أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الإرهاب والمقاومة والإعلام

  1. #1
    الصورة الرمزية مسعد حجازى عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 50
    المواضيع : 14
    الردود : 50
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي الإرهاب والمقاومة والإعلام

    الإرهاب والمقاومة والإعلام



    [B]مسعد حجازى ـ كندا ـ تورنتو
    كاتب وصحفى مصرى ـ كندى



    البعض يحاول أن يخلط بين الإرهاب والمقاومة الشرعية سواء عن عمد أو
    جهل ، وقد يكون هذا البعض دولا وحكومات أو أفرادا وجماعات ، وعندما
    كتبت مؤخرا مقالا عن الإرهاب بعنوان " يا عزيزى كلنا إرهابيون ... بالصمت
    الرهيب!!" نشر فى عدة صحف ومواقع إلكترونية فى وقت واحد أو متقارب ،
    وحاولت أن أعرض فيه للجدل والنقاش الدائر فى الغرب ومناطق أخرى فى
    العالم حول هذا الموضوع منذ سنوات طويلة وذكرت بطريقة عابرة وكمثال
    بعض الأعمال الإرهابية التى وقعت فى العراق وقامت بتشويه صورة المقاومة
    العراقية الحقيقية للإحتلال العسكرى الأنجلوأمريكى . ورغم أن معظم التعليقات
    والردود على المقال سواء التى نشرت أو التى وصلتنى بالبريد كانت فى
    معظمها إيجابية إلا أن البعض حاول أن يزايد ويصور المقال على أنه محاولة
    لإنكار وجود المقاومة الشرعية الحقيقة فى العراق وهو مالم يخطر لى على بال
    ويتعارض تماما مع ما جاء فى المقال.

    فى هذا المقال أرجو أن يتسع لى صدر القارئ لحديث من نوع خاص أجد نفسى
    مضطرا إليه بعد أن وجدت أن بعض المناقشات قد خرجت عن إطار وسياق ما
    تعرضت له فى المقال السابق السالف الذكر عن الإرهاب عسى أن أوضح من
    خلاله بعض الجوانب التى ربما قد تكون خافية على البعض ومن شأنها أن تلقى
    الضوء على المنطلقات والثوابت التى أنطلق منها سواء فى عرضى لبعض
    الأراء أو تناولى لبعض الأحداث الجارية والقضايا الرئيسية التى تشغل بالنا
    جميعا .. أراء قد تحتمل الخطأ أو الصواب لكنها أولا وأخيرا محصلة وخلاصة
    تجارب سنوات طويلة قضيتها فى العيش والإقامة والترحال خارج بلدى الأصلى
    مصر ودون أن أفقد ولو للحظة واحده الإتصال والتواصل معها ومع قضاياها
    وهمومها وأحلامها وتطلعاتها وهى جميعها لاتختلف كثيرا عن قضايا وهموم
    وأحلام وتطلعات أمتها العربية والإسلامية الإ فى الخصوصية بحكم الموقع
    والمكانة والدور والتأثير ولا أظننى بقادرعلى الإنفصال حتى لو أردت حيث
    أننى أرى نفسى أشبه بسيارة كندية لكن وقودها فى مصر أحصل عليه بالزيارة
    كلما سنحت الظروف لرؤية الأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة أو المهنة فى
    الوسط الصحفى وقبل الهجرة والإغتراب وهو إغتراب المكان بالجسد فقط .. ،
    وكل ما أطلبه من نفسى ومن القارئ العربى هو أن نحاول قدر استطاعتنا
    أن يكون حديثنا وحوارنا مع بعضنا البعض بعيدا عن أسلوب التفكير العاطفى
    الإنفعالى وأن يتسم بأقصى درجات التفكير الهادئ والموضوعى ، أقول ذلك
    وأنا أعلم أن ما أطلبه ليس بالأمر السهل فدائما ما نتهم كعرب بأننا شعوب
    عاطفية ننفعل ونغضب ونثور بسرعة وأحيانا الى حد الشجار والتنابز بالألقاب
    ثم سرعان ما نهدأ ونتصالح ونتعانق وكأن شيئا لم يكن ثم نعيد الكرة مع أول
    خلاف وهكذا .. ربما يكون ذلك أمرا أصبح مألوفا لنا بحكم العادة والتكرار
    كظاهرة عامة فى المجتمعات العربية والشرق أوسطية غير أننا لا ينبغى ـ
    فى اعتقادى ـ أن نتجاهل تأثيرات هذه الظاهرة على نظرة المجتمعات الأخرى
    لنا خاصة المجتمعات الأوروبية والغربية والتى تختلف عنا فى الثقافات واللغات
    والعادات والتقاليد والمفاهيم والموروث الحضارى .. الخ. كما ذكرت هذه عملية
    صعبة وشاقة ، وعلى المستوى الشخصى أعترف أنها استغرقت منى عدة
    سنوات كى أنجح لا فى التخلص منها نهائيا ولكن فى التخفيف من حدتها وحتى
    أستطيع أن أفهم أهل هذه المجتمعات التى أعيش فيها بحكم الهجرة وأتعايش
    مع المجتمع الجديد ـ أقول أفهم أولا ثم بعد ذلك لى الحق فى أن أقبل ما أقبل
    وأرفض ما أرفض ، وأعتقد أن الكثيرين من الأخوة المصريين والعرب
    المهاجرين والمغتربين والمبعوثين وعددهم بالملايين يشاركوننى هذه الحقيقة .

