهل المؤمنون الذين استجابوا للوحى التوجيهى بالهجره معى الرسول صلى الله عليه وسلم مشركون لأنهم اتبعوا وحيا غير وحى القرآن .. حاشا لله ؟؟



الوعد بالنصر فى بدر ؟؟


ثم نأتى إلى ثانى مثال يضربه د.صبحى منصور ليبرهن على أن هذا الوحى التوجيهى خآص بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وليس للمسلمين اتباعه .. هو كما يقول .. (( ويقول الله تعالى ( وإذ يعدكم الله احدى الطآئفتين أنها لكم ) الأنفال7 ونفهم منها  والكلام لصبحى منصور  أن وحيا نزل بخروج النبى والمؤمنين ؟؟؟؟؟ للقاء القافله مع وعد بالنصر أو بالقافله أو احدى الطآئفتين )) .. وعلامات الإستفهام بعد كلمة المؤمنين من عندى .. لأنها تصريح قاطع بأن الوحى التوجيهى نزل بخروج النبى والمؤمنين وليس بخروج النبى فقط خلافا للقاعده الفاسده التى ابتدعها د.صبحى منصور .. فهل يستقيم بعد ذلك أن يقول أن الوحى التوجيهى كان خآصا بالنبى وأن المؤمنين لايجوز لهم اتباع هذا الوحى التوجيهى وإلا صاروا مشركين بالله ؟؟ وهل المؤمنون الذين استجابوا للوحى التوجيهى بالخروج فى غزوة بدر مشركون بالله أيضا .. هل هذا معقول ياناس ؟؟
ثم أليس فى هذا الوعد الذى جاء به الوحى التوجيهى والذى بشر النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه بالنصر أو القافله اطلاع للنبى صلى اله عليه وسلم ببعض الغيب وأنتم تنكرون ذلك ؟؟
وهل كانت البشاره بالنصر فى غزوة الأحزاب شأنا خاصا بالنبى ؟؟



الوعد بالنصر


وثالث مثال يضربه صبحى منصور على هذا الوحى التوجيهى الذى يزعم أنه شأن خآص بالنبى صلى الله عليه وسلم ولا علاقة بالمؤمنين به هو البشاره بالوعد بالنصر والكلام لصبحى منصور .. فسخر منها المنافقون عند المحنه ، وآمن بها المؤمنون .. فلو كانت شأنا خآصا بالنبى صلى الله عليه وسلم كما يزعم .. فلماذا أبلغها عليه السلام للناس حتى سخر منها المنافقون ، وآمن بها المؤمنين ؟؟ .. إلا أن تكون بشاره عآمه مع أنها وردت بالوحى التوجيهى ؟؟



قصة زيد وزينب رضى الله عنهما

ورابع مثال يضربه صبحى منصور على خصوصية الوحى التوجيهى .. هو الأمر الأهى للنبى صلى الله عليه وسلم بكسر قاعدة التبنى والوعد بتزويجه من زينب بنت جحش من أجل ذلك .. فأخفى النبى صلى الله عليه والسلام هذا الوحى تحرجا من أن يقال محما تزوج من زوجة ابنه بالتبنى .. فعاتبه الله .. فلماذا عاتبه الله عندما حاول اخفاء الوحى التوجيهى الذى زعم صبحى منصور أنه غير ملزم لأحد من المؤمنين .. أليس فى ذلك دليل على أن الله عزوجل أراد أن ينشىء تشريعا لكل المؤمنين بهذا الوحى التوجيهى ؟؟




