|
بكم يا حماة الدار أبقى أُفاخرُ |
وان أدبرت دنيا وعزَّ مناصرُ |
بكم ياحماة الدار تُبعثُ أُمةٌ |
وتُزهرُ آمالٌ وتحيا مآثرُ |
وتنبع من صم الصخور جداولٌ |
تطيبُ بها أرضٌ وتصفو سرائرُ |
بكم يعتلي ضوءُ النهارِ ظلامَها |
وتهنأُ أجفانٌ وتغفو نواظرُ |
بكم يبتدي الصوت الذي ليس ينتهي |
وتسعى الى لقياه غُرٌ ضوامرُ |
تُلاقي المنايا في جموحٍ يقودها |
وتجذبها للعز بيضٌ بواترُ |
تعتًّقً فيها الصوت مذ سار ركبها |
وأندت نواصيها أكُفٌ طواهرُ |
سلكتم طريقاً ما تزال عيونه |
بكلِّ عَمايات السنين تُحاصرُ |
سلكتم طريقاً ما ارتضيتم بغيره |
وما عاقكم عمَّا ترومون غادرُ |
وما راعكم ليلٌ بغيضٌ تشبَّثت |
بأذياله مسخُ النفوسٍ صواغرُ |
حفظتم عهوداً بالمروآت خُضِّبت |
بها يحتفي ماضٍ عريقٌ وحاضرُ |
بنيتم نفوساً عالياتٍ تعطَّشت |
الى كلِّ نورٍ تومئون تسافرُ |
وتحقبُ أرواحاً ودمعاً وفرحةً |
الى الله بالقلبِ الرطيبِ تهاجرُ |
تلقَّفكم قلبي وأنتم بروجهُ |
وسارت بكم روحي وفيكم تحاذرُ |
تحزُّ بقلبي أمنياتٌ تسابقت |
وتوقد فيَّ الحزن وهي تغادرُ |
سلامٌ لكم مني يظلُّ بريقهُ |
بعينيَّ في عمق الظلام يجاهرُ |
ويرسمُ بالحرفِ الولود ملاحمًا |
يتيه بها فكرٌ ويولَعُ شاعرُ |
ويَغبطُ أهلَ الله ما دام ذاكرًا |
وما دام في العلياء يصدحُ طائرُ |