    الموضوع الرئيسى للمقال كان بالدرجة الأولى عن الإرهاب وليس مقالا عن
    المقاومة العراقية للإحتلال ، وما ذكرته عن العراق قد أتى فى سياق الحديث
    عن الجدل والنقاش الدائر فى الغرب ومناطق أخرى من العالم وإختلاف
    المفاهيم والتعريفات حول موضوع الإرهاب . أما موضوع المقاومة العراقية
    فهو موضوع أخر ويستحق مقالا مستقلا وربما عدة مقالات لأنه ملئ فعلا
    بتفاصيل وحقائق وألغاز بعضها نشره الإعلام العربى والكثير لم ينشر إما
    عمدا أو تقصيرا أو كلاهما.

    أما بالنسبة لهؤلاء الذين يمارسون هواية خلط الأوراق والتسرع فى إصدار
    الأحكام فيحق لى هنا أن أوجه لهم سؤالا منطقيا : كيف يستقيم أن أقول
    فى المقال أن الوجود الأمريكى والبريطانى فى العراق هو إحتلال وأن جورج
    بوش نفسه قد ذكر مرات عديدة أنه إحتلال ثم أنكر أن تكون هناك مقاومة؟!
    اذا نحن إتفقنا على أنه إحتلال فلا بد أن تكون هناك مقاومة لهذا الإحتلال
    وهذا شئ بديهى ، . . عندما يتم إسقاط طائرة أباتشى أو يضرب هدف
    عسكرى أمريكى أو بريطانى فى العراق مثل معسكر أو حافلة جنود أو
    دبابة فالعالم يعرف أن هذه مقاومة للإحتلال ، وعندما توجه عمليات ضد
    اشخاص مدنيين لكن هم فى الواقع عسكريين سابقين سواء فى المارينز
    أو الجيش الأمريكى أو القوات الخاصة ويعملون مع قوات الإحتلال بأجر
    يومى ألف دولار فهؤلاء يطلق عليهم اسم " مرتزقة " Mercenaries وتنتفى
    عنهم صفة المدنيين هذا هو ما يقول به القانون الدولى لكننى تحدثت فى
    المقال عن أولئك الذين يقومون بأعمال إختطاف رهائن مدنيين صرف ثم
    قتلهم أو قطع ألسنتهم أو ذبحهم . هل مارجريت حسن المتزوجة من مواطن
    عراقى وعاشت فى العراق 30 عاما وحزن على قتلها كثير من العراقيين
    والعرب خاصة الذين عرفوها وتعاملوا معها عن قرب هل كانت تقود دبابة
    أو طائرة أمريكية أو بريطانية؟!! هل كانت جاسوسة؟ وإذا كانت هى كذلك
    فما هو الدليل وما هى المحكمة التى أدانتها؟!
    أعداؤنا يستغلون مثل هذه الأعمال والجرائم أبشع إستغلال لتشويه المقاومة
    العراقية الحقيقية وتشويه سمعتنا وديننا وقضايانا العادلة وهويتنا أبشع
    أستغلال لتأليب الرأى العام فى مجتمعاتهم والرأى العام العالمى كله ضد
    العرب والمسلمين كشعوب ومحتمعات وضد ملايين أخرى من أفراد الجاليات
    العربية والإسلامية الذين يعيشون فى جميع أرجاء العالم ومنهم كاتب هذ
    السطور ، وتكون النتيجة زيادة مشاعر الكراهية والإضطهاد ضد العرب
    والمسلمين ، وأعمال عنف إجرامية وتخريبية ضد مساجد ومدارس ومقابر
    عربية وإسلامية وتعرض البعض لإضطهاد فى العمل أو الحرمان من وظيفة
    جديدة أو ترقية وفى بعض الأحيان طرده من العمل أو تعرض أطفال أبرياء
    فى المدارس للأذى البدنى والنفسى لا لشئ إلا لأنهم يحملون أسماء عربية
    أو إسلامية أو يرتدون زيا إسلاميا... ، يحدث هذا فى الوقت الذى يجاهد
    فيه الكثيرين من الشرفاء والمخلصين للدفاع عن قضايانا العادلة. وهذا هو
    السبب الرئيسى الذى دفعنى لكتابة المقال من الأصل.

