خلف الباب
(قصة قصيرة)
ليس من عادته أن يسترق السمع ولا يليق برجل كبير مثله فعل ذلك .. ، ولكنه حين مر من أمام غرفة الأساتذة استوقفه صوت مرتفع لأحدهم وقد استغرب من وجود أحد في الداخل فالجميع يظنهم في الصفوف .. ميّز صاحب الصوت المرتفع بنبرة صوته ، استغرب أكثر لأنه يعلم إنها على غير عادته إلا حين تكون هناك مشكلة ، ألقى السمع وهو بين الخجل والوجل يلتفت حوله خشية أن يراه أحدهم ، يالها من خصلة قبيحة ممقوتة ؛ كم يكره المتلصصين خلف الأبواب ، أنا لست لصاً ، فربما أجد حلا للمشكلة التي رفعت صوت الأستاذ ، هكذا قال في نفسه أو قِيل له ..!
الأستاذ أحمد هو من بدأها وأنا لن اسكت على هذا التجاوز أبدا .. ! هذا ما قاله الأستاذ عباس ، وقد طرق مسامعه من خلف الباب ، كان شكه في محله إنها بداية المشكلة .. يتمنى لو كان في الداخل لبادره في السؤال فورا وماذا قال الأستاذ أحمد يا ترى ؟
- يا أخي وماذا قال لك الأستاذ أحمد ؟ وكأن الأستاذ حسن تخاطر معه فسأله نفس السؤال ..
- لم يقل لي شيئا إنما سمعت من أحد الطلبة أنه تهكم عندما سمع باسمي، ووصفني بالمتشنج..
- أستاذ عباس يا أخي ، أستاذ أحمد رجل صالح ، وأنت تعرفه أكثر مني فكلاكما من دورة واحدة ، ولم اسمعه مرة يذكر أحداً بسوء أمامي ، يا أستاذ دعني أراه ، وأفهم منه الموضوع ، هدئ من روعك اجلس أرجوك ، أنت رجل صالح أيضا ولا أظنك تصدق بكل ما يقال ، واعتقد إن من أولى حقوق نفسك عليك أن تتبين عما ذكر فيك قبل أن تُصدر حكما قد يعود عليك بالندم أو الخصومة لا سامح الله ، وأنت أبر وأسمى من أي خصومة لأني أعرفك وأعرف أخلاقك الطيبة ...
دعني أستضيفك على حسابي سأطلب لك العصير والماء البارد ..
أبو جواد أبو جواد ...ناداه الأستاذ حسن ، لم يتمهل طرق الباب من فوره ودخل عليهما .. نعم أستاذ هل ناديتني ؟
تبسّم الأستاذ حسن في وجهه وعلى ملامحه ضحكة يكتمها بيده..
ياعم من فضلك كاس ماء بارد وثلاثة عصائر برتقال...
أحضرها ، فتناولها الأستاذ حسن بيده ، قدم للأستاذ عباس زجاجة العصير الأولى وكوب الماء البارد واخذ واحدة لنفسه ..ودفع الأخرى لابو جواد وقال له هذه لك ياعم أنعش قلبك المجهد ..
وأخذ بيده وخرجا من الغرفة وهو يقول له هامسا لا توجد مشكلة إلا ولها حل ..
محمد مشعل الكَريشي / 11-3-2013