مُذِ التَقَيْنَا
والتّوليبُ يَنمو عَلى جَنَباتِ الرّوحِ
لِيُحصِيَ خُطواتِنَا عَلى مَمَرّاتِ الأُلْفَةِ
وَليسكُبَ شَذاهُ
فِي كُلِّ خُطْوَة
.
.
.
مُذْ تَصَافَحْنَا
والأَعشابُ تملأُ راحَتَيَّ
وَتحومُ حَوْلِي العَصَافيرُ
مودِّعَةً مَساءاتِ الصَّمتِ
.
.
.
مُذْ تَدَانَيْنَا
وَأَنْفَاسِي تَنضحُ عِطْرًا
وَتَتَرَاقَصُ جَذَلًا
احْتِفَالًا بِمُعَانَقَةِ أَنْفَاسِكَ
.
.
.
مُذْ هامَسَتني شَفَتاكْ
وَثَغري أصِيصٌ
يَتَّكِئُ عَلَى تُرْبِهما
تَنْمُو فِيهِ لهفَتي رَيَاحِينًا
وابتِسامَتي فُلًّا
وَتَتُوهُ زَنَابِقِي فِيهِ
بَحْثًا عَنْ شَذَاهَا
.
.
.
مُذْ لاحَ لي طَيْفُكَ
وَكُرُومُ الخَوْفِ
تَتَرَنَّحُ فَوْقَ خَاصِرَتِي
يَنْبُتُ في كَفَّيها
عِنَبُ الرَّهْبَةِ
تَتَدَلَّى قُطُوفُهُ
كَالقَدَرِ النَّاعِمِ
وَأَنْتَ
تَعْصِرُهَا نَبِيذًا أَحْمَرًا
فِي كَأْسِ شَغَفِكَ
.
.
.
مُذْ تعانقَ روحَانَا
وَحُقُولُ القَمْحِ
تَنْسَابُ بِمَشاعِ مُخَيِّلَتي
مُعْلِنَةً
مَرْحَلَةَ خِصْبٍ جَدِيدَة
.
.
.
ولَوِ افْتَرَقْنَا
ستصّعّدُ حِمَمُ شوقي إلَيْكَ
منْ براكينِ حُرْقَتي
وسَيُنْشِبُ القلقُ مخالبَهُ بحُلُمي
تارِكًا بَهْجَتي جُثّةً
في نَجيعِ الغِياب
.
.
.