أخي الحبيب سلاف... كلامك ملون بالأحمر...
يطمعني حلمك وسعة صدرك في مزيد من الأمل تجاهك وفي مزيد من مصارحتك بهذا الصدد.
الاختلاف في الرأي لن يفسد للود قضية... ولكنني كنت أحاول إنهاء النقاش في هذا الأمر لأنه يبدو أنك لا تحمل إلا الاتهام الكامل والتخوين... وأنا احمل البساطة والاحترام لأصحاب الاراء حتى لو اختلفتُ معهم... مثلا أنا أختلف مع حماس... لكنني لا يمكن إلا أن احترم تضحياتهم... وأحترم رأيهم وفكرهم واسلوبهم... وأترحم على قادتهم وشهدائهم.. أما انت فكل من اختلف في الرأي معك فهو خائن متآمر... ومن قال لك إن رأيك هو الصواب ومن عمل عكسه فهو خائن؟ من قال لك إن الخلافة هي الحل الصحيح.. لقد رأينا الخلافة على مر مئات السنين.. ورأينا كيف أنها لم تصلح إلا في سنوات قليلة... هل تريد أن تعيدنا إلى زمن الجواري والغلمان والقصور والخليفة المؤلّه؟
يميزني عنك أنني أقبل رأيك... وتأكد انني يزداد حبي لك يوما بعد يوم... حتى بعد الرد التالي عليك
أراك أخي خلطت بين عدة أمور في ردك الأخير وهي
أخوك عنده من الوعي أكثر مما تتصور أستاذي الكريم... لكنني أحب أن نتناقش هنا في الأدب فقط وليس في السياسة... أنا لم أكتب قصيدتي هذه عن عرفات إلا بعد أن رأيت كيف يأكل البعض لحمه ميتاً... والله يشهد انني أمسكت عن الشعر فيه إلا بعد أن رأيت من يدّعون عليه ويختلقون حوله الأقاصيص... ومع ذلك فلقد جاءت القصيدة واعية خالية من المديح المباشر كما أحببتُ لها.. إلا من الإشارة إلى عواطف الناس وعواطف من اختلفوا معه قبل الجميع... ولا تستطيع أخي ان تغفل رد الفعل الشعبي غير المتوقع (أنا نفسي لم أتوقع هذا الحزن الشعبي الكبير) على الرجل.. "والأمة لا تجتمع على خطأ"
والثورة مؤامرة عليهم استغلت إيمانهم ودماءهم التي بذلوها في سبيل الله تحريرا لفلسطين 1948 التي زعموا لهم أن الثورة قامت لتحريرها وبدمائهم اكتسبت حق التمثيل الشرعي الوحيد لتنتهي إلى نقيض ما بدأت به من تقرير أن فلسطين 1948 حق لليهود. وتكون بذلك جيرت دماء الشهداء لصالح اليهود.
والأمر مخطط له ومدبر والثورة بهذا لا بديل لليهود عنها وهي أكبر إنجاز لهم بإجهاضها جهود المخلصين وإعطائها الشرعية لكيان اليهود.
يا أخي يكفي هذه الثورة التي تخونها فخرا أنها كانت محل احترام من الشعب.. ولم يتناقص هذا الا بعد أوسلو وبعد أن بدأت التصرفات السلطوية تطغى على الثورية...
الثورة هي التي غيرت وجه التاريخ في كل العالم... في فرنسا وروسيا وغيرها... فلماذا ترتجف يا أخي لسماع كلمة ثورة...
الثورة هي أن يتحرك الناس متحدين لتغيير واقع ما... وما العيب في ذلك؟
هي أن يتحول النضال إلى نار على المحتل... وما يضيرك في ذلك؟
الثورة قامت في 65... وبدأت بعملية عسكرية في مقتل المحتل... فلماذا يكرهها دعاة الخلافة؟
مبدأ حماس هو إسلامي ثوري... ولا تدعو للخلافة.... فهل هي كافرة؟
حتى لو لم يعجبك ذلك...ولم يوافق مبدأك... فهل لك أن تعتبره رأيا آخر واجتهادا يحتمل الخطأ والصواب
2- أنا أنتقد المؤامرة التي أسموها ثورة وتنازلها عن ثوابت (حيفا ويافا والنقب وأسدود والناقورة وصفد والد والرملة أي 80% من فلسطين بريطانيا) . وأنت تجيبني عن نفسك بـأنك متمسك بهذه الثوابت ولو أني اتهمتك بأنك فرطت في الثوابت - وأعرف إخلاصك وتمسك مثلي بفلسطين بريطانيا وعدم تفريطك والذي مؤداه استنكارك فلسطين الثورة الشبر ال 20 % من فلسطين بريطانيا - لكان جوابك بأنك متمسك بالثوابت مبررا. والمنطق يقتضي إن كنت مخطئا في نظرتي للثورة وانتقادي لها أن ترد كلامي عن هذه ( الثورة) وتقول الثورة لم تتنازل عن الثوابت.
