بسم الله الرحمن الرحيم
الفلوجة ... الفلوجة
أيها المسلمون
أرسل بوش الطاغية أوامره لجنوده المحتلين للعراق أن يُعدّوا العدة لعدوان وحشي كبير على الفلوجة، البلد البسيط في سكانه القوي في إيمانه. فأعدوا جيشاً وطائراتٍ وصواريخ وأسلحةً تقليديةً وغير تقليدية، وطلبوا العون من شريكتهم في الجريمة بريطانيا. وهكذا بدت الفلوجة أمامهم دولةً كبرى ذات جيش لجب [سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لَم ينـزل به سلطانا]ً.
وأثناء ذلك طلب الطاغية من تابعه مجرم بغداد إياد علاوي أن يهيئ له الأجواء داخلياً وإقليمياً ليمر العدوان بغطاء داخلي وكذلك من الجوار، العربي والأعجمي. فقام ذلك التابع الذليل بإعلان حالة الطوارئ، ثم أتبعه إعلاناً، هذا اليوم بإغلاق الحدود مع الأردن وسوريا، وإغلاق مطار بغداد ليومين كاملين، ومنع التجول في الفلوجة والرمادي، مهيئاً بذلك مسرح المعركة داخلياً. ثم أرسل أشياعه إلى أمثاله من الحكام في دول الجوار لتبليغهم ما ينوي القيام به وللتنسيق معهم. ثم جال وزير دفاعه على جند الجيش الجديد في العراق يحرضهم على القتال تحت راية أمريكا ضد أهلهم في الفلوجة المرعبة للكفار والمنافقين، الشامخة بعنفوان أهلها المؤمنين.
أيها المسلمون:
إن الفلوجة هي الجدار الذي يجب أن تتحطم عليه رؤوس الطواغيت، رغم ما صنعوه من كيد ودهاء وما أعدوه من قوة وعملاء. لقد جمع الكفار وعملاؤهم أوباشَهم وجندهم وزبانيتهم محاولين أن يعوضوا هزيمتهم السابقة أثناء محاولتهم اختراق الفلوجة في العام المنصرم، ومحاولين أن ينتقموا كذلك لغطرستهم وكبريائهم اللتين تمرغتا بالوحل لطول وقوفهم على أبواب قلعة الفلوجة التي منعتهم من دخولها نحو سنتين رغم اجتماعهم عليها بِقَضِّهِم وقضيضهم، ورغم ما يبذله مجرم بغداد من جهد في التجسس لحساب أمريكا على المؤمنين في الفلوجة، ومع ذلك فقد بقيت عصيةً على أمريكا وجندها وعملائها.
أيها المسلمون:
يا جند العراق:
إن إشهاركم السلاح على إخوانكم المسلمين جريمة كبرى في الإسلام، حتى إن إخافة المسلم دون قتله هي كبيرة عند الله فكيف بمن يقتل مسلماً متعمداً؟ يقول تعالى: [ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما]ً. ويقول صلوات الله وسلامه عليه: «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجلٍ مسلم».
فسجلوا مواقف ناصعةً بيضاء تذكر لكم في سجل الخالدين عند الله ورسوله والمؤمنين بتوجيهكم أسلحتكم ضد أمريكا وعملائها، ونصرةً لأهلكم في الفلوجة والعراق فتنالوا إحدى الحسنيين [قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين].
أيها المسلمون:
يا جند المسلمين في كل مكان:
أروا الله من أنفسكم ما يحبه سبحانه من جهاد في سبيله ونصرة لعباده، فانطلقوا لنصرة إخوانكم في فلوجة العراق واسحقوا حكامكم إن وقفوا في وجهكم، فروحة أو غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها.
أيها المسلمون:
يا أهل القوة:
ألَم تهزكم بعدُ جرائم أمريكا في العراق؟ ألَم تحرككم أعمالها الوحشية ضد الفلوجة وغيرها في العراق؟ كيف لا تثيركم خيانات مجرم بغداد جهاراً نهاراً؟ كيف تسكتون على منع حكامكم لكم من نصرة أهلكم في العراق وأنتم تشاهدون وتسمعون أعمال بوش الطاغية وتابعه علاوي من جرائم تنأى وحوش الغاب عن فعلها.
إنكم أمة حية لا تموت ولن تموت بإذن الله حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وإن أعداءكم وإن عظمت قواهم المادية فقلوبهم واهنة واهية في النـزال والقتال، ودلائل ذلك واضحة في أفغانستان والعراق وحيث حلوا. إنهم لَم ينتصروا في مكان دخلوه لولا جواسيسهم وعملاؤهم ممن تسمَّوْا بأسماء المسلمين وتزيَّوْا بأزيائهم وهم ليسوا منهم، ورغم ذلك لَم يستقر الأعداء إلا قليلاً ومادت بهم الأرض واندحروا خائبين.
أيها المسلمون:
يا أهل القوة:
لقد آن لكم أن تعيدوا مجد الإسلام والمسلمين وأن لا تمكنوا أمريكا وبريطانيا وأحلافهما وعملاءهما من موطئ قدم في بلاد المسلمين.
وإننا ندعو الأمة، وبخاصة أهل القوة فيها، أن تجد وتكد وتبذل المال والنفس لإقامة حكم الله في الأرض، الخـلافة الراشدة، فتعود العزة للإسلام والمسلمين، وتُرِي الأمةُ الأعداءَ عزة الإسلام وعظمته، وهوان الكفر وأهله وعملائه، فلا يجرؤ كافر على العدوان على بلاد المسلمين بل لن يحدث نفسه بذلك لانشغاله بالاختباء في مسقط رأسه من جيش المسلمين الزاحف لفتح بلاده ونشر الخير في ربوع العالم.
ندعوكم أيها المسلمون لما يحييكم فهل أنتم مستجيبون؟
[يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم].