أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 17 من 17

الموضوع: قصة الشورى بين المبدأ وآليات التطبيق

  1. #11
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي


    مفكرنا المبدع بهجت الرشيد
    أحيي طرحك الشمولي الغني، وأستاذنك بمداخلة سريعة

    صحيح أن الشورى دعامة من دعائم الإيمان لما أقرنها الله عند ذكرها بالصلاة، وأنها واجب في كل أمر المسلمين، لكن القول بأنها راسخة في وجدان الأمة يبدو لي مجانبا للواقع في جلّ معطياته، فنحن إن أيدنا ما جاء في الموضوع من تأكيد تحقق الشورى باختلاف آلياتها في اختيار الخلفاء الخمس ما قبل معاوية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن رضي الله عنهم وارضاهم، فعلينا أن نعترف أنها اختفت بعدهم رغم تلك المحاولات الواهية لإحيائها والتي باءت بالفشل، ولو كانت مبدءا راسخا لما احتاجت ممارستها في أول عهد المسلمين بعد النبي صلى الله عليه وسلم بها لما يدلل عليها ولكانت بيّنة جلية الوضوح لا تحتاج لإثبات وجودها، ولما فقدنا مؤشراتها بابتعادنا عن سنوات الخير واليقين بوجود الهادي بين ظهراني المسلمين.
    وإذا كنا نحتاج للاجتهاد في البحث عن أدلة تطبيق الشورى على المستوى السياسي واختيار الأمير، فكيف بنا في التدليل عليها كمبدأ اجتماعي والصورة هنا أوهى ومعالمها أبعد عن الإحاطة
    صحيح أن من الضرورة للدارس مراعاة الفارق بين الشورى كأصل ومبدأ وبين آليات تطبيقها الخاضعة لظرف الأمة والمتغيرات الحاصلة في المشهد العام، ولكن المتوقع هنا أن لا تبتعد تلك الآليات عن ملامح الأصل المراد تطبيقه بما يفتح الباب لمن يسأل " أين الأصل هنا؟"
    فهل يجوز مثلا ، لو عجز الدكتور محمد مرسي عن ممارسة مهامة كرئيس للدولة المصرية لسبب أو آخر، أن تجتمع قيادة الإخوان أو بعضها مع بعض السلفيين فتختار رئيسا جديدا بدعوى أن الظرف القائم على الساحة لا يسمح بفتح الباب لتقول الأمة المصرية رأيها وأن مرسي لم يترشح مستقلا وإنما كان ترشيحه ممثلا عن الاخوان المسلمين؟
    أو أن يقوم الجيش بالالتفاف وتعيين شفيق أو نسخة منه بدعوى درء الفتنة وحماية الدولة والشعب من تبعاتها المدمرة؟

    أسجل هنا بوضوح أني لا أعترض على ما كان في سقيفة بني ساعدة ولا أحاول النيل مما كان أو من نتائجه، ولا أراني أهلا لذلك، وإنما أرى فيما نحاول تقديمه من أدلة على تحقق الشورى فيما كان إرهابا فكريا ، أزعم اني اجتهدت في تحديه وأثره في نفسي قبل أن أباشر التعليق، فهي أدلة مبتورة تغلفها هالة إكبار لشخوص المذكورين فيها عليهم رضوان الله بما يلجم الردّ ويجعل من عدم التسليم بالمقول تجاوزا للحد.




    أما الادعاء بأن الصحابة بعد النبي لم يلتزموا بالشورى ، فهو نابع من عدم تفريق هؤلاء المدعين بين الشورى مبدءاً وأصلاً ثابتاً ، وبين الآليات التي يمكن من خلالها تطبيق هذا المبدأ ، فالأول أصل ثابت التزم به الصحابة ، بينما الثاني يتعلق بالشكل والوسيلة وهي أمور قابلة للتطوير والتغيير والتحوير ، حسب الأوضاع التي تمر بها الأمة والمتغيرات التي تطرأ عليها ، وهذا ما فهمه الصحابة فجاء التزامهم بالشورى حقيقة لا مظهراً ، عملاً لا ادعاءً ، واقعاً معاشاً لا شعارات فارغة ..
    فباستعراض المبدأ الذي تمّ من خلاله اختيار الخلفاء الراشدين لوجدناه مبنيٌ على الشورى ، كما نرى نضوجاً وتطوراً في آليات تطبيقها ..
    وهذا عرض لاستخلاف الخلفاء ..