هي ليست مؤامرة.... أنا لا أؤيد المرحلية التي جاؤوا بها... ومع ذلك لا أقول إنهم خونة.... هم عندهم رأي يختلف معي قبل أن يكون معك... لكنهم يجتهدون... يزعجني اسلوبهم..لكن الأساليب لا مشكلة في اختلافها... هادنوا؟ الرسول العربي الكريم هادن في الحديبية.... فاوضوا؟ صلاح الدين البطل المسلم فاوض...
لا يستطيع أحد التنازل عن الثوابت...!!! ولم يفعل ذلك أحد... إن تاقشتهم في المرحلية... قالوا لك نريد موطيء قدم ننطلق منه... رأي يحتمل الخطأ والصواب..
أنا صراحة أنتقد فيك تكريمك لرموز الثورة المؤامرة ( لا للشهداء ) الرموز يعني أصحاب القرار في الثورة الذين وقعوا أوسلوا والذين أدخلهم اليهود وهذا من من المخلصين أمثالك يزرع في وجدان الجيل الناشئ أن البطولة والإخلاص لا تتناقض مع التنازل عن فلسطين 1948.
مرحبا بانتقادك... فهو من اخ كريم وإنسان رائع
وانا أنتقد فيك أنك تعتقد ان الصواب هو ما فكرتَ فيه وغيره ليس إلا خيانة...
أريد أن أذكرك أخي ان الرأي الإسلامي الذي تحمله لا يناقضه أصحاب آراء علمانية فقط.. إنما أصحاب آراء إسلامية أخرى..
أقصد... إسلاميا... رأيك ليس هو الوحيد على الساحة... فهنالك الكثير من الآراء الاسلامية... أيها الصواب يا أخي؟
ولهذا أرفض أن أنسب إلى هذا الكيان المؤامرة بالنسبة المؤامرة فلسطيني فمن أسماني بذلك هم اليهود، أنا عربي مسلم من الشام أو من جنوب الشام إن شئت. وأنزهك عن الافتخار بهذه القطرية التي صنعها سايكس بيكو واليهود وهي دون عصبية الجاهلية التي لم ترتبط بتآمر والتي قال فيها الرسول عليه السلام :" من افتخر بعصبية فأعضوه هن أبيه ولا تكنوا به"
نعم... وانا أيضا عربي مسلم.. ولا يمكن أن تزعجني الوحدة... بعد ان اتجهت كل الكيانات السياسية عالميا للوحدة... وعبدالناصر الذي تناله بكلامك من أكثر القادة الذي عملوا من اجل الوحدة... يكفي أن كل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج توحد خلفه... وهتف باسمه ... وكانت جنازته اكبر جنازة في التاريخ!!
4 – أما ثالثة الأثافي التي أكاد أبكي من هولها فهي هذه الراية التي ترفعها في توقيعك، وا ويلاه لكأني بها تلوث ما بين السماء والأرض. هل تعرف راية من هذه؟ وماذا هدمت ؟ وما أنشأت؟ وعلى ماذا قامت ؟
سأرفعها وأفديها بدمي..
هل تريدني أن أبصق عليها؟ حرام عليك... فلقط سقط تحتها الشهداء والأبطال...
إذا توحدت الأمة.. وأصبح لها علم واحد... ورأيتني أتعصب لهذه الراية... ساعتها سأكون قطريا مقيتا... لكننا الآن نريد من يعمل لقضيتنا بعد ان تخلت عنها الدول العربية والإسلامية...
أخي رجاءً أن تتركني أعشق هذه الراية وأتحمل مسؤولية ذلك أمام الله.. فلستَ انت الذي سيحاسبني أثابك الله...
لقد برمجوا لنا شخصيتنا وفهمنا لديننا وتاريخنا وبرمجوا لنا راياتنا ومهما بلغت تضحياتنا فستكون أداة لمؤامراتهم طالما لم نتحرر من هذه البرمجة ونعود إلى عقيدتنا التي ارتضى الله لنا رفضا للقطرية والصهيونية الثورية الفلسطينية ورايات هذه الأقطار جميعا ورفضا لمسميات وحدود سايكس بيكو وكل ما أرسوه في بلادنا منذ 1918 ولما أفرزوه لنا من شعارات وأفكار وأقطار وطبال وزمار.
اللهم وحد العرب والمسلمين... وانا اول من سينتمي إلى الوحدة.. وسأعمل لها ما استطعت إلى ذلك سبيلا
أقسو عليك وأصارحك حبا لك في الله.
حياك الله... وأعتقد اننا يجب أن نتعلم كيف تتباين آراؤنا في سبيل المجموع... لأن الرأي الصحيح لا يمكن أن يحتكره شخص أو فكر... والإسلام ديننا جميعا وليس دينك وحدك
تقبل تقديري واحترامي وإعجابي بشخصك الكريم
أخوك
ناصر