قصة الميلاد
الشّعر يجري في حياتي مثلما تجري دمائي في عروق فؤادي فبه أسطّر ما يجول بخاطري وبه يعبّر في الكتاب مدادي وبه توالي في المديح بدائعي وبه يخاصم نظمُه ويعادي وبه أقيم الحزن أرثي من قضى وبه أسطّر فرحة الأعياد وبه أنال من الحياة منازلا وله تعلق رهبةً أعوادي وبه أردّ الشّرّ عن أهل التَّقى وبه أقضَّ مضاجع الحسّاد فالشّعر ورد للأحبة بلسم هو للعدا سمّ وشوك قتاد والشّعر ساحات الفوارس في الوغى وبه تسابق مهرة الأجياد والشّعر قوس لا تحل حبالُه ونبالُه في الحرب خير عتاد طعن القوافي كالرِّماح وحرّها فاق السّيوف وطعنة الأكباد قد كان شعر الأولين مواعظا تنفي الغليل وشدة الأحقاد والشّعر أشعل بينهم حرب الوغى وأعاد مجد سوالف الأجداد وبطيه تاريخهم قد سطّروا وغدو به من سادة الأسياد ساد الفرزدق في فرائد نظمه بحرا فصيحا عالي الأمجاد وجريرفي سبق القصائد أبلقٌ مثل الأغرّ الأخطل الصّياد والشّعر في الإسلام نال مكانة في هجو أهل عداوة وعناد يرمي به حسّان كلَّ مخالفٍِ فتراه يخلع ثابت الأوتاد ويذبّ عن عرض النّبي محمّد فيطال فوق الكوكب الوقاد فالشّعر بيتي والقصائد موطني وبه القوافي راحتي ووسادي وبه أسطّر للأحبة صورةً وأحفّهم في لحظة الميعاد وإذا نظمت من القوافي موطنا فبه أخطّ عواصمي وبلادي وهو الأنيس بوحدتي وأخاله في رحلتي زادا من الأزواد هو مشعل النيران في أهل الهوى والشعر قلب في الغرام رمادي والشّعر آنس في الغياهب إخوتي من قارئٍ أو ناظمٍ أو شادِ والشّعر حدّث في الغياب أحبتي عن لوعتي في بعدهم وودادي فإذا سألت الشعر عني قالها أنّ القصائد قصةُ الميلاد
( ولدت يوم ولد البيت الأول)