أيها الشعر
ما لهذا الرُّكودِ يسْكنُ عندي.......و لهذا الربيع يبْكي أمَامي
إنَّني منْ عبْء الحياة أعاني......ما يُعاني الوليدُ يوْمَ الفطام
و فُؤادي يلفُّه الحزْنُ حتى...........نبْضُه قدْ غدا بدون نظام
أتْعبُ الناس مَنْ سقاه سُقاةُ ...الدَّهْر خمْرًا ممْزوجةً بالسّقام
حاصَرتْني الظلماءُ منْ كلِّ صوْبٍ.....فغَدتْ شرَّ حاجزٍ قدَّامي
فمتى تسْمحُ الليالي بصبحٍ ..........مُتْرعٍ بالسرور و الأنغام
أين ألقى الهناءَ إنْ لم أضعْ في..ساحة المجد و العلى أعلامي
قد تأخَّرْتُ في الحياة و لكنْ.......جاء وقْتُ النهوض و الإقدام
إنَّ كسْبَ العلاء شيْءٌ على المقْ..دام سهْلٌ وليسَ صعْبَ المرام
فإذا نلتُ ما أودُّ تَهاوتْ............صخْرةُ الهمِّ و السهاد أمامي
إنَّ منْ لم يكن قويًّا شجاعًا...........عاش بينَ الأنام كالأيتام
و إذا الطيرُ لم يَكنْ ذا جَناحٍ..............رفستْه الحياةُ بالأقْدام
أيها الشعرُ أوْقفِ الحرب إنِّي..........لمْ أعدْ قادرًا على الآلام
قدْ رأيتُ الأنامَ في عصْرنا قدْ ......تركُوا جانبًا طريقَ السلام
حَاربوا كلَّ منْ إلى النُّور يدْعو ..و اسْتجابوا إلى نداءِ الظلام
و اشْتروا بالنَّعيم كمْ منْ بلاءٍ....و اسْتطابوا البقاءَ في الآثام
لمْ يَعدْ في القلوب أيُّ حنانٍ......بلْ تَمادتْ في الحِقد و الإنتقام
ليتَ شعري أين الهدوءُ و هذا....الكونُ سكَّانه كثيرو الخصام
كلُّ شخْصٍ في القوْل صار حكيمًا...بينمَا في الأفْعال شرّ اللئام