    بعد محاورات ونقاشات يمكن مراجعتها في كتب التاريخ ، وخلاصتها أن الأنصار أرادوها من عندهم ، بينما بيّن لهم أبو بكر وعمر أن الخليفة من قريش، لأن الناس لن يرضوها إلا منهم ،
    أليس الأنصار من الناس؟ وقد أرادوها؟
    وهل قامت المكانة بين العرب يومها على الإسلام أم قرشية الأصل
    ثم
    ألم يظهر في المسلمين من يراها حقا لعلي حتى اليوم ؟ حتى أنها فرقت المسلمين شيعا

    وكيف لنا أن نقول عن رسول الله
    لكنه ( صلى الله عليه وسلم ) لم يصرح باسم أبي بكر مع علمه بأن الصحابة لن يعدلوا عنه ، وما ذلك الا ترسيخاً لمبدأ الشورى ، فلو صرح النبي لذلك كان منه نصاً لا يجوز مخالفته ، لكنه ( سكت بالقدر اللازم ، وأشار بالقدر اللازم ، وعلم أنه قد أشار بما فيه الكفاية ، وأن ما زاد على ذلك فهو زيادة على الكفاية )
    أليس هذا تحميلا للأمور ما لا تحمل؟
    أندّعي على رسول الله أنه أوحى برغبته ليعرفها المسلمون فيلتزمونها ولم يصرح بها لالكي لا يكون في التصريح بها إلزام لهم؟ ...
    أي تناقض هذا الدي ندعيه عليه
    يدرك العاقل ببعض تبصر وتحرير للفكر من إرهاب تفسير العلماء لما كان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    إما أنه أراد الخلافة لأبي بكر فأمر بإمامته الصلاة ليعرف المسلمون عندها أنه اختاره إماما وخليفه وبهذا يكون استبعد الشورى لظرف الأمة في ذلك الوقت، ويكون من التقوّل عليه تحميل ما فعل إرادة أخرى كالقول بترسيخ مبدأ الشورى حيث لا مسوغ للقول بوجود الشورى بأي شكل في الصورة عندها
    أو أنه لا صرح ولا ألمح ولا كانت الخلافة موضع توجيهه حين أمر بإمامة أبي بكر الصلاة وهذا أقرب لصورته النقية صلى الله عليه وسلم
    ثم كيف نقول مع علمه بأن الصحابة لن يعدلوا عنه وقصة السقيفة والخلاف فيها ما زالت معروفة لم تمحها السنون

    وأيضا
    أن يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ... فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا ... )
    ثم نقرأ معنى الكلمة عند ابن منظور :
    ( يقال كان ذلك الأَمرُ فَلْتةً أَي فَجأَة إِذا لم يكن عن تَدَبُّر ولا تَرَدُّدٍ والفَلْتة الأَمر يقع من غير إِحكام ) ثم ننتقل لما اختار أبو عبيد الله من المعنى وما ترك وكيف فهم القول فصار علينا أن نفهمه

    ولن أطيل في ثقيل قولي هذا
    إنما سأقفز لسؤالك الكريم حول ما إذا كان ما نشهده هذه الأيام من الثورات ضد أنظمة حكم الاستبداد والجبروت وداعاً للملك الجبري واستقبالاً للخلافة على منهاج النبوة ؟ لأقول بأن الأمة مرّت بقرون من التجهيل والترويع ونزع ثقة الناس بقدرتها على فرض إرادتها وتغيير واقعها، وانحصر الخطاب الديني في هذا السياق بالحديث عن الأمر الرباني بطاعة أولي الأمر وحرمة الخروج على الأمير ، حتى جاءت بحمد الله فئة من المسلمين حققت الطرح المتوازن بين طاعة أولي الأمر منكم وبين الأمر بمواجهة الحاكم الظالم بظلمه والخروج عليه وتخليص الأمة من جوره ...
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  2. #12
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    أستاذتنا العزيزة ربيحة الرفاعي
    أشكر لك حضورك المتميز ، وطرحك القوي ، الذي يحرك الأفكار والآراء ..
    وليتسع صدرك لبعض ملاحظاتي ..