تحويل القبله


وهل كان تحويل القبلة شأنا خآصا بالنبى صلى الله عليه وسلم ؟؟ لقد كان السؤال الذى تحدينا به الدكتور صبحى منصور .. هو على أساس قرآنى صلى المسلمون أولا إلى المسجد الحرام ثم تحولوا إلى بيت المقدس ثم تحولوا أخيرا إلى الكعبه .. وقلنا هل كان ذلك بوحى قرآنى أم بوحى خآص بالنبى صلى الله عليه وسلم ؟؟
وهنا يجيب صبحى منصور بما أردنا له نحن أن يجيب وبما يسقط ويدين كل أفكاره .. فيقول إن التحول من المسجد الحرام إلى بيت المقدس كان بوحى توجيهى .. والوحى التوجيهى عند صبحى منصور وحى خآص بالنبى صلى الله عليه وسلم .. ولا يجب على المؤمنين اتباعه .. لأنه لايجب عليهم إلا اتباع وحى واحد فقط هو القرآن .. وإلا صاروا مشركين بالله ؟؟ وهذا الذى يقوله صبحى منصور يخالف الحقيقة ، ويخالف القرآن .. يخالف الحقيقة لأن المسلمين جميعا دون استثناء كانوا يطيعون رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التوجه أولا إلأى الكعبة ثم إلى بيت المقدس وجوبا .. ولم يذكر لنا التاريخ أن ثمة من خالف هذا الأمر الوجوبى الذى لم يرد فى القرآن .. ويخالف القرآن لأن الله عزوجل يقول (( وماجعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه )) وفى تلك الآيه دليل قاطع وأمر صريح من الله عزوجل بوجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم سواء فيما جاء به الوحى التوجيهى بالتوجه إلى المسجد الحرام أولا ثم إلى بيت المقدس ثانية .. أو بما به وحى القرآن بالتوجه إلى المسجد الحرام أخيرا وإلا صار ممن ينقلب على عقبيه .. فطاعة الرسول عليه السلام واجبة فى كل مايخبر به سواء ورد ذلك فى القرآن أو فى الوحى التوجيهى .. ومخالفة هذا الوحى التوجيهى كفر وارتداد عن الإسلام ؟؟
وهكذا يتأكد لنا من خلال الأمثله التى ساقها صبحى منصور على الوحى التوجيهى .. أنها واجبة الإتباع والطاعة شأنها فى ذلك شأن الوحى القرآنى .. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حين يقول (( ألآ إنى أتيت القرآن ومثله معه ))

النقطة الثانية : يقول الدكتور صبحى منصور : (( إن النبى متبع للوحى والمتبع للوحى لايمكن أن ينشىء سنه .. وهى مغالطة واضحه بلا شك .. لأن السنة النبوية هى نفسها الوحى التوجيهى كما يسميه صبحى منصور .. أو الوحى السنى كما يسميه غيره .. وقد رأينا كيف أوجب القرآن الكريم طاعة المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم فى كل ماجاء به من وحى توجيهى أو وحى سنى مثل الهجرة والخروج لغزوة بدر والبشاره بالنصر فى غزوة الأحزاب .. وابطال التبنى كما فى قصة زينب وتحويل القبله ؟؟
فنحن الذين نقول إن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وحى من الله عزوجل ، ونحن الذين نقول أنه عليه الصلاة والسلام لاينطق عن الهوى ؟؟ أما منكر السنة فيزعمون أن مهمة الرسول هى تبليغ الرساله وتلاوتها فقط ودون بيان أو تعليم ؟؟




هل كان ابراهيم عليه السلام يصلى بغير طهاره ؟؟


ومن أعجب ما قال د. صبحى منصور وكل كلامه عجب .. أن تفاصيل العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج متوارثه من ملة ابراهيم وأن كتابا له عن الصلاة فى القرآن يؤكد أن الصلاة بركعاتها وكيفتها ومواقيتها متوارثه من ملة ابراهيم وأن للقرآن منهجا فى التعامل مع التواتر فى تلك العبادات .. فما كان منها بدون تغيير وظل ثابتا فإن القرآن لايتعرض له ، ولذلك لم يتعرض لكيفية الصلاة والصوم وماتناساه الناس يؤكد القرآن عليه مثل الأمر بالمحافظة على الصلاة واقامتها وعدم خلطها بالشرك والرياء ضمن اتباع ملة ابراهيم حنيفا ، وإذا جاء تشريع جديد فى القرآن فإنه يأتى بالتفصيل ، ولذلك نزل تشريع الصلاة فى الخوف حين الجهاد أو الهجرة ونزل تشريع الطهاره إلى آخره .



