نَزْفُ الكَلِماتِ
---------------
تَثاقَلَتْ أُمْسِياتي
وَهِيَ راحِلَةً مُتَوَشِّحَةً
سَوادَ الأَحْزانِ
فَجْري اليَوْمَ مَكْلومٌ
دَمْعُهُ فاضَ يَزْفُرُ آهاتٍ
يُداريها طَيَّ الكِتْمانِ
بُزوغُ الفَجْرِ
يُلَمْلِمُ أَطْرافَ العَتَماتِ
يَسْتَقْبِلُ يَوْمَهُ بِنَزْفِ العَبَراتِ
وَالنَّدى يُبَلِّلُ خَدَّ الأُقْحُوانِ
يَبْكي عَلى أَوْتارِ الأَسى
وَأَنا أُبَلِّلُ وِسادَتي
دَمْعَ الهَذَيانِ
صَحْوَتي نَوْعٌ مِنْ الإِدْمانِ
وَوُجْداني غَريقٌ
يَتَخَبَّطُ إِحْساسي
يَغوصُ في لُجَجِ الزَّفَراتِ
يَئِنُّ صَوْتُ الحَنينِ
ما زالَتْ تَهْجوهُ
تَراتيلُ السُّهادِ
أَسْتَرِقُ مِنْ خَيالي
تَفاصيلَ الذِّكْرَياتِ
قَبْلَ هَجْرِكَ وَالبِعادِ
أُرَدِّدُ أَشْعاري الـمَكْلومَةَ
حُروفًا بِها تَناثَرَتْ الأَماني
تَحِنُّ لِهَمْسِكَ... لِاسْمِكَ...
لِرَسْمِ قُرْبِكَ في أَحْضانِ القُبُلاتِ
كَمْ نَثَرْتُ الهَوى بَيْنَ الجُفونِ
يَوْمَ تاهَ حُلُمي بَيْنَ يَقْظَةِ القَلْبِ
وَهَواجِسِ الظُّنونِ..
حَدَّثْتُكَ عَنْ الآمالِ
فَحَدَّثْتَني عَنْ فِراقٍ
أَسْكَنْتَهُ قَسْوَةَ الشُّجونِ
ناجَيْتُكَ بِالنَّزْفِ..
بِالآهاتِ.. بِالزَّفَراتِ
وَبِدُموعٍ سَكَنَتْ حُزْنَ العُيونِ