يا قدس جئتك والحياة مريرة
والدار تبكي والفراق طــويلُ
قدساه كيف اخط عشقي أحرفا
والقرب يهجرني فكيف أقول
قد طالما حدثت عنك وعن بيو
ت عتّقت فيها الزمان نزيل
أشتاق أن أحيا بعينك طرفة
ويضمني تحت الجفون ظليل
ولقد تداعت في الفؤاد نوائب
أرخت علي الحزن فهو يصول
كمداد بحر هاجرت شطآنه
وبه ضجيج الصمت راح يجول
ما بال قلبي إن ذكرت له صبا
وتألقت فيه الجراح تسيل
لكنني لأحس دفء شجيها
يجتاح قلبي للفراق مقيل
مهما قسوت أيا زمان على الفؤا
د فإنني للنائبات حمول
أمل بان ألقاك يبقى نبضه
في مهجتي والعزم في أصيل
يا قدس إنّ الفجر يولد من
سواد الليل يقتلع الظلام يزيل
علمتني أن الجهاد شريعة
لا يبتغيها خائن وذليل
المجد تصنعه الرجال تخطه
بدم ستزهر في رباه حقول
تبقين في بحر الزمان منارة
للعابرين إلى الخلود سبيل
يا قدس إن طال الفراق سنلتقي
نأتي إليك وفي القلوب صهيل
ونعيدها خفاقة راياتنا
فوق الربوع وللجراح رحيل
نرجو المداد من الإله بجنده
كمداد بدر إذ أتى جبريل
ونتبر الأوثان نقتلع العدى
والنصر منك إلهنا مأمول ُ