    أما موضوع العراق فهو أعمق وأشد تعقيدا مما يبدو على السطح لأسباب
    كثيرة وموضوعية وأهمها خصوصية التركيبة الدينية والقبلية والعشائرية
    والقومية التى يتميز بها المجتمع العراقى ، نفس التركيبة الإجتماعية الى
    منعت جورج بوش الأب من دخول العراق وإسقاط نظام صدام حسين فى
    أعقاب حرب الخليج الأولى فى عام 1991 فهو لم يكن متهورا كإبنه ، وهو
    نفس السبب الذى منع الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون من القيام
    بغزو العراق وإضطراره لإعتماد سياسة الإحتواء لنظام صدام كما أن هناك
    أطرافا كثيرة ومتعددة تلعب فى العراق من قبل وأثناء وبعد الغزو الأمريكى
    للعراق ـ أطراف مجاورة من داخل المنطقة وخارجها وأجهزة مخابرات
    عديدة تعمل فى العراق ، وكل هذه الأطراف والقوى تعمل لحساب مصالحها
    أولا وبعضها يتظاهر بأنه يعمل لصالح العراق والشعب العراقى لكن لا توجد
    دولة واحدة سواء كانت كانت عربية أو أجنبية تستطيع أن تجاهر بالعداء
    للولايات المتحدة فى العراق .
    وليس سرا أن دولا وقوى كثيرة فى العالم لا يروق لها إنفراد الولايات المتحدة
    بالهيمنة على العالم ومقدراته كقوة عظمى وحيدة بعد إنتهاء الحرب الباردة
    وهذه القوى التى وإن كانت لا تجرؤ على المجاهرة بالعداء لأمريكا إلا أنها
    فى ذات الوقت لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدى أو على الحياد ويهمها ألا
    ينجح المشروع الأمريكى لأنها تعرف نواياه الحقيقية وأبعاده .

