يَتْـلُو البَـرَاءَةَ والقَصِيدَةُ مِنْبَرَهْ
وَاللَّيلُ أقسَـمَ أنْ يُمَـزِّق دَفْتَـرَهْ
مَااسْتَلَّ مِنْ غِمْدِ التَّمَنِّي صَبْرَهُ
إلا لِيَنْفُـذَ مِنْ ظَـلامٍ أقْبَـرَهْ
هُوَ لَمْ يُصَارِع ضَفَّتَيِهِ وَلَمْ يَخُنْ
هُوَ يُوسُفٌ ، والقَدُّ بَادٍ ،مَنْ يَرَهْ!
لا شَيءَ غَيْر الآهِ تَسْتُرُ مَا بِهِ
ورَذَاذِ صَبْرٍ قَلَّمَا قَدْ تُمْطِرَهْ
يَغْفُـو عَلَى صَدْر الحَنِـينِ كَأنَّـهُ
غُصْنُ المُوَلَّهِ فِي جِنَانٍ مُزْهِرَةْ
يَا نَايُ ، يَتْـلُو لَمْ يُخَبِّىءْ مَا بِهِ
الحُبُّ صَعْبٌ والجُرُوحُ مُيَسَّرَهْ
يَا لَلْبَـرَاءَةِ أيّ غَيْـمٍ تَمْتَـطِيْ
كَيْ تَقْطُرَ الوُدَّ الغُيُـومُ وتَنْثُرَهْ
يَا لَلْحَبِيبَةِ أيّ نَبْضٍ تَشْتَكِي
حَتَّى يَرُدَّ القَلْبُ حُـبَّاً أهْدَرَهْ
صُـوفِيَّـةٌ ، عِشْقٌ يُسَرْبلُ قَلْـبَهَا
والنَّـايُ سَهْمٌ والقَصِيدَةُ قَسْوَرَةْ
لَمْ يَنْكَفِىءْ لَيْلٌ عَلَى زَوْجَاتِهِ
إلا تَمَخَّـضَ عَنْ وَلِيـدٍ أنْكَـرَهْ
لَمْ يُنْجِ حُزْنٌ ذَاتَ جُرحٍ شَاعِرَاً
إلا وَيَهْدِمُ كُلَّ بَيْتٍ أشْعَرَهْ
ذُقْ يَا فَتَى كَأسَ التَّمَنِّي وَامْتَطِي
مَا شِئْتَ مِنْ غَيْمَاتِهِ كَيْ تُمْطِرَهْ
لا الغَيْمُ يُدْرِكُ مَا بِقَلْبكَ مِنْ هَوَىً
والكَأسُ لَنْ يَكْفِي الوِدَادَ لِيُسْكِرَهْ
أحمد البرعي