هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

آن للحرف أن يتنّفس قليلا ..و آن لي أن أسابق الزمن لإنجاز مواعيدي.
لا وقت للغد و لا يمكن تأجيل ما يلزمني قضاؤه ..تنفّس أنتَ أيضا ..و إلى لقاء آخر باذن الله.

أ تشتاق و تكتم؟!! ،إن كنت هكذا فاعلا فأنت مذنب بحق القلب .

تخذلني اللّغة ..وحده الصمت مؤنسي هذا المساء ..

عجبا ..لقلب تلوكه الأشواق أن تخذله صرخة البوح..ما قولي لو قال لي: للشوق رسول فما رسولك و أنت تدّعين بالحنين لكن تكتفين بالصمت..

و لأن الكلمات لا تسعفني الليلة ،أو لأن في القلب حكايات أكبر من أن تجسدها الكلمات،أكتفي بالصمت و أنام ..نم و دفء قلبي يضمك،نم و عطر روحي يداعب أنفاسك،نم و شوقي الفضفاض يدثّرك فليل العشاق بارد..

تصبح و الشوق يملأ قلبكَ،و الطهر و الفرح،و لأصبح و الأمل يحطّ في مهجتي باسطا أجنحته بالخير،كشمس مشرقة في دياجي الكون تنيره؛طاردة عتمة الليل البهيم.

ـ إلى موعد آخر بإذن الله ،فلا لقاء إلا بمشيئته سبحانه ـ

الحبّ تاج القلب،لا يراه إلا ظمآن الهوى،و قلبي الظمآن ملكُ يمينكَ طوعًا لا كرهًا،الحبّ رباط مقدّس لا تفكّ ذمته إلا الخيانة،فيا صاحبي أبشر فالقلب لكَ،و الحبّ كلّ الحب لكَ،و الذي بيننا عهد بالوصال إن شاء فاطر السموات و الأرض..
لستُ أطلب منكَ روحك،و لا عهدا بالغيب لا تعلمهُ،إنما أرتجي الوفاء و الوفاء ذمّة على العاتق تثقل الكاهل،و تهدّ سنون الصبر، لن يحملها إلا كلّ ذي مروءة .و ما عهدتك إلا نبيلا .
معاذ الله أن أحبّ غيركَ،أو ينبض القلبُ بغيركَ،فإن كان لزاما أن أتركك فليبق القلبُ أجوفا إلا من خفقات التعب، الحبّ راحة و دونه هلك الفؤاد إذ يحيا بلا عضد..
هلوسة و هذيان ..لا بل أضغاث حبّ ..أو تخاريف ..قل ما تشاء فالقلب يهذي و لا عجب..

هذا القلب لكَ،و لي نبضة حياة،
خذ ما شئت من حرفي،و ارتشف ما شئت من دمي،
توغل في عروقي،تحت جلدي و عربد في وريدي..
و هبني من لدن الفرح ترنيمة أمل..بها أكافح.أثابر و أصمد أمام نازلات العواذل.
هبني يا مارد القلب حفنة من شغف،و دلاء من وله،درب الحب طويل و إني أخشى الظمأ.

و تدق ساعة النوم،و أعرف أن ساعة الحنين المتمرّد ضد أنفاسي حانت،

آه.. صرتُ أكره حلما لا ألقاك فيهِ،و أكره ذاكرة تحتفظ بصورك و تظهرها لي كلما وضعت رأسي على الوسادة..يوجعني الحنين و أود لو أنك أمامي..لكن ما كلّ ما نشتهيه نناله..
أكتفي بأن أتنفسكَ ذكرى و أعيشك حلما و أحضنك طيفًا و أنام علّني قريبا ألقاكَ..

تصبح بكلّ خير.و الخير أنا كما أخبرتني..

و في آخر السطر كتبتتَ اذكريني..

عجبا لكَ !!!! ..بالله عليكَ كيف أذكركَ و إني ما سلوتك قطّ،و ما نسيتُك لحظة،و إذ أنساك فإني أنساني،اسمي و ذاكرتي أنتَ ..

أ ُأفرغُ قلبي منك؟!!!! عبثا حاولت و عبثا أحاولُ .

تمتلأ ذاكرتي بكَ و كلّما قلت امتلأت؛ فاجأتني بأن فيها متسعا لهمسك و شدوك و ايماءاتكَ ..وحدك تجعلُ أيامي عيدا بلون الفرح و نكهة العسل في الشفاه..وحدكَ تخرجني من بوتقة العقل إلى سماء الهذيان..

يا ساحرا و هذا القلب عصيّ على النسيان..و اجتمعتْ عصا سحرك و عنادي،فهزمت بلمسة واحدة منكَ صخر التمرد و انفجرت من بوحي الحروف غدرانا و جداولابالعذب الزلال سقيا لقلبي و قلبكَ،و قلبانا واحد..

ساحري،ملهمي،لستَ سيدي لكنك صاحب قلبي،و توأم روحي،

رقة قلب و فطنة ذهن،و خفة دم لا تفقدك هيبتكَ، جميل الحديث و صاحب حرف بديع،و الحرف جاذبي إليكَ..

هل اكتفيت؟َ؟ سأزيدك..

و اشراقة روح قد طفح نورها فيكَ؛فأضاءت داخلك و خارجكَ،و بسمة تزيد وسامتك وسامةً، فالبسمة ساحرة، و لعينيك السحر و فيهما العجبُ،حادتان إن غضبت،واسعتان إن فرحتَ..و في كلتا الحالين هما آسرتان فهلاّ اكتفيت؟؟؟

غب و احترف الغياب..و اترك لقلبي الآهات تلفني و الحنين يدميني بنباله،لا صوت أسمعه داخلي غير هتاف الروح باسمك،و لا طيف أبصره غير رسمك،ختى الحرف يا صاح مذ غادرتني يأبى أن يكتبُ عن غيركَ..قل لي بالله عليكَ كيف تنام و غيرك في السعير يتقلبُ ؟