أحدث المشاركات

قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الشجرة ذات الرائحة الزكية» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» همسة!» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» أجمع دعاء وأكمله.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» العفو يورث صاحبه العزة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» مع الظلام» بقلم عبدالله سليمان الطليان » آخر مشاركة: عبدالله سليمان الطليان »»»»» المعية الإلهية فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» كتب محمد فتحي المقداد. الحارس. قصة قصيرة» بقلم محمد فتحي المقداد » آخر مشاركة: محمد فتحي المقداد »»»»» الطبعة الثانية من المنتج الجاهز لعلم عَروض قضاعة 1- 3 - 2024» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» عذْراً فلسطينُ ما عُدْتِ لنا الأّمَا» بقلم حسين إبراهيم الشافعي » آخر مشاركة: شاهر حيدر الحربي »»»»»

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 29

الموضوع: العجوز

  1. #1
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي العجوز

    العجوز

    قال لها العجوز: إنّ لماء البحر ميزاتٍ عجيبة، إذ يقتلع براثن التّفكير، ويزيد في قلبك اليقين، ويعينُك على تحقيق ما تبغين... فاذهبي إلى البحر، تأمّلي وتعلّمي، وعدّي ستّ موجات، ومن ماء الموجة السّابعة، اغسلي وجهك، ودعي الماء يبلّل كلّ جسدك؛ ليزيل عنك الشّرور، فتبدأ حياة السّرور...
    غزلت بمغزل اللّيل الطّويل أوشحة لفّت بها مجسّمات أفكارها، وشهقات سود أيّامها، وخَيبات جميل أحلامها؛ لتلقيها في أعماق اليمّ...وأسعدها وهي في غمرة شرودها أنّ سنونو الفجر قد نبّه حواسّها، التي جرّها غراب الفكر إلى خربة الأوهام؛ مقلّبة أحجارها، فأرجعها إلى عمارة الحاضر، ورغبةِ تزيين جدرانها، وإعلاء سقوفها... وحضَرَتها صورة نوارس الأمل التي ستلتقي بها فوق موجات شاطئ البهجة.
    باغتها التّردّد أثناء عزمها على مغادرة كُوّة التّعب إلى بوّابة الرّاحة. فقد نسيت الوقت الملائم للقاء الذّات والبحر... أفجرًا هو أم عصرًا؟!
    وقفت على حصى الحيرة، وانتابها شعور بغياب البصيرة المُعينَة على تجاوز الكثير من الأمور الخطيرة!
    ما العمل ؟ فهي لا تستطيع البحث عمّن أسدى لها النّصيحة... إنّ شوارع المدينة مزدحمة، ولم تعرف عنه بعد لقائها القصير به، سوى رغبته في تفريغ حمولة صناديق هموم من يرسلهم القدر إلى طريقه، وملئها بياقوت الأحلام، وتسهيل صعوبات الأقدار؛ واعدًا إيّاهم بعدم إفشاء الأسرار...
    رست بها فكرة لمعت في عتم الفكر، على شواطئ المساء؛ اعتقادا منها أنّ موج المساء الهائج أكثر ملاءمة لهيجان فكرها.
    سُرّت لعودة وهج البصيرة، سلطانة فكرها التي تنصاع لومضاتها المثيرة ...
    ستنتظر المساء بتلهّف، بعد قضاء ليلة، دارت في دياجيرها بجناحي الخوف والقلق.
    ها هو طائر السّنونو لا يزال حائما حول غرفتها... استغربت تواجده، وغياب طائر الدّوري الذي اعتادت إطعامه كلّ فجر بيدها.
    اقترب من اليد المبسوطة بحذر، التقط حبّة، وعاد بعد هنيهة؛ ليتناول الأخرى. وفي المرّة الثّالثة انتزع الحبّة وقطعةً صغيرة من جلد يدها، وأمسك بمنقاره باللّحم كأنّه يبغي إلى العظم سبيلا. فصرخت متأوّهة، وألقت بالحَبّ بعيدا، فطار مخلّفا خيوط الدّماء المسيلة...
    أزفتِ السّاعة، وانشرح الصّدر، فهرولت نحو الشّاطئ؛ لتمدّ فوق الأمواج حين مدّها، بساط رغباتها، وتطرح مع جزْرها صُرَر ممقوتاتها...
    ركّزت ناظريها على موجة، وفصلتها عمّا تطاردها؛ كي تكون دقيقة في تعداد السّبع الموجات، وانتظرت اقتراب كلّ موجة؛ لتلّف بين طيّاتها ما ترفضه ذاتها.
    اللهمّ بلّلني بندى السّكينة، وجفّف لي ينابيع القلق والحيرة...
    تصل الموجات تباعا؛ لتسطر عليها حروف إصرارها في إلقاء كدر الأمور إلى جوف المجهول؛ وطلب الصّفو المأمول...
    اللّهمّ...
    اغرس فيّ يقينا، واقلع منّي الشّك
    دثّرني قناعة، واخلع عنّي ثوب الجشع
    زدني علما، وانقص من جهلي
    اسقني فرحا، وأظمِئ الحزن
    أنِرني أملا، وأطفِئ فتيل اليأس
    أمطِرني حبّا ...............
    وبينا هي تقترب، وتخترق عباب الموجة غاسلة وجهها بماء الحبّ الذي طلبته، وأحسّته، احتضنتها الموجة بقوّة، ولم تشأ إفلاتها، وجرّتها دائرة الاحتضان إلى الأعماق منتشية... لكن، اختلطت المشاعر حين لَبِسَها الوجوم بُعيدَ فتح عينيها، ورؤية الماء يكاد يغمرها... لفّعها الخوف لحظات، فاستحضرت شريط رغباتها وطلباتها، وحرصها على حياة هانئة!... ترى ماذا تفعل والموجة تحاول إبقاءها ضيفة في ديارها، وتهدّد أمنها وكيانها؟!...
    التفتت نحو الشّاطئ، تراءى لها شيء ما...ركّزت النّظر، وإذ بطيف العجوز يسير ببطء، ويتّجه صوبها مادّا عصاه... مرّ الوقت عصيبا وهي تمدّ يدها لتتشبّث بعصاه... دنا منها مخاطبا إيّاها برويّة:
    " لا تدعي سكرة الفرح تدخلك في ديمومة الغيبوبة، وتبعدك عن صحوة الكينونة!"...
    ألقى بجملته وأكمل المسير...
    فكّ الخوف قِماطَهُ، فهزّت رأسها، ونفضت عنها خمر الموجة، وتذكّرت أنّها هنا لتتعلّم وَ... استردّت أنفاسها، استجمعت قواها، وانطلقت بروحها المفعمة بفرح الصّحوِ، نحو شاطئ الحكمة...

