و للمرة السابعة تنهاني نفسي لكن أتمرد عليها،قلبي يا رفيقي يشتهيك،يريدك لكني أنازعه في أمره،و أنهره عن تخيلاته..الحب للمحظوظين و حظي في الشقاء أكبر يا صاحبي...لا أريد أن تشقى بي..أما أنا فدعك منّي..دعني لحزني يشربني على مهل؛و اِن ساءك أمري و لا حول لك و لي إلا بالله.فغب وابتعد.. شقائي دونك أهون على قلبي تحمله من شقائك بي..و إني اخترت رفقتك على محبّتك حفظا لقلبك منّي، و لو فكّرت يوما في نفسي لما حدّثتك بهذا الحديث،و استأثرت بفؤادك لي،لكنّي أحبك لك الهناء أكثر مما أحبه لنفسي..و لست أختبر قلبك بقدر ما أختبر الصبر فيك،فسوسة اليأس إذا نخرت جذع الحب لم ترحمه مالم يكن ظهره متينا قويّا صقله الصبر و شدة التحمل.
ليس تشاؤما و ما عرفتني متشائمة يوما قط،لكنّه الحزن باسل فاقت صلابته قوّتي،و غلبت شدّته مرونتي..و اِن كان اللين أطول باعًا من القسوة..
أخشى أن أحبك، و "من خاف من الألم تألم من الخوف"*،و أخشى أن يغزو الحب أوردتي و مسامي،و يحتل الفؤاد و الضلوع.و تلح أنت عليّ و لأنك لحوح أقول لك : اِن أحببتني لنفسي فكن لها عزاءا،و ملاذا و مأوى..فالشقي بأوجاعه دائم الفرار من نفسه إلى محبّيه ..و هل لك طاقة باحتمالي و صبر لتقاسمني صنوف الشقاء؟هل في قلبك من الصبر ما يفوق الحب ؟ يا صاحبي إني خبرت الصبر و شربته على مضض حتى أدمنته،فصارت مرارته حلاوة أستسيغها..خوفي عليك أكبر فالحياة كدح و شقاء و لابد من قلبين صامدين ليحيا الحب..فاِن كنت مستعدا للصمود من أجل الحب؛ فقلبي لك.