    أعتقد أنه يتعين علينا كشعوب عربية أن نقرأ الموقف فى العراق القراءة الصحيحة
    إذا أردنا حقا أن نعرف حقيقة ما يجرى هناك وهذا فى رأيى لا يتحقق بالنظرة
    العاطفية للأمور أو بالمزيد من مشاعر الإنفعال والغضب فكلنا نتألم لما حدث
    ويحدث للشعب العراقى والشعب الفلسطينى وهذا حقنا جميعا لكن علينا أن
    ندرك فى الوقت ذاته أن كل مشاعر الإنفعال والغضب مهما بلغت لن تغير
    الواقع العراقى ولن تحرر الشعب العراقى من الإحتلال إذا نحن لم ننجح فى
    فهم ما يجري هناك الفهم الصحيح وهذ لا يتحقق إلا برؤية واضحة وعقل بارد
    وتفكير هادئ . من حق أى عربى غاضب وساخط أن يمتطى جوادا عربيا
    أصيلا ويرمح به كما يشاء شاهرا سيفه أو رمحه لكن عليه ألا يتوقع من
    هذا الجواد مهما بلغت سرعته أن يطير فى السماء أو أن يضرب سيفه
    طائرة إف 16 أو طائرة أباتشى أو صاروخ كروز توما هوك ، إذا أردت
    أن تغير الواقع الذى ترفضه عليك أن تكون واقعيا فى تفكيرك وحتى فى
    أحلامك . لقد تحول العالم العربى منذ الحرب العالمية الأولى فى القرن
    الماضى إلى رقعة هائلة من الشطرنج للقوى الكبرى ولم يعد مقبولا فى
    القرن الحادى والعشرين أن تستمر هذه اللعبة إلى مالا نهاية فهذه القوى
    الكبرى ومعهم إسرائيل يلعبون معنا لعبة "الشطرنج" ـ لعبة العقل
    والذكاء ـ بينما نحن نلعب معهم لعبة " الطاولة" أو "السيجا"!!.
    إن الضحية الأولى لأى حرب هى الحقيقة وأقول لمن يريد حقا أن يعرفه
    ا ألا يتوقع أن يجدها من مصدر واحد أو من مقال واحد أو فى كتاب واحد
    أو عشرة كتب أو أن يجدها كلها على قناة الجزيرة أو العربية وإنما من
    مصادر كثيرة ومتنوعة.. مصادر عربية وأوروبية وأمريكية وكندية
    وإسرائيلية وروسية وصينية وغيرها وبعد أن يتوفر لديه أكبر قدر من
    المعلومات الصحيحة ومعظمها فى الغالب يكون متناثرا كالشظايا عندئذ
    فقط تستطيع أن تكون رؤية أكثر وضوحا وأقرب ما تكون الى الحقيقة
    وهذا هو ما أحاول دائما أن أفعله قدر إستطاعتى.

    علينا أن ندرك أن أى إعلام فى العالم إنما يخاطب جمهوره المباشر
    أولا وتختلف التغطية للحدث الواحد من إعلام لأخر فمثلا قناة الجزيرة
    تغطى الحدث بطريقة معينة لأن جمهورها بالدرجة الأولى هو من
    المشاهدين العرب ونفس الحدث يغطيه الإعلام الأمريكى بطريقة أخرى
    لأنه يخاطب المواطن الأمريكى بالدرجة الأولى ونفس الشئ يحدث
    فى كندا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وأى بلد والإختلاف يكون فى درجة
    التركيز وكمية المعلومات المتاحة من بلد لأخر وبالنسبة للإعلام العربى
    فهو لا يزال فى مجمله يعتمد على مصادر الإعلام الغربية والأجنبية من
    وكالات الأنباء العالمية ، صحيح أن الإعلام العربى قد حقق طفرة كبيرة
    وتقدما فى السنوات العشر الأخيرة فى تحديث الأجهزة والمعدات التقنية
    وإنتشار الفضائيات الإ أن هذا للأسف لم يواكبه طفرة وتقدما كبيرا فى
    المادة الإعلامية المقدمة للمشاهد العربى . إن عرض أنصاف الحقائق
    هو نوع من التضليل المتعمد.

