كـُـــــــــفءُ الـــــــطــــــيــــــن !
شعر/ جبر البعداني
يا قارئ الـكفّ مـاذا يـصنع الـمرْءُ
وفـي الـنهاية يـلقى نـفسَهُ الـبدْءُ ؟!
ولـعـنـة الــحـظّ مـــا زالــت تـلاحـقهُ
مـذ أوّل الـنّشءِ حـتّى يُـعدم الـنّشْءُ
مــازال يـحـمل عـبء الـدهر مـنتقماً
مـــن الـخـطيئة حـتّـى هــدّه الـعـبْءُ
وعـــاد مــن كـلّـه الـمـنسيّ مـحـتملاً
في ضيقة الجزء ما لا يحمل الجزْءُ
يـفرّ مـن قـبضة الـصلصال محتمياً
بـهـيـبة الـطـين ؛ إذ لـلـطين لا كـفْـءُ
يـخـبّئُ الـسـرّ عــن عـيـن الـرؤى ولـه
من حكمة الشعر ما لا يُدرك الخبْءُ
يــصــيـر الـــمــاء أغــنـيـةً ويـسـكـبـهُ
لـحـنـاً تــسـرّب مـــن أنـغـامـهِ دفْءُ
ويــقـرأ الـصـخـب الـكـونيّ فـلـسفةً
مــن الـسكون ومـلء الـضجّة الـهدْءُ
حـدّ امـتلاء الفراغ / الحزنُ يسكنهُ
ويـسـتـعـير فــراغــاً مـــا لـــهُ مـــلْءُ
يـمـضـي وتـفّـاحـةٌ أخـــرى تــراودهُ
عــن نـفـسهِ ؛ وتُـقـى شـيطانهِ هـزْءُ
"لا تـنسَ" آدمـه الـطّينيّ صـاح بـهِ
إنّ الـخـطـيـئة فــــي أصـلابـنـا رزْءُ
فـأفـرغ الـقـدح الـمـشؤوم فــي فـمهِ
وغــاب عـن وعـيه الإنـسان والـنسْءُ