وهذا الكلام خطأ

أولا : لأنه يخالف قوله تعالى { لكل جعلنا شرعة ومنهاجا } .. نعم قد تتشابه فى بعض صورها .. لكنها فى النهاية تختلف من أمة إلى أخرى بنص القرآن الكريم !!

وثانيا : لأنه يخالف قوله تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم } 129 البقره فالنبى صلى الله عليه وسلم لايتلو الكتاب فقط وإنما هو بنص الكتاب الكريم يعلم الأمه ويزكيها بسنته وسيرته العطره !!

وثالثا : أن هذه الفكره الشيطانيه التى يروج لها د.صبحى منصور فيها تحقير وازدراء لدور ووظيفة خاتم الأنبياء والمرسلين والعياذ بالله .. فالدكتور صبحى لاستنكف عن اتباع سنة ابراهيم عليه السلام والتى يتجاوز عمرها آلاف السنين قبل التاريخ ، والتى جاءت بغير اللسان العربى .. وهى التى تغيرت وتبدلت وانطمست معالمها بنص القرآن الكريم .. وليس أدل على ذلك من امتلاء الكعبه المشرفه بالأصنام والأوثان ..وبعثة النبى صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل ، ويثق فى تواترها رغم مرورها عبر طبقات لاحصر لها من المشركين وعيدة الأصنام والزناة واللصوص .. بل لايرى بأسا من أن يقوم هو أى د. صبحى منصور نفسه .. بمهمة بيان معانى متشابه القرآن بكتابة آلاف المقالات وعشرات الكتب .. بينما يستنكر أن يقوم النبى صلى الله عليه وسلم بنفس تلك المهمة .. فهل هناك حقد أسود على النبى صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك ؟؟

ورابعا : إذا كان القرآن الكريم قد تكلم عن الطهاره كتشريع جديد لم يكن فى زمن ابراهيم عليه السلام .. فهل معنى ذلك أن أبا الأنبياء كان يصلى بغير طهارة ولا وضوء ؟؟

وخامسا : وهل كان ابراهيم عليه السلام يقرأ القرآن فى صلاته قبل نزوله على خير الآنام مثلا ؟؟ وهل كان يقرأ التشهد ؟؟

وسادسا : عندما بعث النبى صلى الله عليه وسلم .. لم تكن الصلوات الخمس معروفه لدى أحد من العرب .. ولا عرفها أحد فى البشريه كلها من اليهود والنصارى أو غيرهم وهم خارجون عن الحصر .. فهذا تواتر على عدم وجود مايسمى بالصلوات الخمس قبل الإسلام .. فما بالنا بأدق التفاصيل الأخرى .. والدليل على ذلك أيضا أن صلاة القيام هى التى فرضت أولا على المسلمين فى مكه بنص القرآن الكريم ، وظل المسلمون على فترة ذلك فترة من الزمن .. ثم نسخت بعد فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء ؟؟

وسابعا : ويقول د.صبحى منصور أن الصيام فرض أولا على ملة ابراهيم غليه السلام ثم تغير بعد ذلك على النحو الوارد فى القرآن .. وهذه هى أيضا الإجابه التى اردنا له أن يجيب بها .. لأن كلا الصورتين للصيام وردتا فى القرآن .. وقد نسخت الأخيره الأولى وهو ما ينكره د.صبحى منصور ويعترف به فى آن واحد ؟؟