    عندما كتبت المقال كان فى ذهنى أن أعرض للقارئ العربى أساسا نظرة
    الغرب والإعلام الغربى لهذا الموضوع ـ موضوع الإرهاب _ وهو
    موضوع قديم وجديد فى آن واحد ويكفى أن تسأل أى فرد عربى مهاجر
    يعيش فى أمريكا أو كندا أو أى بلد فى أوروبا الغربية : ما هى أكبر
    مشكلة تعانى منها الجاليات العربية فى دول المهجر ومنذ زمن طويل
    والتى لا تزال تعانى منها حتى الآن؟ سوف يجيبك على الفور بأنها
    النظرة الغربية المتحيزة ضد العرب خاصة والصورة النمطية السلبية
    لشخصية الإنسان العربى فى الإعلام الغربى خاصة الأمريكى وصورته
    المشوهة البغيضة فى أفلام هوليود فهو دائما إما قاطع طريق فظ الوجه
    غليظ القلب أو إرهابى يخطف طائرات الركاب المدنية والسفن
    ( حادث السفينة أكيلى لارو عام 1985) ويروع المدنيين.
    منذ أكثر من عشر سنوات قام البرفيسور الأمريكى العربى الأصل جاك شاهين
    بعمل دراسة أكاديمية عن صورة العربى فى أفلام هوليوود حصر فيها
    حوالى 3500 فيلم أمريكى تصور العربى بصورة عدوانية شريرة
    ومنفرة ، صورة بغيضة ومقززة وطبعا السبب وراء هذا التشويه المتعمد
    هو النفوذ والسيطرة الصهونية الطاغية على الإعلام الغربى وعلى السينما
    الأمريكية أما الإعلام العربى فيكاد لم يكن له وجود يذكر بالمقارنة فقد ترك
    العرب الساحة شبة خالية للإعلام الصهيونى لسنوات وعقود طويلة ، ولقد
    كانت هذه القضية شغلى الشاغل طوال سنوات الحياة فى المهجر وحاولت
    قدر المستطاع أن أتصدى لها بالكتابة فى أشهر الصحف الكندية فى تورنتو
    وبالحديث عنها فى برامج تليفزيونية كندية كنت أتلقى دعوات إليها للحديث
    حول هذا الموضوع أو بالتعليق على أحداث هامة فى الشرق الأوسط أو من
    خلال برنامج تليفزيونى شهرى بعنوان الوجه العربى مع عدد من الأصدقاء
    المصريين أو من خلال برنامج تليفزيونى أخر كان يعرض أسبوعيا لمدة
    ساعة فى التليفزون الكندى كنت أقوم فيه بالإعداد والتقديم وحقق بالفعل نجاحا
    هائلا ، كما أذكر أنه بعد ضرب إسرائيل للمفاعل الذرى العراقى أن كتبت
    تحليلا سياسيا فى صحيفة الـ "جلوب أند ميل" قلت فى نهايته إن إعادة
    إنتخاب مناحم بيجن سوف ينجم عنها كارثة فى الشرق الأوسط ،
    وقبل مرور عام وقعت الكارثة ممثلة فى الغزو الإسرائيلى على لبنان
    وحصار عاصمة بلد عربى كان يعانى من ويلات حرب أهلية طائفية
    منذ سنوات ، وعندما قدم التليفزيون الأمريكى والكندى فيلما من
    جزأين بعنوان " سادات" ملئ بالتشويه والمغالطات والأخطاء التاريخية
    وأساء إلى مصر وعبد الناصر وأنور السادات نفسه قام كاتب هذه
    السطور بكتابة مقال نقدى طويل وقاسى فى أكبر صحيفة كندية
    وأوسعها انتشارا ـ تورونتو ستار أوضح فيه الحقائق بعد تفنيد
    الأخطاء واحدا واحدا وهاجم بشراسة وسخرية كل من وقف وراء
    إنتاج هذا الفيلم والذى كان بحق إهانة لكل مصرى وعربى ـ ليس
    دفاعا عن عبد الناصر أوالسادات ولكن رفضا للتشويه المتعمد
    للحقائق ووصف العرب والمسلمين بالإرهاب عمال على بطال ـ حدث
    هذا وغيره كثيرا على الرغم من أن تورونتو يوجد بها أكبر جالية
    يهودية فى كندا كلها وللأمانة وإحقاقا للحق لم يحدث ولو مرة
    واحدة أن هاجم أحد القراء ولا حتى من اليهود الكنديين مقالا كتبته
    لأنهم يعلمون أن ما كتبته هو الحقيقة .، بالعكس وصلت الجريدة
    ردود كثيرة نشرت كلها إشادة بما جاء فىالمقال لا لشئ الا
    لأننى كنت أخاطبهم باللغة والمنطق والأسلوب الذى يفهمونه متسلحا
    بالحقائق والمعلومات الصحيحة والأدلة الدامغة. ومع مرور الوقت
    إزداد عدد الناشطين العرب فى كندا والولايات المتحدة الذين حاولوا
    قدر الإمكان وبجهود ذاتية مخلصة أن يحسنوا من صورة العرب
    والمسلمين فى الغرب ، وأعلنها صراحة أن أعظم مفكر عربى نجح
    فى هذا المجال هو الأمريكى العربى الفلسطينى الأصل البروفيسور
    إدوارد سعيد وهو المسيحى الذى دافع عن العرب والمسلمين
    والهوية العربية والقضية الفلسطينية أكثر من كل مؤسسات الجامعة
    العربية أو مكاتب إعلام جميع السفارات العربية مجتمعة لما يقرب
    من أربعين عاما وانتزع احترام الجميع حتى من أشد مخالفيه فى
    الرأى من الأمريكين اليهود والصهاينة . هنا مجتمعات مفتوحة
    وبها منابر لكل التيارات والإتجاهات السياسية والدينية ومهاجرين
    من جميع أنحاءالعالم وبها أيضا متعصبين شديدى التعصب لكن
    لا ينبغى أن نضع الجميع فى سلة واحدة وإلا فعلنا مثل هؤلاء
    المتعصبين الذين يصفوننا جميعا بالإرهاب وغيره من التهم ، وحت
    وقت قريب كنا نقول لقد حدثت تغييرات كبيرة وإن كان الطريق
    لا يزال طويلا إلى أن وقعت أحداث الحادى عشر من سبتمبر
    عام 2001 فحدثت إنتكاسة كبيرة لكل الجهود التى بذلت وأصبحت
    تهمة الإرهاب على جميع العرب والمسلمين فى العالم شبه رسمية
    خاصة من جانب جماعة (عصابة) المحافظين الجدد الذين أصبح
    خطرهم يهدد العالم كله.
    لقد قمت بمراجعة المقال والردود والتعليقات أكثر من مرة وتوصلت
    بعد تحليل دقيق الى نتيجة قد تدهش القارئ وهى أنه إذا ما إستبعدنا
    كل ما قيل من تراشق يمس الشخص لا الموضوع لا أجد أى خلاف
    جوهرى على الإطلاق فى كل ما أثير من قضايا كثيرة أتفق مع
    معظمها إن لم يكن كلها والسؤال هنا : إذن ما هو الخلاف؟

