حقوق الأخوة في الله
أَغْضِبْ جليسَك إِنْ أردتَ إخاهُ
فبه تَمِيزُ حقيقه وخَفَاهُ
وبه يَبِينُ إذا التكلُّفُ طبعُهُ
أَمْ أنَّه حقاً يُحِبُّ أَخَاهُ
أَودِعهُ سِراً ثمَّ أَغضب سِرَّهُ
وانظر لسرِّكَ بعدُ هل أَفشَاهُ؟
أَمْ أَنَّهُ يَحميهِ مَهْما كانَ مِنْ
جَفوٍ ومَهما باعدتكَ خُطَاهُ
وإذا أردتَ حقيقةً تمحيصَهُ
فانظر كتاب الله كيف تَلاهُ
بلسانه أم أنَّه بفعالِهِ
أَمْ أنَّه يلوي كما يَهواهُ
وامنعهُ مالاً مرَّةً أو حاجةً
وانظر لودِّكَ بعدُ هل يَرعاهُ ؟؟
أظهر بأنَّك معدمٌ واسمع له
أَشَكى احتياجاً ما يكونُ شكاهُ ؟
أظهر بأنَّكَ لا تُريد أخوةً
من بعد ودٍ هل يئنُّ جَواهُ ؟
أَمْ أنَّها البشرى على صفحاته
فيكون زيفاً حبُهُ و ولاهُ
واعرف صديقَك عند كلِّ شديدةٍ
أيزيدُ بذلاً أمْ يقلُّ نداهُ ؟
ما أكثرَ الإخوانِ حين تعدُّهم
وأخوكَ منهم في الشديدِ تراهُ
فاختر شجاعاً في المعامعِ مقبلاً
جلداً صبوراً لا تلينُ قناهُ
فإذا أردتَ سبيلَ خيرٍ خاضَها
إنْ تنحُ درباً بالصعابِ نَحَاهُ
هو لينٌ عندَ الصديقِ مسامحٌ
والعزُّ عند عدوهِ ولظاهُ
واختر صديقاً صادقاً في قوله
مَلَكَ الِّلسانَ وإِنْ يَزلَّ وَكَاهُ
واختر سخيّاً لا يُشينُكَ بذلُهُ
والْحَ البخيلَ لو الجميعُ غشاهُ
وإذا أردتَ بأنْ تظلَّ مُؤَاخَياً
أَقلِلْ كلامَكَ مَدحَهُ وهِجَاهُ
وانصحْ صديقك إِنْ يزلَّ مَزَلّةً
ألبس كلامَك باللطيف رِدَاهُ
وامنعه من فعل القبائح مشفقاً
فأخو الصديقِ إذا يُحبُّ نَهَاهُ
واحذر من التعنيف في توجيهه
لو كنتَ فظّاً لن تعودَ تراهُ
واحفظ لصحبته ولا تغتب له
واستر عيوب أخيك شُدَّ قِواهُ
فعساهُ أن يرعاك إن ترعى له
ويعود من بعد الكلام صداهُ
وله حقوقٌ فاحرصنَّ فإنها
جاءت بنصٍ فيه ما معناهُ
أَقْبِلْ إذا يدعوكَ يوماً دعوةً
رُدَّ السلامَ عليه إنْ تلقاهُ
عند العطاسِ فَشَمِّتَنْهُ بحمده
وانصح له كي تستقيم خطاهُ
سامح أخاك إذا أتاك معاتباً
لو مبطلاً تُخزي العدوَ خِزَاهُ
تَرِدُ الحياضَ حياضَ أحمدَ شارباً
ماءاً نميراً كوثراً حلّاهُ
لا تهجرنَّ أخاكَ فوقَ ثلاثةٍ
كُنْ سابقاً للخيرِ إذ تلقاهُ
وأعنه في حاجاته واحمل له
أو عُدهُ في مرضٍ إذا أعياهُ
هذي حقوقُ أخيك حياً مسلماً
واتبع جنازته إلى مثواهُ
واحرص أَخِيْ إنَّ العدوََّ مكايدٌ
إبليسُ أقسمَ أن يَزِينَ غِواهُ
يئس العبادة في الجزيرة إنما
يلوي على التحريشِ جُلَّ خُطاهُ
أكرم بمن غاظ العدو وعاش في
كنف التسامح قلبُهُ وجواهُ
أكرم به يوم القيامة نازلاً
بمنابر النّور العظيم ضياهُ
في الله وَدَّ وفي العقيدة وصلُهُ
في الله أعطى ماله وحباهُ
حقت محبَّةُ ربِّه بغدٍ له
يا فوزَ حقاً من أحبَّ اللهُ
صلَّى عليك اللهُ يا من دَلَّنَا
نحو الطريق وقد حَمَدتُ سُرَاهُ
والحمد لله الذي يهدي وما
يهدي إلى تلك الطريق سواهُ