سرت إلى القوم والماء المالح ينمو في فمي ، قلت : سوف يتضح الأمر وينكشف السر ..
سرت سير النائم ونفسي تحدثـني بالأسوء ، كلماتي ترتجف من لهفة السؤال .. في الواقع اشتريت ساعة العسر بنفسي .. حاولت استرجاع ابتسامة الأمس فأبت .. غمست أملي في الضباب ، فتعقبت دموعي كأني أدافع الردى في عناد .
توسطت القوم ، صمت رهيب يخيم على ألسنتهم ، نظراتهم تخرق جسدي ، تفتش ملابسي ، أفواههم فرغت .. همهموا ، وشوشوا .. سكتوا ..
قلت : من يحبني يقف ، ومن يكرهني يقعد ..
انتظرت وانتظرت .. !
تململت الخلائق البشرية ، فتأكدت أنهم يحملون بين جلودهم وملابسهم شماتة .. أغمضت عيني .. دقائق مرت ، فتحت عينأ واحدة ، لم أجد أحداً .. فكان مني أن تمرغت في التراب ، ولطخت جسمي كله بالطين اللزج ، فبقيت مجهولا إلى الأبد أكتب الريح بفمي ..