    الخلاف ينبع أساسا من إختلاف الرؤى ووجهات النظر فكل إنسان
    له رؤية ومنظور يختلف إلى حد ما عن الأخر ، قد تكون لك وجهة
    نظر أو رأى صحيح تماما فى سياق معين أو جزئية محددة ولكن
    إذا أخرجت هذا الرأى عن سياقه وانتقلت به من قضية الى قضية
    أخري منفصلة حتى ولو كانت توجد بعض العناصر أوالفروع
    المشتركة فإن رأيك أو وجهة نظرك فى هذه الحالة قد تكون أيضا
    صحيحة ولكن قد ينقصها بعض المعلومات التى ربما تكون قد
    غابت عنك أو لا تعرفها من الأصل وإذا أتيح لك معرفتها وكنت
    إنسانا تتمتع بعقل مفتوح وليس متزمتا أو دوجماطيقيا فقد يتغير
    رأيك ووجهة نظرك تماما أو تأخذ بعدا جديدا وهذا يحدث كثيرا
    خاصة فى أجهزة الإعلام المختلفة ولمن يريد أن يستزيد فى هذه
    النقطة بالذات عليه أن يطالع مقال رائع نشر مؤخرا فى جريدة
    الحياة اللندنية للدكتورة الفاضلة عواطف عبد الرحمن أستاذة
    الصحافة بكلية الإعلام فى جامعة القاهرة تحت عنوان " فجوة
    العقل الإعلامى" أعتقد أن من يقرأ هذا المقال سوف يخرج
    منه بمعلومات قيمة .
    إن العالم الذى نعيش فيه اليوم أصبح بالفعل قرية كونية تضاءلت
    فيها المسافات وسقط الكثير من الحواجز وانتشرت الفضائيات
    التليفزيونية والأنترنت والتليفون الموبايل نتيجة للثورة العلمية
    والتكنولوجية الهائلة التى شهدها العالم فى السنوات الأخيرة ،
    ويستطيع أى شخص فى العالم الآن أن يقرأ القرآن أو الإنجيل
    أو التوراة أو عن أى شئ يحدث فى أى مكان فى العالم وهو
    يجلس خلف جهاز الكومبيوتر وللأسف الشديد تخلف العرب
    والمسلمون عن هذه الثورة فى عالم الإتصالات والمعلومات كما
    تخلفوا من قبل عن عصرالثورة الصناعية ويصبح التحدى
    الكبير الذى يواجههم هو كيفية التعامل واللحاق بكل هذه المتغيرات
    التكنولوجية والعلمية والإستفادة منها دون التفريط فى الثوابت
    والقيم الأصيلة التى نعتز بها. هذه هى المعادلة الصعبة.

