وطن وضلالة
كؤوسُ الظّلمِ نَجرعُها تِباعَامحبتي لكم
وتُورِثُنا الكآبةَ والصُّداعا
سلاطينُ المَصالحِ في بِلادي
تَدوسُ الدِّينَ تلبسُه قِناعَا
فهذا حاكمٌ يَهذي بعُجبٍ
وظِلُّ اللهِ يطمحُ أن يُطاعَا
وبينَ اثنينِ شعبٌ مُستباحٌ
ومحتلٌّ يَهُدُّ لنا قِلاعَا
ضلَلْنا الدّربَ أصبحْنا شتاتا
وعانقْنا الضلالةَ والضّياعَا
وصَلّينا الجنازةَ بعدَ مَوتٍ
لنا فاليومَ نعتادُ الصِّراعَا
بنو صهيونَ ضاحكةٌ علينا
لقد صِرنا على بَعضٍ ضِباعَا
وقطّاعًا طريقَ الناسِ نهبًا
نحاصرُهم ونتركُهم جياعَا
ألاَ بشراكَ يا أقصى فإنّا
نسينا الحقَّ فالممسوسُ باعَا
نقاءُ القلبِ أعيانا فصرنا
مطيتَهم ومزّقنا شراعَا
صراخُ القدسِ لا يُجدي ذئابًا
تغُلُّ المالَ تمنعُنا متاعَا
متى أمِنَ العبادُ يقُم زعيمٌ
بهِم نهبًا ويرمِهِمُ سراعَا
وإن بسذاجةِ الفقراءِ عاشوا
يُقطّعْهُم ويحرمْهم دفاعا
وإن ضاقوا من الأوجاعِ جهرًا
يُعايرْهُم كسبتُ الاقتراعا
بلادٌ ضلَّ ساستُها جميعًا
وصار المترُ عندهمُ بِقاعَا
رمَوها بالصّريمِ غدت جفافًا
نهارًا قيّدوا عنها الشُعاعَا
هي الأوطانُ ذنبٌ في رقابٍ
لِمَن شاءوا العِقالَ والاتّباعَا
بلادي رغمَ ما عانيتِ صبرًا
فشمسُ الفجرِ نرمقُها طِلاعا
قريبًا نطردُ الجبناءَ منها
نواصلُ دربَنا الدربَ المُطاعا
فإمّا صحوةٌ وطِلابُ مجدٍ
أو انقشعوا مِنَ الأرضِ انقشاعا
فلسطينُ الطهورُ تريدُ جيشًا
بساحِ اللهِ يهوى الاندفاعا
بهذا الجيلِ كأسُ النصرِ يحلو
ونرشفُهُ بني وطني تِباعا
أخوكم مصطفى الغلبان.