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.18

    افتراضي



    حمدا لله على السلامة ،،،(لكي نتعلم يجب أن نتعب، و ربما نغامر.. )

    ====

    كانت محظوظة حين ظهر العجوز ليمد إليها عصا النجاة ،

    بعد أن علمها فوائد البحر ، و سكَتَ عن ذِكر مخاطره .

    و نحن ؟؟؟

    الكاتبة المبدعة كاملة ،

    في نصوصك ألق الأدب و فيض الحكمة و سحر الكلمة ،

    دمتِ و الواحة .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,264
    المواضيع : 522
    الردود : 19264
    المعدل اليومي : 3.69

    افتراضي


    " لا تدعي سكرة الفرح تدخلك في ديمومة الغيبوبة، وتبعدك عن صحوة الكينونة!"...

    الحمد لله انني هنا ...

    لآ اجد من وصف تحيط به كلماتي

    ربما لأنني كنت مع الموجة السابعة أغسل جسدي

    من ادران ألمت به ..

    سيدتي ... قصة وفن كتابي رائع ودرس

    وحضورك ..

    اجتمعت معا فكان الألق

    شكرا لك

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    كانت محظوظة حين ظهر العجوز ليمد إليها عصا النجاة ،

    بعد أن علمها فوائد البحر ، و سكَتَ عن ذِكر مخاطره .

    و نحن ؟؟؟
    نحن عزيزتي الأخت نادية... لدينا الكثير من الموارد التي نستطيع أن ننهل منها المعرفة والحكمة... لكنّنا ساهون، وعن عظيم ما نملك غافلون، وفي دروب الجهل والصّخب تائهون... لذا، نحتاج _ مثلما تفضّلتِ - بمن يذكّرنا. والأفضل أن نفطن نحن، ونذكّر أنفسنا بحاجتها لزلال ماء اليقين... وإلّا ستسحبنا الأمواج وتبقينا في سكرة السّهو، وتلقي بنا في غياهب الجحيم!
    شكرا لك على مرورك العبق، ولطيف كلامك
    تقديري وتحيّتي

  5. #5
    الصورة الرمزية نجوى الحمصي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : الكويت
    المشاركات : 850
    المواضيع : 84
    الردود : 850
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي


    كم كانت رحلة القصة ممتعة
    حبك وسبك متكاملة بالروعة والدهشة
    كأديبتنا الباذخة جمالاً من روحها وحرفها
    كاملة بدران
    أستمتعت كما لو أني قرات كتاب
    وبشغف أستل لب ذائقتي
    هنا وجدت الحكمة والإبداع يجتمعان
    ويزرعان الدرر على ورق البردي
    سلم قلم قلب تكتبين به
    وفكر نير بديع
    بحروف غزلتها من نور النجوم ضِياء
    سلمتِ لنا وللإبداع عنوان


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وطني أنت النبض في شريان دمي

  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالرحمان بن محمد قاص
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    العمر : 48
    المشاركات : 253
    المواضيع : 23
    الردود : 253
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    عبثت بالكلام، وقدته بألين زمام، حتى كأن الألفاظ تتحاسد في التسابق إلى خواطرك..
    وقصتك -كما قيل- لو قرئت على الحجارة لانفجرت، أو على الكواكب لانتثرت..
    وكيف لا وقد حوت من الألفاظ ما يسحر، ومن الكلام ما يعجز، ومن البلاغة ما يبهر، ومن المعان
    ما يدهش، ومن الحكمة ما يسر المحزون..
    لك الرأي الثاقب أختاه
    حينما قرأت لك انتشرت في جوانحي مسرة
    مودتي الغالية

  7. #7
    الصورة الرمزية رفعت زيتون شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : القدس
    المشاركات : 2,334
    المواضيع : 136
    الردود : 2334
    المعدل اليومي : 0.41

    افتراضي

    .

