هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

كن صادقا معي؛ كي أراك بوضوح .

في زحمة الوقت المكتظ بأنفاس العابرين،و القادمين إلى معترك الحياة..يرتعش المساء ..و يأتي القمر في موعده..لا تخلف الطبيعة موعدها إنها تسير بقدر..
لا تتعجّل اللقاء و لا تكترث بالدقائق المنسحبة إلى فوهة اللا رجوع،و إن تأخرت قليلا فالليل طويل ..و المواعيد المؤجلة لسبب لا تغيّر خارطة الزمان..النهار هو النهار و الليل هو الليل..
تعال كما عهدتكَ باسمًا، ابتسم كي يصير المساء أجمل ..ابتسم إني بابتسامتك أكون جميلة ..
ارتعشي ..ارتعشي أيتها النبضات،ارتعدي ..ارتعدي يا مسامات الجلد ..و سر يا هدهد الغرام حيث الرسائل المعلّقة و الكلام العالق بين نبضة و غمضة عين ،حرّر القلوب من قيدها ..آه آه ما أحوجنا للحب كي يغدو الكون جميلا ...
لأني أحبك أراك..و أحب أن أراك..لأني أحب أهلي أراهم ،لأني أحب صحبي أراهم ..نحن نرى الأشياء التي نحبها أكثر من الأشياء التي نبغضها،بل إننا نود لو أننا نغمض العين حين تمر أمامنا ..

جبر الخاطر لن يغير من عمر الحبّ المدفون بين رفوف الذاكرة،كان حينا من الزمن ثم انتهى..من مات طفلا..هل نقول بعد عقد من مماته ها قد صار فتيّا..طبعا محال هذا الكلام..بل ضرب من الجنون..
يا يومًا مضى،يا غاديا لا يعود..لإن استطعت للعودة بالزمن إلى حيث اللقاء الأول أعدك أن هذا القلب لكَ..

و يسألني ما حكايتك؟

يا رفيقي الماضي طواه الزمن،و الغد عند ربي،و اليوم حكاية و حكايتي أنتَ ..

اكتب ولو بنصف نبضة،و بضع كلمات متناثرة،متقاطعة في الحرف الأخير،و مختلفة المبنى..اكتب و لو نصف قصيدة.أو خاطرة مبعثرة..اكتب لأقرأك..إني أقرأ ما بين السطور،و إني أحب أن أقرأك.

إني الآن أتنصل منّي لأغادرك ..يأخذني النوم رغما عنّي..هو عدوّ اللحظة،و لحظتي كانت مزهوّة برفقتكَ..
تصبح على فرحة تغمرك كقلبي،تصبح على ابتسامة مشرقة كاشراقة الشمس في عيني .
تصبح و الحب يملأ قلبك لي ..

شيء أنت منّي،لا بل أنت كلّي،
في الجسد مضغة بصلاحها يسلم جسدي،و أنت مضغتي و مهجتي ..و روح الرّوح يا مناي و هناي ..
أنتَ أنَا؛و بكَ اكتفيتَ ..

أحبّك أنتِ ..

الحب وحده يا صاحبي لا يكفي؛إن لم تتبعه إرادة الفعل ..ما أسهل أن نتغنّى بالحب و للحب و عن الحبّ؛
لكن ما أصعب أن نمتثل لإرادة الحب، و إرادة الحب وصال.

اُخرج منّي،من أنفاسي،من وريدي،و تسرّب عبر مساماتي،من فجوة في الروح غادرني،و تسلّق جدران محطتنا القديمة،اخرج مني لأجدني،
إني مذ أحببتكَ نسيت أن أَذْكرني و أُذّكّرني بطريق الإياب لو يومًا قررت العودة لشطآني..فاخرج أنتَ منّي، إني أضعتُ بوصلتي و تشابهت أرصفتي و سمائي..

صحوة الضمير حياة ..
فكم من حيّ يرتدي ثوب المنيّة .. !!
و كم من حيّ على قيد الحياة ..... !!