    ـ هل رسخ الاسلام الشورى في وجدان الأمة ؟
    نعم .. فالمتأمل لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة صحابته الكرام يرى ذلك بوضوح ، كيف انهم التزموا بالشورى وعملوا بها ، فالمشكلة إذن ليست في الاسلام بل في المسلمين الذين تخلوا عن هذا المنهج في وقت مبكر من تاريخ الاسلام .
    وأدلة الشورى واضحة صريحة ، وعَملُ الرسول بها والخلفاء من بعده جلي ، والأدلة تُذكر لا لخفاء الشيء فقط وعدم ثبوته ، بل لجهل الناس به ، فالفقهاء لا يزالون يذكرون أدلة الصلاة والصيام والحج مع أنها واضحة وضوح الشمس في كبد السماء ، فما بالنا بالشورى التي صارت منسية لأكثر من ألف سنة ..

    كما أرى أن الشورى على الصعيد الاجتماعي أكثر وضوحاً من السياسي ، لأن التطبيق على مستوى السياسة المتمثل بالامامة الكبرى لم يأت الا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، بينما التطبيقات الاجتماعية لها كانت حاضرة وبقوة في عهد النبي وبعده ..

    ـ صحيح أن من الضرورة للدارس مراعاة الفارق بين الشورى كأصل ومبدأ وبين آليات تطبيقها الخاضعة لظرف الأمة والمتغيرات الحاصلة في المشهد العام، ولكن المتوقع هنا أن لا تبتعد تلك الآليات عن ملامح الأصل المراد تطبيقه بما يفتح الباب لمن يسأل " أين الأصل هنا؟"
    أوافق على ذلك تماماً استاذتي ، فلا شك في ان الآليات يجب ان تحقق الأصل ، والا فما فائدتها حينئذ ، وقد صارت الوسيلة غاية والغاية وسيلة ..

    ـ هل ما حدث في السقيفة كان ارهاباً فكرياً ؟
    الذي يقرأ ما جاء في السقيفة من كلام وحوار من قبل الطرفين ، يعلم أنه كان حواراً علمياً موضوعياً ولم يكن إرهاباً فكرياً ، وما الذي كان يملكه أبو بكر وعمر لإرهاب الانصار ؟
    بل ان الانصار لما سمعوا مقالة ابو بكر وعمر اقتنعوا فبايعوا ..

    ـ أليس الأنصار من الناس؟ وقد أرادوها؟
    نعم ارادوها في البداية ، ثم لما نوقشوا في ذلك رضوا بأبي بكر وبايعوا .. فأين الاشكال في ذلك ؟

    ـ وهل قامت المكانة بين العرب يومها على الإسلام أم قرشية الأصل ؟
    على الاسلام طبعاً .. ولكن يجب ان ننتبه الى نقطة مهمة هنا ، وهي ان قريش كانت لا تزال تحتفظ بتلك المكانة المتميزة في قلوب العرب ، فالتأكيد على قريش كان له مغزاه العميق في ذلك الوقت ، فهم أهل مكة وأصحابها وسدنتها ، وقصة أصحاب الفيل لا تزال محفورة في الذاكرة العربية ، فمراعاة لأحوال العرب وعادتها وبيئتها وما نشأ عليها جاء التأكيد على قريش ، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم :
    ( الناس تبع لقريش في الخير والشر ) .

    ـ ألم يظهر في المسلمين من يراها حقا لعلي حتى اليوم ؟ حتى أنها فرقت المسلمين شيعاً ؟
    نعم ظهر أناس يدعون أن الخلافة حق إلهي لعلي ، ولكن بدون دليل ولا برهان ، بل محض تقول ..
    ثم هل ادعى عليّ لنفسه هذا الحق الإلهي ؟
    وبمراجعة مقالتي هنا على الواحة ( على هامش الحوار الصريح بعد التراويح ) يتضح أمر الامامة التي تقول بها الشيعة ..