    سيبويه الأدب والحكمة

    كاملة بدارنه

    كأننا في حياتنا نحتاج كلّ ما ذكرتِ

    والإنسان بطبعه خلق ضعيفا ومتعجلا وقصير نظر

    هذا العجوز الذي يمكن أن يمثل العقل ويمكن أن يمثل التجربة

    أو انّه ربّما يمثل حتى الكبار الذين عركتهم الحياة فأصبحوا قناديل تنير لنا الدرب

    نحتاج هذا العجوز ليدلنا على الطريق وليسديَ لنا النّصيحة ويشحن فينا طاقات القوة

    في لحظة إحساسنا بالضعف والسقوط لنقومَ من جديد

    نحتاج الوقوف مع أنفسنا ومعرفة سبل السلامة لنسير بها

    ولا يكون ذلك مع هوى النفس فتأتي الوخزات لنصحوَ من الأماني التي نمنّي بها النفس

    نحتاج كذلك إلى القوة العظمى التي دائما نلجأ إليها عند الحاجة وليتنا نفعل قبل الحاجة

    فكان الدعاء من خلال تلك المراحل السبع وفي كلّ مرحلة ما يلزمها ولكلّ مرحلة

    طقوس وكلمات تداوي جرحا ما وترتق فتقه

    ولكن ما أشدّ ما يبهرنا بهرج الحياة فنسير إلى دوّاماتها دون أن ندري أنّ الهلاك ربما يختبئ بين موجها

    وما أشدّنا آنذاك أن نرى برهانا يعيد إلينا ذواتنا تماما كما كان من أمر سيدنا يوسف

    " فلولا أن رأى برهان ربّه " ولكن حتّى نرى برهانه لا بدّ أن يكون صاحب البرهان في قلوبنا

    لتفتح البصيرة عندما تغلق عيون المعرفة فنرى طريق الخلاص

    كثيرة هي الإيحاءات في هذا النص البليغ

    وأكثر هي الاسقاطات على الحياة ولا أريد حصر المعنى

    فالمعنى أكبر من أن يوضع بشاهد

    كمْ تنقصنا هذه الابداعات يا أيتها الكاملة،

    تنقصنا الابداعات التي تتعدد عناصر جمالها لتصل إلى الحسن

    والحسن تمام الجمال وأنتِ حروفك هنا حسناء حسناء

    .

  8. #8
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    ربما لأنني كنت مع الموجة السابعة أغسل جسدي

    من ادران ألمت به ..
    سلامتك أستاذنا محمّد من كلّ أذى
    شكرا لك على مرورك العبق بأحسن الكلام
    الألق يكتمل بكلام الشّرفاء..
    تقديري وتحيّتي

  9. #9
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    أستمتعت كما لو أني قرات كتاب
    وبشغف أستل لب ذائقتي
    هنا وجدت الحكمة والإبداع يجتمعان
    ويزرعان الدرر على ورق البردي
    سلم قلم قلب تكتبين به
    وفكر نير بديع
    بحروف غزلتها من نور النجوم ضِياء
    سلمتِ لنا وللإبداع عنوان
    كلماتك عزيزتي الأخت نجوى مغزولة باللّطافة والرّقّة اللتين تميّزانك

    شكرا لك ولمرورك العبق الذي ينثر عبيره على الكلمات... وأعتزّ به

    تقديري وتحيّتي

  10. #10
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    عبثت بالكلام، وقدته بألين زمام، حتى كأن الألفاظ تتحاسد في التسابق إلى خواطرك..
    وقصتك -كما قيل- لو قرئت على الحجارة لانفجرت، أو على الكواكب لانتثرت..
    وكيف لا وقد حوت من الألفاظ ما يسحر، ومن الكلام ما يعجز، ومن البلاغة ما يبهر، ومن المعان
    ما يدهش، ومن الحكمة ما يسر المحزون..
    لك الرأي الثاقب أختاه
    حينما قرأت لك انتشرت في جوانحي مسرة
    مودتي الغالية
    ]

    شكرا لك الأستاذ الأخ الكريم عبد الرّحمان على كلماتك الرّاقية،ولغتك الجميلة، ومرورك العبق...
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الحلم العجوز
    بواسطة ركاد مبروك في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-03-2018, 10:51 AM
  2. العجوز..
    بواسطة بثينة محمود في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-11-2006, 02:18 PM
  3. الفصل الثالث من شاعر بلا عنوان/ العجوز والحجرة الزرقاء
    بواسطة سها جلال جودت في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-09-2006, 08:03 PM
  4. وصية العجوز المنافقة
    بواسطة د.إسلام المازني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-10-2004, 06:37 PM
  5. وصية العجوز المنافقة.. الجزء الثانى
    بواسطة د.إسلام المازني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-09-2004, 09:26 PM