|
أُفٍّ هيا ليتَ التأففَ ينفعُ |
وأريحُ قلباً في الهوى لا يقنعُ |
في كوكبِ العشاقِ ليسَ كمثلِه |
وفتاتُه في عشقِه تتمتَّعُ |
إن أقبلت يلثمْ بلاطَ مجيئِها |
أو أدبرت فوراءَها يتتبعُ |
ما لي أراها إن فزعتُ تبسمتْ |
وتقولُ عيناها أمني تفزعُ ؟ |
وآخيبتاهُ تهشمتْ أحلامُنا |
وتطايرتْ إنَّ الفراقَ مروعُ |
الصدرُ كهفٌ والوحوشُ محيطةٌ |
والريحُ تعصفُ والسحابُ مقنعُ |
ما دامَ أنَّ من المحالِ وصالَنا |
فعلى الأقلِ لنا عيونٌ تدمعُ |
يا عينُ هيهٍ بالدموعِ لطالما |
ذهبَ الفؤادُ مع الفؤادِ وودعوا |
ذهبوا ذهابَ محاسني بمساوئي |
قد آلتِ الأقدارُ ألا يرجعوا |
أقسمتُ أنْ جُرعتُ كلَّ مصيبةٍ |
فلعلها يومَ التغابنِ تشفعُ |
كم قد وجدتُ من البلاءِ مواجعاً |
وترقبُ البلوى أشدُ وأوجعُ |
إني لأنتظرُ العذابَ مجدداً |
والحالُ من شؤمِ الأنامِ تُقطَّعُ |
تلك المقابرُ كم نبشتُ قبورَها |
إني بسكناها لحقاً أطمعُ |
ما لي وللدنيا وإن دُفعَ البلا |
أفٍ ويا ليت التأفف ينفعُ |