هل يحق للشعب العراقي أن يثور على الظلم والإستبداد والفساد كغيره من بقية الشعوب ؟ هل يحق للشعب العراقي بجميع أطيافه الحرة أن يقف في وجه آلة القتل و التنكيل وعصابة المالكي التي جعلت من ثروات العراق ضرائب تُدفع لإيران و أمريكا للخسائر التي تكبلاها في حروبهم السافرة ضد الشعب العراقي؟
عشر سنوات من سقوط الحكومة السابقة و تسلم المالكي الحكم, لم يبني فيها جداراً واحداً متماسكًا في أي بقعة من بقاع العراق. كل مايراه و يستخدمه الشعب العراقي من مباني و مرافق وبُنى تحتيه هي من صنيعة النظام الذي أسقطته أمريكا و يلعنه المالكي و زمرته. ويبدو أن الطغاة لا يتعلمون أبدًا لا من التأريخ ولا من الواقع فيستمرون في صمهم لآذانهم و السرقة في وضح النهار و ربما في ذات النهار يظهر إعلامياً ليبرر فساده و طغيانه.
اليوم يشهد العراق انتفاضته وربيعه الحقيقي بقيادة أكثر أطياف الشعب العراقي تنكيلاً وتهميشاً وهم أهل السنة .أنطلقت الشرارة من محافظة الأنبار وبقية مناطق أهل السنة ثم التحق من التحق لمشارب شتى. من منا لم يرى مساجد أهل السنة وهي تفجر بحجة مطاردة الأرهابيين ؟ من منا لم يرى جثث مشائخ أهل السنة وهي تثقب بدريلات صولاغ و تصلب في الشوارع؟ من منا لم يرى مسرحيات قنوات المالكي وهي تجلب مساجين أهل السنة ليعترفوا بتهم مختلقة تحت التهديد؟ من منا لم يسمع نداءات حرائر السنيات العراقيات اللاتي أختطفن من منازلهن بدلاً عن أزواجهن أو أخوانهن؟ من منا لم يصله الأرقام الفلكية التي نُهبت و الصفقات الشخصية بتمويل مقدرات الشعب العراقي الذي يئن تحت خط الفقر؟
نعم الشعب العراقي من أقصاه إلى أقصاه بعربه و كرده وتركمانه بسنته و شيعته و صابئته و بقيه الديانات كلها تئن من الإرتزاق و النهب الحاصل من قبل حكومة غير قادرة على توفير أقل متطلبات الكرامة الإنسانية و أولها الأمن و الحرية الدينية. وهذا ما سيكثف المشهد الثوري ضد المالكي و يضعف جانبه. فعليه أن يختار بين حلين لا ثالث لهما أما أن يسير على خطى بشار و يحول العراق لمقبرة أو يتنحى ويترك الساحة لمن هو أقدر على تخليص العراق مما هو فيه ولن يعدم العراق رجاله.
الطائفية التي مارسها المالكي وميلشياته ضد أهل السنة بتواطؤ من الإعلام بالصمت أو بخلط المفردات وصب اللوم على الجميع ساهم في خنق القضية الإنسانية لمن يهمه أمر الإنسان و القضية السنية لمن يهمه أهل السنة فلم يعد للمالكي شاغل يشغله سوى القضاء على الرموز السنية و تلفيق التهم لهم , فالتهم جاهزة لا تحتاج إلى أدلة و براهين و مادة أربعة إرهاب و تهمة البعثية و تهمة الوهابية أقوى سوط يضرب به المالكي أهل السنة بموافقة الإعلام وترديده ما يقول المالكي. واليوم أصوات الحرائر كان أعلى منبه للعشائر السنية التي تحتشد اليوم بالآلاف في مشهد مهيب بعد أن بلغ السيل الزبى و كان وقع أصواتهن أقوى رسالة إعلامية لأصحاب الضمائر.