    وأخيرا أجد نفسى مضطرا لأن أكرر ما سبق أن قلته مرارا
    من أن قضايانا كبيرة وشائكة ومعقدة ومعظمها عادلة وتحتاج
    الى قوة كبيرة للدفاع عنها وإيجاد حلول جذرية لها وهذا فى
    رأيى لا يتحقق إلا بإعمال العقل والتفكير والإيمان القوى
    المستنير واتحادنا وتماسكنا لا بمزيد من الفرقة والإنقسام
    فنحن جميعا فى سفينة واحدة فى وسط محيط هذا العالم وأري
    الأمواج العالية والأعاصير تتلاطم على السفينة من كل جانب
    ورياح الخطر تهب على المنطقة بأسرها فى وقت أرى الكثيرين
    منا فى عالمنا العربى يخوضون فيه معارك جدلية عقيمة لن
    تغير من واقعنا المأساوى الأليم أو تدرأ خطرا فمن أين لنا
    كل هذه الرفاهية؟! .


    مسعد حجازى

    Mossad_Hegazy@hotmail.com[/B
    ]

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله


    الأخ الفاضل مسعد حجازي



    موضوع فى غاية الأهمية وطرح قضية نحن فى أمس الحاجه أليها


    ليت وقتى القصير يسمح بأن اتابع مواضيعك الهامه


    ربما اعود الى هنا!

    رعاك الله ودمت على فكرك السديد

  3. #3
    الصورة الرمزية مسعد حجازى عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 50
    المواضيع : 14
    الردود : 50
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الأخت الفاضلة الأستاة نعيمة الهاشمى

    أشكرك على قراءة المقال وتعليقك ، وحمدا لله على أنه قد نال قبولك واستحسانك ، كما أن رأيك
    يا أختى العزيزة هو شهادة تقدير أعتز بها من قارئة وكاتبة لا تخشى فى الحق لومة لائم
    أرجو أن تتقبلى عظيم مودتى وإحترامى وأتمنى لك ولنا جميعا السلامة والسلام.

