|
إلاّ إليكِ فلا اهْتَدى الإسراءُ |
وقلوبُنا لَهْفى؛ فكيف لِقاءُ |
يا قدسُ يا وَجْداً تَجَذَّرَ في دَمي |
وامتدَّ فاكْتَحَلَتْ بهِ الأعضاءُ |
يا قِبْلةَ الأرواح .. تهفو نحوها |
مُهَجٌ يُهَدْهِدُها الحنينُ ظِماءُ |
ألقى عليكِ اللهُ منه مَحبّةً |
قدسيةً، فإذا القلوبُ رَجاءُ |
يا منبَعَ النور الذي اغتَسَلَتْ بهِ |
كَفُّ الصباح وشابَتِ الظّلْماءُ |
تجثو الكواكبُ تحت عَرشِكِ ترتوي |
من فَيْضِ نورِكِ؛ فالشموسُ وِضّاءُ |
|
يا أنتِِ ؛ يا رحِمَ النبوّةِ، بورِكَتْ |
يا سُرّةَ الإيمانِ حَبلُكِ موثَقٌ |
بعُرَى السّما، يجري به الإيحاءُ |
تبقين أنتِ على المدى أنشودةً |
سَجَعَتْ بِرَجْعِ لُحونِها الشّعَراءُ |
وتظلُّ أروِقَةُ الهدى ثَجّاجَةً |
بالحقِّ ، تخطُرُ بالهدى الأرجاءُ |
وعلى عيونِكِ ألفُ ألفُ حكايةٍ |
شمَخَتْ بمجدِكِ نَسْجُهُنَّ فِداءُ |
|
يا قدْسُ يا لُغَةَ الجهادِ تفجّرَتْ |
لهفي عليكِ، وأنتِ منهَلُ عِزّةٍ |
ولَغَتْ بِمائكِ طُغْمَةٌ عَسْراءُ |
وغدا فؤادُكِ في يَدَيْ جلاّدِهِ |
وَجِعاً، تَئِنُّ دِماؤهُ الشّماءُ |
أنفاسُكِ الحرّى دُعاءٌ صارخٌ |
فُتِحتْ لهُ فوق السّماء سَماءُ |
ودموعُكِ الثّكْلى ربيعٌ طاهِرٌ |
نبَتَتْ عليه حجارةٌ صَمَّاءُ |
دَمُكِ الطَّليلُ يمرُّ عَبْرَ جراحنا |
مُتَوهّجاً .. وجراحُنا خَرساءُ |
قَصُرَتْ دروبُ الأرضِ عنْكِ وكلّنا |
شَوْقٌ يَمُورُ ، وَهِمّةٌ قَعْساءُ |
النارُ في أرضيكِ تأكلُ مهجتي |
ودَمي خيولٌ أُلْجِمَتْ، ومَضَاءُ |
ودَمُ الجهادِ على جبينِكِ مُورِقٌ |
ويدي أمامَ دُعائهِ شَلاّءُ |
روحي تطوفُ على مَشَارِفِ عزَّةٍ |
فيشدّها من أمّتي استخذاءُ |
كم هزّها داعي الجهادِ فأحجَمَتْ |
ضَعَةً ، ولَفَّ جَوابَها الإغْضاءُ |
حَمَلَتْ وأثْقَلَها الجَنى فتَمَخّضَتْ |
فإذا المخاضُ صحيفةٌ جوفاءُ |
|
يا أمّةً صَبَغَ الجهادُ طريقَها |
يستلهمُ التاريخُ منكِ رُواءَهُ |
فجبينُهُ رغم القذى وضّاءُ |
يكفيكِ في زمَنِ التّشتّتِ غُرْبةً |
تعِبَتْ على أسْوارِها العَلْياءُ |
عودي جَبيناً لا يُطالُ ، وهامةً |
قد كَلَّلَتْها عِزّةٌ وإباءُ |
ردّي إلى وجْهِي بَشاشَةَ عِزّةً |
غارتْ مَنابِعُها وجَفَّ بَهاءُ |
ولْيكتب التاريخَ سيفُكِ عَنْوَةً |
سِفْراً تنازَعَ صَوْغَهُ الشُّهَداءُ |