|
في كــلِّ بيـتٍ من بيوتِـــكِ مأتـــمُ |
وصروحُ ظلمٍ في ربوعِكِ تهدمُ |
تأبى المُروءةُ والشهامــةُ أن تَرى |
شرَّ الخلائقِ في دياركِ يحكـــمُ |
يا شامُ إسمُكِ رمزُ عزً في الورى |
من رام ذلَّــكِ لا محالــةَ ينــدمُ |
قد كنتِ مهداً للفخارِ علـى المـدى |
أبداً وشعبـــك بالكرامـــةِ ينعـمُ |
يا شامُ ثوبُكِ قــــد تبــــدَّلَ لونُـــهُ |
قهــــراً.. وأمـرُكِ للعبيـدِ مسلـّمُ |
بشـــارُ يا رمزَ الخيانةِ والـــخَنا |
عبثاً تظــنُّ بأن مثلَـــــك يسلـــمُ |
يا شرَّ من عـــمَّ البلادَ بظلمِـــــهِ |
دهراً..فعهدُكَ مثلُ وجهك مظلـمُ |
جنَّدتَ جنداً بالسلاحِ تدجَّجــــوا |
لقتالِ قـــومٍ ذنبـُــهم أن أسلمــوا |
جيشٌ تمترسَ تاركاً سـاحَ الوغى |
ما ديس طرف أو تطاول مجرمُ |
حتى إذا خرجــوا لشعبٍ أعــزلٍ |
سلّتْ سيوفُكَ والخميسُ عرمرمُ |
خمسونَ عاماً والبــلادُ بــاسرِها |
في ظلِّ قانونِ الطوارئ تُحكمُ |
خمسون عاماً ما تغيَّــرّ حالُــــها |
فالظلمُ ظلمٌ والرويبضُ يجثــمُ |
درعا البطولةِ أطلقتها صرخَـــةً |
الله اكبرُ من طغاةٍ أجرمــــوا |
يا صوت عزٍ في الفضاءِ مدوياً |
فصحا نيامٌ والسكوتُ تكلَّموا |
وحماةُ تشرقُ من جديدٍ شمسُها |
أغلالُ تكسرُ والمواقفُ تحسمُ |
يا حمص يا مهدَ الرجولـةِ والفـدا |
فيها ملاحمُ للبطولةِ تُرســــــمُ |
والشعبُ في طولِ البلادِ وعرضِها |
ريحَ الكرامةِ بالدماءِ تنسَّــموا |
وملوكُ جبرٍ قد تطــاولَ عهــدُهم |
أزِفَ الرحيلُ وكلُ أمرٍ يعظُمُ |
مذ غيّب الإسلامُ عن جنباتِنــــــا |
صارَ البغاثُ بأمـرِنا يتحكِّــــمُ |
يا أمــةَ الإسلامِ لا تتـــــــردّدي |
هبت رياحُكِ والجنــــا يتبســـمُ |
أيـــام عزِّكِ قـد تبسَّــم ثغرُهــــا |
من لم يعجّل بالقطـافِ سينــدمُ |
فمكانُكِ فوقَ السحـابِ بعــــزَّةً |
وكرامــةٍ يحميــكِ ربٌ أعــــظمُ |