أيا سعادتي القابعة خلف ستائر الأوجاع ...الجَاثِية على رُكبتيها كثكلى تنّدُب وَحِيدَها، هل لكِ أن تكسري عنكِ أغلالك و تُخرِجي من جيبك المُرقعة ثُقوبه بخيط العناء عصًا تهشِّين بها على كآبة تلبس لهَا مِن جماجم ليلي البهِيم أجمل الأسَاور و ترقص على أنقاض غفوتي أصخب الرعشات، هل لي أن أهزّ بجذعك النحيل ليسّاقط على أيامي الحالكة فرحا نديّا، هل لك أن تبصُمي دون رحمة بأخمُسك على وثيقة اعدام لتعاسة همّها الوحيد أن تكون عشيقة غيورة من الطراز الفاخر و بخمسة نجوم مُرصّع بها صدرُها، هل لكِ أن تُخبريني عن أنباء رسول أحلامي، في أي صحراء قاحلة هو يجرّ خُطًا مُثقلة بالضيَاع بحثا عن رشفة هناء يُطفئ بها شَجَنه، هل لِباسه الرثّ لازال يكسو لحمه الهش الهزيل أم عواء ذئاب الحسرة الشجيّ قد صمّ أذنيه و هشّمت أنيابها عظامه البالية، هل سيطول غيابهُ ..أسألكِ؟، أم تُراه على بُعد طرفة حُزن و ما عليّ سِوى الجلوس أنا...أنا المُوشح بمقامات البُؤس على كُرسي صبرٍ حُفّ بأشواك الأسى من كل جانب؟!.
أيا سعادتي...ألا إن أنجُمي قد فقئت بـمخالب من هلاك و انشقّ قمري المُنكّل جهرا في ساحات الضياع و كُسّحَ جناحاي بِسَوطٍ من عذاب.
أيا سعادتي متى تقُوم ساعتي فلست بأيوب و لا بمحراب يعقوب لي مصلى..!!!