هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

لأنّي لا أستطيع مع غيرتي صبرا أعلنتُ الانسحاب !!.
مؤلم هذا القرار يا نفسي،و أنا التي أعدّ النبض بدل الثواني كي ألتقيه ..بودّي لو أخبرك كم أحبّك ..و كم أتألم الآن ..
لأني أحبّك ابتعدتُ ،و لأني أخشى عليك منّي ابتعدت ،و لأني أحبك أكثر من حبي لنفسي ابتعدتُ ..
آآه و ألف آه ..ليتني أملك الجرأة لقول هذا ..و كل ما يؤسفني على الرغم من أنك تحبني ..لكنّي لا أستطيع صبرا ..

يقال فاقد الشيء لا يعطيه،غير أنّ اليتيم برغم الفقد يفوق حنانه سواه،عيبه الوحيد أنّه ينتظر بالمقابل حنانا ضعف حنانه من غيره عليه.

و أكيد لك بشوقي و أنا المكيودة فيك بعطرك .
لعمركَ ما قتل القلوب غيرة زير النساء ..و إنما تقتلهن فتنة غواية النساء ..
أ أختبر فيكَ صبري و صبري تلاشى أمام محن الزمن ..يا كائدي و يا قاتلي و يا صاحب الأمر في القلب قبلي كم أحبّك ..و كم أغار من شعرة سقطت من رموشك على وجهك َ ..
لم أكن أعلم أنّ عقرب الوقت لادغ إلا حين أحببتكَ .و لم أكن أدركَ أنّ في بعض الأشياء منافع تتاح لنا من الألم الذي نراه فيها..فحين أصابني الحب بسهم في الصدر عادت لي الحياة .فيا أسفي على عمر مرّ قبلاً دون طيفكَ ..و يا لهفي إلى يوم أكون فيه قربكَ . و يحق لي أن أنادي باسمك أمامهنّ . .فلا تربكني غواية النساء لك من بعدي ..

إذا مات الانسان فينا ..فكل إثم نرتكبه،تسوّله لنا أنفسنا على أنّه أمر مباح ..

ما عدت أعرفني ..حروفي خذلتني و الأبجديات نأت عني ..و كل الدروب خانتني .. ظلي حاد عني ..حين انزوى الى ركن قصي و انغمس في الظلال ..و بقيت وحدي أجمع ما تناثر من نبضي بين تجاويف الفراغ ..
مثقل بالهواجس هذا القلب ..قد أتعبته الأماني ..و مازال يرتشف التعب ..أمضي خلف أنفاسي أقتفي وجعي..لطالما كان الحزن دليل حياة ..فالقلب حين يبكي يكون انسانا ..

هرمتُ بعدك يا أميّ..و شاب الدّفتر قبل الرأس من وجعي ..
كلّ المرايا فرّت من وجهي ..و جفّ الدمع و ضاق الصبر من صبري.

يا قارئة الفنجان دعي عك فنجاني،لا تقرئيه ..فلن تبصري في الفنجان وجههُ ..فالنور محيّاه،و أخشى عليك من وهج سراجه ..إن الشمس تلفحنا بلهيها؛ إنْ سمّرنا فيها أعيننا مِن دون حجاب .

أحبك ،و يكبر الحبّ في قلبي..يسامق بآماله أنفاسي....يركض بي نحو جنان العاشقين،فالحب جنتنا على الأرض و قد يكون الجحيم ..و حبّك دحنون حارتنا،نجمة مضيئة هي الدليل لدربي ..حبّك الشهد
و الندى ..المسك و العبق الفوّاح،و ظل الفرح يرافقني حيث أسير..

أحبّ الحب لكنّ النّهايات تخيفني ..لست أعني الموت،فالموت بداية النّهايات؛لكني أخاف الفقد في الحياة؛و الفقد موت واحد بألف ممات .

صباحك دفء قلبي ..و الرّوح بيدر الأمنيات،و في العين بهجة عرس ..و ما بين كفيّ حبّ كبير،هو ذخر الصبّا و حصاد الحنين ..صباحي زنابق تغنّي و الماء من حولها عكر .. صباحي أنتَ و الشمس تلثمني بقبلة منكَ .. صباحي خير و الخير أنتَ .