وثامنا : الأهم من ذلك كله .. أن المسلم كما يقول د.صبحى منصور لايجب عليه اتباع وحى غير الوحى القرآنى .. وأن الوحى التوجيهى للأنبياء لايلزم إلا الأنبياء وحدهم كما يزعم .. وأن المسلم الذى يتبع غير وحى القرآن يصير مشركا بالله والعياذ بالله .. فهل تفاصيل العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج والمتوارثه عن ملة ابراهيم كما يدعى صبحى منصور .. هل كانت بوحى توجيهى أم بوحى قرآنى ؟؟ بالطبع كانت بوحى توجيهى أو كانت ضمن الصحف التى نزلت على ابراهيم عليه السلام .. والمهم أنها لم تكن وحيا قرآنيا واجب الإتباع .. إذن فكيف يجيز صبحى منصور للمسلم اتباع وحى غير وحى القرآن .. بشرط غريب هو ألا يكون هذا الوحى خاصا بالنبى صلى الله عليه وسلم ؟؟ فهل هناك حقد أسود على رسول الله صلى الله وسلم أشد من ذلك أم هى الرغبة فى الإنتقاص من قدره عليه الصلاة والسلام ؟؟

وأخيرا ..

لقد كان الرد الطويل العريض الذى كتبه صبحى منصور فضيحة علمية وأخلاقيه وعقائديه بكل المقاييس العلمية والإيمانية .. وسوأة فكريه لم تستطع كلمات الأستاذ أحمد رفعت ومجاملته للدكتور صبحى منصور أن تسترها .. وليس أدل على ذلك من ادعاء الأستاذ أحمد رفعت أن د.صبحى منصور قد رد على تساؤلات الموجى كاملة .. بينما صبحى منصور نفسه لم يدع ذلك .. ولم يجب ولا على سؤال واحد من الأسئلة التى طرحناها حول النسخ .. وكانت هادئة جدا .. بل اكتفى بالقول بأننا .. (( تجاهل مصطلحات القرآن وأساليبه ، وتجاهل أن القرآن أحكمت آياته ولامجال فيه للعوج والتبديل ، وبالهوى يأخذون من السياق مايوافق هواهم ويؤولون معناه ويتجاهلون الآيات الأخرى وحتى فى الردود على مانكتب يقتطعون من السياق مايشاءون ويقيمون عليه اتهامات ونتائج مزيفه وبالتالى فى فائدة فى الجدال معهم بل الأفضل هو طاعة الله تعالى والإعراض عنهم وتوجيه الحديث لمن يؤمن بالله تعالى وكتابه وحده ، وحتى لايقع فريسة للتضليل )) .. هذه هى إجابة صبحىى منصور على كل ماطرحناه من تساؤلات مشروعه .. وهى كما نرى مجرد عبارات انشائية واتهامات عشوائية وهروب ممجوج من المناقشة العلمية المحترمه .. وحجة المفكر البليد .. وليس صحيحا ماقاله الأستاذ أحمد رفعت من أن صبحى منصور يفضل العزف على قيثارته بدلا من الإنهماك فى الدفاع عنها .. ولكن الصحيح أنه يحاول أن يهدم بمعوله أركان الإسلام وحقائق القرآن .. ويفعل مثلما فعل الحطيئة شاعر العرب المخضرم .. الذى سجنه عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالمدينة بسبب هجائه للزبرقان بن بدر .. وبعد أن استعطف عمر فأخرجه من السجن .. نهاه عمر عن هجاء الناس فقال : إذا تموت عيالى جوعا؟؟ ولو ترك صبحى منصور أفكاره الشاذه وانكاره لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتفسيره القرآن بالهوى لما أصبح لصبحى منصور هذا الشأن ، ولما أشار إليه أحد بالبنان .. ولما أوكل إليه الشيوعيون والعلمانيون مهمة ادارة مركز ابن خلدون المشبوه ، ولما أوكلوا إليه مهمة تنظيم الندوات الدينية فى معرض الكتاب وهذه المصيبة من مصائب الزمن .. لكن الطيور على أشكالها تقع