    ـ أندّعي على رسول الله أنه أوحى برغبته ليعرفها المسلمون فيلتزمونها ولم يصرح بها لالكي لا يكون في التصريح بها إلزام لهم؟ ... أي تناقض هذا الدي ندعيه عليه .
    لا تناقض في ذلك ، بل موازنة .. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يرى أن ابا بكر أحق بالخلافة من غيره ، فيلمح الى ذلك ، لكن اذا صرح لقضى على الشورى ، ولما وسع الصحابة أن يعدلوا عن ابي بكر الى غيره ، والا لكانوا عاصين لأمره ، لذا فإنه صلى الله عليه وسلم سكت بالقدر اللازم وأشار بالقدر اللازم ، فإذا اختار الصحابة ابا بكر وقع المطلوب ، واذا اختاروا غيره لم يكونوا آثمين في ذلك ، فكان الأول فاتفق رغبة النبي صلى الله عليه وسلم مع رغبة الصحابة فاختاروا أبا بكر ..

    ـ ثم كيف نقول مع علمه بأن الصحابة لن يعدلوا عنه وقصة السقيفة والخلاف فيها ما زالت معروفة لم تمحها السنون ؟
    وهل عدل الصحابة عن أبي بكر ؟
    الصحابة وليس غيرهم ..

    ـ الفلتة وكلام أبو عبيد ..
    الذي يعنيني من إيراد كلمة الفلتة هو توضيح معناه الصحيح والذي لا يعني بحال من الاحوال معناً سلبياً كما يروج له ، بل جاءت الكلمة من عمر في محلها الصحيح ، وهي تنفي تلك المؤامرة المزعومة لسرقة الخلافة ..
    وجاء كلام ابو عبيد ضمنياً ، ولسنا مضطرين الى موافقته ، مع اني لا أرى في كلامه ما يخالف ما ذهبنا إليه من كون الاستخلاف كان بالشورى ، فهو يقول ان الصحابة اختلفوا أولاً ثم اتفقوا ، وهذا صحيح ..

    ـ مثال الرئيس محمد مرسي .
    لا نستطيع أن نحمل الشورى تبعات ما انتجه فكر آخر .. الديمقراطية ..
    ثم انه رئيس منتخب لفترة رئاسية محددة ، فإذا فشل في مهمته فيمكن للشعب أن يستبدله في الانتخاب القادم ..

    والانتخابات ما هي الا شكل من اشكال ممارسة الشورى في حال وعت الشعوب هذا المبدأ العظيم ، وتبقى الدولة مؤسسة معقدة متشابكة ، تحتاج الى مؤسسات متعددة بتعدد الاختصاصات وتنوعها ، لتحقيق مبدأ الشورى ..


    تحياتي ..





    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
    التعديل الأخير تم بواسطة بهجت عبدالغني ; 14-09-2012 الساعة 07:13 PM

  3. #13
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    كثير من الأفكار : كثير من الخيارات

    أشكر كل من نطق فأوعى

    أخي الأستاذ بهجت الرشيد وأختي الأستاذة ربيحة الرفاعي : أشكركما
    وهذا الحوار الناضج.
    الإنسان : موقف

  4. #14
  5. #15
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    إشكالية :
    يقول البعض ان ابا ابكر رضي الله عنه لم يأخذ بالشورى في حروب الردة ، بل مضى على رأيه مع وجود من قال بخلافه ..

    والحقيقة ان من تأمل ذلك جيداً رأى ان اصرار ابو بكر على رأيه واستبعاد أي رأي آخر سوى الحرب ، لم يكن تركاً للشورى ، بل لأنه رأى أن المعارضين له أخطأوا فهم الدليل الذي استندوا اليه ، فلما ناقشهم وحاجّهم ، ظهر لهم صواب رأيه ، فاجتمعوا عليه ، فأمضاه ابو بكر ..
    ففي صحيح البخاري :
    ( أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا قَالَ عُمَرُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ ) .




