هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

يقول جوستاف لاروميه:
" إن الأسلوب شخصيٌ كلون الأعين و نبرة الصوت و من الممكن أن يتعلم المرء مهنة الكتابة ولكنة لن يتعلم أن يكون لهُ أسلوب. إنّه من الممكن أن يُصبغ الأسلوب كما يُصبغُ الشعرُ ولكنه من الواجب عندئذ أن نستأنف نفس العملية كل صباح، إن تعلم الأسلوب يبلغ من عدم جدواه أننا ننسى كل يوم ما نتعلمه عنه، و عندما تضعفُ قوة الحيوية تضعف جودة ما نكتب، و المِرانُ الذي يُنمي الملكات الأخرى كثيرا ما يُضعف هذه الموهبة..

هو الموج يصفع الرمال بلا رحمة أحيانا ..يحاول أن يمسح عن ذاكرتها تلك الوجوه التي عبثت بوجدانها
و بعثرت ذراتهاو نثرت لآلئها ، و تركت ندوبا في القلب قبل الأديم ..و يمتد بغضبه الى الصخور
الممتدّة على الساحل فيغسل قلبها علها تلين و تحن قليلا .ففي بعض الصفعات اِفاقة من لحظات الغفوة

.

في الشتاء تأخذ الشمس قيلولة و تعدل عن وخز الأجساد لتكتفي بلثم الوجوه و تقبيل الخدود قبلات كافية لبعث الدفء دون اضفاء اللون الحنطي على الجسد .. أمّا الغيم فتراه يعانق بعضه بعضا حتّى التعرّق فتتسرب من المسام زخّات مطر تغسل جسد المدينة ، تستحمّ بها الطرقات فتنفض عنها غبار الأتربة العالقة و تنكشف به سوءات الأشغال التي تستزف المال العام ..الدمع يغسل القلوب من ذنوبها فيطهّرها .أمّا المطر فيعرّي المدينة من نقابها و يفضح سوءاتها ..فيكشف عن ساق النفاق و الغشّ الممارس من طرف المقاولين ..

اجعلني في عينيك محرابا و حجّ إلي بأشواقك ..

عيناك مجرّة و ما دونها تجاويف فراغ ..
عيناك قصيدتي ..والشمس فيها تنام ..
يا عاشقي ..ليس يكفيني عمر واحد كي أحبّك ..أحتاج ألف عمر و لن ينفذ الغرامُ.

سأحبّك بكلّ ما أوتيتُ من حياة ..

الحب مغامرة ..و إنّي قامرت بقلبي و أشواقي،
قالوا : ألست تخشين الخسارة ؟و الخسارة في قانون الحبّ موت..
قلت: قد ربحت الحبّ ..و إن متّ بعده حسبي أني قد ذقت فيه الحياة ..

أتعبني الرّكض فرارا من الخيباتُ، و أصبحتُ هشّة من الصفعاتُ..

أصعبُ الأحلامُ أن تكون داخل وطنِك و تحلم بحضن وطنٍ.

حين يصبح التّغابي ذكاءً في زمن المتملّقين و المرائين فاقرأ على الصّدق السلام ..