في ركن دوّار الطريق تكتبُ الشعر الحزينْ
شعراتها متدليات في غرور بالجبين
وجه كوجه الشمس يحرق حين تلمحه العيون
والصدر منها ضاحك متصدر للواردين
ما كنت أعرف قبل ذا أن الثياب إلى البطون
والشورتُ أظهر فخذها متبسماً للناظرين
لو أنها انحرفت إذن لرآه بعض المولعين
وأنا وقفت وكنت أعرف أنها في الصالحين
قالت أتذكرني فقلت نعم وأنت تذكرين
لم َ لمْ تسلّمْ والسلامُ أمانةٌ للجالسين؟
قلتُ السلامُ وديعةٌ لا لا تقالُ لمن يخون
أنا لم أخنكَ وإنما أصبحتُ في المتحررين
هل تذكرين حجابك المصبوغ بالحق المبين؟
أين الحياءُ تبخرتْ أحلامُه بالماتعين؟
والحشمةُ انتحرتْ على ردف الخليعة من سنين؟
قالت حجابي خرقة وأنا كذا في المؤمنين!
قلت الحجاب كرامة وشهادة للصادقين
قلت الحجاب صيانة من كل غدار خؤون
قالت حجابي قوة في النفس يا متخلفين
ليس الحجاب فريضة بل سنة في الأولين
قلت الحجاب فريضة في شرع رب العالمين
قالت غويت كما غوى في الدين بعض الساقطين
فقلت توبي توبة كي تصبحي في الناصحين
فتغيرت ثم انزوت وبكت بكاء الخاشعين
وتلونت وتقاربت ثم استدارت لليمين
نهضت لألبسها الحجاب وأدخلت في العائدين