رأي قد لا يعجب الجميع عن معني العلمانية
أولا هي ليست ترجمة حرفيه لكلمة secularism بل اصبح لها مدلول في العالم العربي يختلف تماما عن مدلولها في الغرب وهي فصل الدين عن الدولة وليس الحياة ..فالعلماني العربي لا يحمل اي عداء للأسلام والكثير منهم لا يعترضون حتي علي النص في الدساتير أن الدين الرسمي للدولة هو الأسلام وان الشريعة الاسلامية هي المصدر الاساسي للتشريع ..ولكن كل ما يعنونه هو أن تكون الحكومة من اختيار الشعب وحق عزلها هو من حق الشعب دوريا وسلميا .. والفصل التام بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية .. وهنا يأتي مفهوم العلمانية العربي ..أن من له الحق في اصدار القوانين والتي يجب أن ان لا تكون مخالفة لروح الشريعة الاسلامية هو الشعب ممثلا في مجلسه التشريعي وليس السلطة التنفيذية ممثلة في الحاكم .. مجلس الشعب ومن خلال هيئاته الاستشارية هو الذي يحدد ما هي القوانين التي نخالف الشريعة من عدمها ,, فلا يعقل مثلا أن تصدر قوانين في مجتمع مسلم تحلل الخمر او تمنع تعدد الزوجات ولكن يعقل مثلا ان تصدر قوانين قوانين تنظم تعدد الزوجات وتحمي حقوق المرأة في هذا الشأن ضمن حدود الاجتهاد الفقهي الاسلامي .
أصدار الفتاوي في المجتمع المدني الذي يطالب به العلمانيون الذين لا يعارضون اطلاقا ان تكون الشريعة الاسلامية فيه هي المصدر الاساسي للتشريع ..أن كان خاصا بشأن عام ليس من حق اي انسان او مجموعة أن تطلقه كما تشاء ولكن يجب ان يكون من خلال السلطة التشريعية ..أما علي المستوي الفردي فمن حق الفرد أن يتبع الفتوي الذي يريدها طالما لا تؤثر علي الشأن العام ..واكبر مثال علي ذلك هي فتاوي الجهاد التي تخرج من جهات متعددة أدت لعدم معرفة الكثير من الشباب تعريف محدد للجهاد الذي هو دفع للعدوان ومقاومة الاحتلال وهو مشروع الي تحوله احيانا الي قتل المخالفين للمذهب وتفجير الكنائس والاعمال الارهابية مثل تلك التي تحدث مثلا في دولة تطبق الشريعة بحذافيرها مثل السعودية وتقتل في هذه الاعمل أبرياء ..هذا هو هو راي غالبية من يعتبرون انفسهم علمانيين في العالم العربي وأنا لا أري في هذا التعريف اي معارضة لاي أصل من أصول الاسلام ..فأن كان هناك من يري ان هذا الرأي معارض للأسلام فمرحبا بالحوار علي هذه النقطة
ثانيا وهذا السؤال او الرأي موجه بالاساس للدكتور سمير العمري
لا أحد ضد الحكم بما أنزل الله .. ولكن من يقوم بهذا ومن يحول هذه الاحكام الي قوانين واضحة.. اليسوا بشرا يجتهدون في تفسير أحكام الله ..أم يقوم به الله بنفسه ..هؤلاء البشر هم من نطلق عليهم الحكومة المدنية .. ونحن نطالب فقط بتنظيم هذه الحكومة المدنية وكيفية اصدار القوانين التي لا تخالف الشريعة وكيفية انتخاب الحكومة من قبل الشعب
القانون ليس فقط حد الزنا وحد قطع يد السارق .. القانون في عصرنا اكثر تعقيدا من ذلك بكثير ويحتاج اجتهاد ويحتاج نظام ينظم هذه العملية ويستطيع أعادة النظر في اي أجتهاد ثبت خطؤه ولم يؤدي الي مافيه مصلحة المسلمين البسطاء الذين هم عامة الشعب
واسأل الدكتور سمير ماهو حكم المسلمين الذين يعيشون في مجتمعات غربية لا تطبق اي شيء له علاقة بالاسلام في قوانينها ..هل أثر هذا علي تدينهم (من أراد منهم )وعلي احترامهم لكل قوانين الشريعة الاسلامية في الزواج والطلاق وغيرها ., وهم يتمتعون بكامل حريتهم في ظل دولة القانون الذي هو قانون علماني بمعني الكلمة .. فلماذا تستكثرون علي أخوانكم في الدول الاسلامية أقامة دولة القانون ..الذي يستلهم مباديء الاسلام العظيمة .. أن كل من يطالب يا أخي سمير بمثل ما تطالب به أولي أن يعيش في دولة اسلامية ويطالب بما يقوله من علي اراضيها ..أما أن يستمتع بكل ما أتاحته له دولة القانون العلماني من حرية وأمان ثم يطالبنا نحن الا نستمتع بقانون ونظام شبيه لا يخالف روح الاسلام وجوهره ,, فهو للأسف يفتقد المصداقية
تحياتي للجميع