  6. #16
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    أعجبني قول أميرنا الدكتور سمير العمري
    وإن طرح مبدأ الشورى يستلزم بادئ ذي بدء أن يكون هناك تعريف واضح للشورى وشرح واف لدورها وتذكر أن الشورى إنما تكون ملزمة في الاختيار للإمامة (الإمارة) ، ولكنها غير ملزمة حين تكون بمثابة مجلس شورى للأمير على أن يكون هناك إطار منظم للعلاقة لا يعرقل قدرة القائد على المبادرة وفي نفس الوقت يمنح مجلس الشورى القدرة على إسقاط الإمامة إذا خرجت عن إطر التشريع أو التنفيذ المتعلق بها.
    ثم إن هناك خطأ كبير يقع فيه الكثير بجعل الشورى في الإسلام بديل ما يسمى بالديمقراطية التي هي نقيض الديكتاتورية في الغرب ، وهذا طرح مغلوط وقاصر دفع العديد ممن يقدمون أنفسهم على أنهم مفكرون للتجني على منهج الشورى ومحاولة التقريب بين أطروحات الديمقراطية الغربية التي يجب أن تفند بشكل واضح لتظهر حقيقتها وعوارها وبين المنهج المتكامل في الإسلام متمثلا في الشورى.
    وقوله
    ثم إن هذا يتطلب منا طرح سؤال ربما أكثر أهمية يتعلق بمن لهم الحق في أن يكونوا أهل شورى؟؟ وهل الشورى هي حق لكل فرد في الأمة ، وهل يمكن تحقيق هذا حقا؟؟ وكيف يمكن تحقيقه ، وكيف يمكن الوصول إلى "مجلس شورى" ممثلا حقيقيا للجميع ومستحقا يجمع فيه أهل الرأي وأهل العقد والحل و"الرجل المناسب في المكان المناسب"؟
    فإن اسوأ ما يسئ للشورى كممارسة هو الخلط الذي يحصل كثيرا بينها وبين فهوم الديمقراطية حيث تبقى ملزمة لحين اختيار الأمير ، وبعد اختيار تصبح معلمة ، بينما الديمقراطية في حال تطبيقها وهي غير مطبقة فعليا في أي بلد مهما حاول الجميع ادعاءها فإن رأي الغلبية ملزم حتى بعد اختيار الأمير
    وهذا يصنع شكلا آخر للدكتاتورية هو دكتاتورية الأغلبية والأغلبية في القاعدة التي تجهل في العادة متطلبات مطبخ القرار

    وإن اختيار أهل الشورى من النخبة القادرة على المشاركة في شرح الواقع وتقديم النصيحة والمشورة للأمير صاحب القرار بعد اختياره بالشورى التامة لا يعني النخبوية والفوقية كما يتصور البعض أو يدعي الكارهون للإسلام وفكره بل إنها تحقق الخلاص من الغوغائية وتدخل الذين لا يعلمون بحجة المشورة فيما لا يعلمون
    وفي منابر المساجد وخطبة الجمعة متسع لمن لديه ما يريد قوله وتوصيله لأهل الشورى وكلها في المنهج الإسلامي موجودة في خدمة الشورى وتوصيل الراي العام لأهلها
    وحاليا أصبح لدينا الإعلام مبرا إضافيا جبارا

    مقالة هامة وردود قيمة

    شكرا لكم أخوتي

  7. #17
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    المشكلة أختي نداء أن الكثير ممن يتكلمون عن الشورى أو الديمقراطية يخلطون بين أشياء كثيرة ..
    الشورى في الحقيقة ليست برلماناً فقط يتحكم فيه الأغلبية ، بل هو جزء من العملية الشوروية ، وظيفتها الأساس ـ التي لا تطبق ـ ربط القاعدة الشعبية بالدولة ، وإيصال صوتها إليها .. كما أن الانتخابات ـ كما قلت سلفاً ـ ما هي إلا شكل من أشكال ممارسة الشورى في حال وعت الشعوب هذا المبدأ العظيم .
    لكن الدولة ككل تبقى مؤسسة معقدة ومتشابكة الوظائف والمهام ، لا تستطيع جهة ما أن تنفرد بالقرار ..
    بل بمجموع المؤسسات المختلفة التخصص ، تسير الدولة إلى هدفها المنشود ..

    أشكر لك قراءتك الواعية وإضافتك المفيدة

    دمت بخير وعافية ..



    تحياتي ..






صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. قصة الشورى بين المبدأ وآليات التطبيق pdf
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-06-2018, 10:55 AM
  2. المبدأ الأبجدي والمفردات والحصيلة اللغوية ..
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى مَجْمَعُ عُلُومِ اللُغَةِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-12-2017, 11:19 AM
  3. العلم بين التطبيق والفلسفة
    بواسطة رافت ابوطالب في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-07-2015, 07:24 PM
  4. بين النظرية و التطبيق..
    بواسطة ندى يزوغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-11-2008, 07:02 PM
  5. الشورى في القرآن الكريم
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-12-2006, 02:27 AM