هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

يا الله ماهذا النوم الثقيل
بدل أن أقول مساء الخير أقول صباح الخير ..
ارهاق يفتك بجسدي ..و راحة أرجوها لكني لم أنلها ..
رفقا فلجسدي علي حق ..
أظن أن البرتقال مفعوله عكسي معي اليوم، لا فيتامين و لا نشاط ..
أو أن التعب جلس على أكتافي و بلغ مني مبلغه فلا تفع لأي منبه سوى النوم .

أغدقتَ عليّ من كرم الشغف و أسرفت في منحي حفنات من جيب الأمل،حتى خشيت عليكَ من ضوعة الوجد و صبوة اللهفة،و لم يدر في خلدي أنّه ذات صحوة أفتح عيني فلا أجدك ،فحين غادرتني و مضيت بعيدا كأن لم نكن معا، طويت صحائف الغرام بقبضة جزع،و لا التفت خلفك كي ترى دمعا تسكبه المقل، و قلبا تأبطته الحسرات و اعتصره الندم..لم أتيتَ ان كنتَ تفكر بالرحيل من قبل؟

مساء بارد جدا. و أنا المتيّمة بكَ أحضن ذاكرتي،طمعًا في دفء تختلسه على مهل ضلوعي..
أوقد جمرات الشغف بلظى الحنين، أتوشح الوجد و أتأبط ولهي بكَ.
وحدها لهفة المشاعر تجود بدفء يتسرب إلى روحي،ليسري في كامل جسدي.

نم يا قرّة العين،و ضع رأسك على وسادة الأماني،أحبّك كما دائمًا،
و إني أعيذك بالله من كل عين لامّة،و شيطان و هامّة،
حسبي أن ألقاك هانئا سالمًا،ففي هنائك كلّ هنائي.

.

أدمنت الواحة ..و أي ادمان .لابد لي أن أختلس من لحظاتي و لو هنيهة لأتفيء ظلها الوارف، و أستريح قليلا لأكمل يومي و أنطلق إلى عملي ، لأعود لها مساءً باذن الله .

أحاول أن أكتب عن أي شيء آخر عداك، لكن حروفي متمردة تأبى الانصياع لصولتي،
كيف السبيل إلى اخضاعها؟
و لكني أعرف أن الأشياء التي تأتي بالقوة لا تكون جميلة أحيانًا ..أنت تسيطر على أحاسيسي،
و الحرف خادم احساسي.

هذا القلب عصيّ عن الابتسام،كلّما لاح لي سنا فرح هرولتُ لأمسكه نكّص الفرح على عقبيه و أفل نوره في غياهب الهرب قبل أن تمتد له يدي..

كنت أحمل الحب في قلبي أصدافا أجهل ما خبّئ في جوفها،و لم يأذن لي القدر أن أكتشف ما تحويه، ها أنا اليوم أفتح صناديقا عجّت بما فيها..ياقوتا، زبرجدا .و لآلئ ثمينة .كان انتظارا طويلا ألفيت فيه نفسي .
و حررت قلبي من حلم كنت أحمله .فصار اليوم يحملني ..

الأدب رسالة واضحة المعالم ليست كلمات جوفاء بلا معنى ..
البعض ممن يدّعي الأدب تجده يلبس حروفه ثوب الفخامة بلغة أنيقة و عبارات بليغة و تراكيب قوية لكنها غامضة، عصي على القارئ فهمهما و ادراك غاياتها و المعنى المقصود منها، و لعل تلك القصائد النثرية هي منهجهم في الكتابة ..لا أتحدث عن هذا النمط لأني لست ناقدة و لا أفت في شيء لست أدرك معالمه،فلكل خطاب خطيب.و أيضا لأني وقعت في كتابتها سابقا و لكني تحررت منها ،رغم عدم انصياعي للرمزية المبهمة،مع هذا اتخذت النثر منهجا، ينطلق فيه حرفي بطلاقة ..أنا أتحدث عن المضمون، و الرمزية المفرطَة.
اذا كنت أثقل رأسي بقراءة و قراءات عدّة تغمرني الدهشة أي نعم لجمال التراكيب و عبقرية تكوينها، لكن لا فكرة حصدت و لا فائدة نلتُ ..فأين الغاية هنا ؟
تعجبني تلك النصوص العميقة التي تستهوي الفكر و تشغل الألباب لعمقها و السعي إلى فك مفرداتها، أما تلك الرمزية المفخخة و التي قد لا نجد لها معنى حتى عند كاتبها، فليست نصوصا و لا تمتّ إلى الأدب بصلة ..

باللّه عليكَ ..أ يرضيك حالي ؟ سهر و أرق و نوم خاصم أجفاني ..
ملكت القلب و استأثرت بالحرف ..
ألا يكفيك عنائي ؟
كن قنوعًا يا رفيقي..لا تطمع كثيرًا فتفقدني من بعد أن ملكتني .

.