|
صاح الحنين وثار كالبركان |
والشوقُ أضرم ناره وكواني |
والعينُ من فرط البكاء تحوّلت |
نارًا تأجَّج من لظى أشجاني |
رأتِ الأخوَّةُ بينكم قد أورقت |
أشجارها فترنّمت أوزاني |
وتوقف الدمع المرير فقال لي |
سأذوق منهم روعة الألحان |
فلْنَبْق نورًا ساطعًا في ظلمةٍ |
يجثو الظلام أمامه ويعاني |
لكِ ياحنان محبَّةً دفَّاقةً |
قد تاه فيها أحرفٌ ومعاني |
يانبع صدقٍ نستقي من طيبه |
يازهر روضٍ وارف الأفنان |
إبداع فكرٍ في نباهة عالمٍ |
قلبٌ شغوفٌ للعلوم هداني |
نبع الفضائل والدلال يزينها |
ذوقٌ وشوقٌ همَّةٌ وتفاني |
قلبٌ طموحٌ للعلا وكأنَّه |
نجمُ الثريا في رفيع مكانِ |
نجلاءُ نبضٌ للحياة وإنها |
رمزُ الوفاء بعالمٍ خوَّان |
نظرتْ فإذْ بالعين تبعثُ قصةً |
تحكي جمال الروح في إتقانِ |
في القلب ودٌّ يستطيب بذكرها |
ولها مكانٌ فيه عالي الشآن |
إن كنتِ يومًا للحنين أسيرةٌ |
فلتسألي سفني عن الربّان |
أرسلتُ طرفي للبعيد تأمَّلاً |
والموج يرسم فرحة الشطآن |
موج الأحبة قد علت بسماته |
والبحر يرسل ديمة الإحسان |
وإذا الكناري أنَّ في تغريده |
صوتٌ يحنُّ لأعذب الأزمان |
سبحان من جمع القلوب بحبه |
حبًّا طهورًا ثابت البنيان |
قالت سماحُ أيا براءة هزَّني |
شعرًا تفجَّر بالحماس كساني |
القلب زُلزل والهموم كثيرةٌ |
وسهامكم ولجت بلا اسئذان |
أهدي سماح مودة ومحبَّة |
قلبي سيكتبها بدون بنانِ |
ماذا اقول وفي الفؤاد مآتمٌ |
قد هيجتني اليوم كالطوفانِ |
أو كلَّما شيَّدتُ قصر أخوةٍ |
هدم الفراق سعادة الإخوانِ |
لو تعلمون بما لديّ من الجوى |
لبكيتمُ حزنًا على وجداني |
حالي تلفَّع بالسعادة رغم ما |
في القلب من همٍّ ومن أحزانِ |
النفس تهوى والذنوبُ جسيمةٌ |
قد أُغرقت في لُجَّةِ العصيان |
أو ماعلمتِ بأنَّ جرحيَ لم يزل |
يرثي لحال المذنب الحيرانِ |
فالنفس تخشى من لهيبِ جهنَّمٍ |
وتطير شوقًا للنبي العدنان |
أختاه يابنت العقيدة أقبلي |
فلنقتبس من منهج القرآنِ |
كلُّ الهدى في نهج سنَّة أحمدٍ |
ونجاتنا من أكمل الأديانِ |
ولْتوقنوا فالكلُّ يومًا عابرٌ |
والقبر يفتح بابه للداني |
فالدار قفرٌ سوف نلقى بعدها |
بُعد المفازة فاسمعوا لبياني |
زادُ المسافر صالحاتٌ علَّها |
ترقى به دومًا لنيل جنانِ |