    مسعد حجازى

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله


    هاقد اعود مرة اخرى أخى الفاضل


    أن المشهد السياسي يتكرر من هنا وهناك , الاعلام العربي الذى هو مداد للمصالح الغربية يحاول تشويهه المقاومة الشرعية كما حاولوا تشويهه المقاومة الباسلة فى فلسطين, وهو سجل متككر من الخيانات العربيه والصهيوامريكيه .
    أن أخطر المراحل حاليا على الأمة هى الادارة السياسية والدينيه والأعلامية التي يسيطر عليها الهيمنة الغربية والتابعين لها قلبا وقلب" السياسة العربية" لذلك لابد من قوة مواجهه لهذا التضلل الداخلى والخارجي الذى يفترس جبين اللأمة فى شيشان والعراق وفلسطين , ةهذة القوة لن يحالفها الحظ والتفوق أن لم تكن لها جذور أسلاميه شرعية مبنية على قاعدة الجهاد المقدس المستمد من كتاب الله وسنة نبيه , وعلى جميع المخلصين من أبناء اللأمه بالجهتد قولا وفعلا فالله لا يضيع اجر المحسنين , ونعيد أحياء التاريخ الاسلامي المليئ بالأنتصارات الغراء وأخر مثال معركة حطين وعاين جالوت وغيرها الذى لايعد ولا يحصى.

    نريد إعادة الثقة لروح الأمة!

    نحن قادرين على النهوض أذا اتبعنا الاصول الصحيحة المقدسة , والفخر ليس بالنهضه ولكن ان نقوم كلما سقطنا ونبنى من جديد! وكم من فئة قليلة غلبت..

    لك تقديري وأحترامى أستاذِ الفاضل

  5. #5
    الصورة الرمزية مسعد حجازى عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 50
    المواضيع : 14
    الردود : 50
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعيمه الهاشمي
    السلام عليكم ورحمة الله


    هاقد اعود مرة اخرى أخى الفاضل


    أن المشهد السياسي يتكرر من هنا وهناك , الاعلام العربي الذى هو مداد للمصالح الغربية يحاول تشويهه المقاومة الشرعية كما حاولوا تشويهه المقاومة الباسلة فى فلسطين, وهو سجل متككر من الخيانات العربيه والصهيوامريكيه .
    أن أخطر المراحل حاليا على الأمة هى الادارة السياسية والدينيه والأعلامية التي يسيطر عليها الهيمنة الغربية والتابعين لها قلبا وقلب" السياسة العربية" لذلك لابد من قوة مواجهه لهذا التضلل الداخلى والخارجي الذى يفترس جبين اللأمة فى شيشان والعراق وفلسطين , ةهذة القوة لن يحالفها الحظ والتفوق أن لم تكن لها جذور أسلاميه شرعية مبنية على قاعدة الجهاد المقدس المستمد من كتاب الله وسنة نبيه , وعلى جميع المخلصين من أبناء اللأمه بالجهتد قولا وفعلا فالله لا يضيع اجر المحسنين , ونعيد أحياء التاريخ الاسلامي المليئ بالأنتصارات الغراء وأخر مثال معركة حطين وعاين جالوت وغيرها الذى لايعد ولا يحصى.

    نريد إعادة الثقة لروح الأمة!

    نحن قادرين على النهوض أذا اتبعنا الاصول الصحيحة المقدسة , والفخر ليس بالنهضه ولكن ان نقوم كلما سقطنا ونبنى من جديد! وكم من فئة قليلة غلبت..

    لك تقديري وأحترامى أستاذِ الفاضل

    السلام عليكم ورحمة الله

    الأخت الفاضلة نعيمه الهاشمي


    أشكرك على ردك وتعليقك وأحي فيك غيرتك على دينك


    ـ " لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ " (الرعد ـ 13 ـ 11 )


    ـ "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" ( آل عمران ـ آية 103 )


    مسعد حجازى

المواضيع المتشابهه

  1. الجنسُ والإعلام والمالُ الرِبا
    بواسطة عبدالستارالنعيمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 28-01-2016, 09:22 PM
  2. ثلاثية الأزهر والإعلام والشيعة
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 101
    آخر مشاركة: 16-05-2010, 12:28 AM
  3. الثقافة والإعلام وجهان!!
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-03-2010, 02:39 PM
  4. رسالة من جورج واشنطن إلى الشعب الأمريكي ...تساؤلات حول مفهوم الأرهاب والمقاومة
    بواسطة صبـاح الـبـغدادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-01-2005, 04:16 AM