أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التلطف الممنوع

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : lebanon
    العمر : 40
    المشاركات : 150
    المواضيع : 20
    الردود : 150
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي التلطف الممنوع

    التلطف الممنوع





    "لقد أصبح كثير من الناس يتصورون أن الحكمة والموعظة الحسنة تعني التربيت على أخطاء الناس وانحرافاتهم، وعدم مواجهتهم بهـا خشية أن ينفروا من الدعوة ولا يستجيبوا لها!


    فمن أين جـاءوا بهذا الفهم لهذا التوجيه الرباني الكريم؟! هل هناك من هو أكثر فهماً لهذا التوجيه الكريم من الرسل الذين وجه القول إليهم؟

    فكيف فهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر المنزل إليه من ربه أن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة؟ وكيف فهم موسى وهارون عليهما السلام توجيه الله لهما أن يقولا لفرعون قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى؟

    فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صدع بما أُمِرَ فقالت عنه قريش: لقد عاب آلهتنا وسفه أحلامنا، وكفر آباءنا وأجدادنا!!

    وأما موسى وهارون عليهما السلام فقد بدآ بأن قالا: السلام على من اتبع الهدى، ولم يقولا لفرعون: السلام عليك! وفي ذلك إشارة ملحوظة إلى أن فرعون غير متبع للهدى،

    ثم ثنيا بأن قالا: (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى)، وفي ذلك تهديد واضح لفرعون وقومه بالعذاب الذي ينتظرهم إن هم كذبوهما، وتولوا عن الحق الذي يعرضانه عليهم.

    وكان هذا هو القول اللين الذي أُمِرَا بتوجيهه إلى فرعون. إن التلطف واجب ولكنه التلطف في إظهار الحق، وليس التلطف في إخفاء الحق.

    فهذا الأخـير هـو الذي قـال عـنه تعالى لنبيـه صلى الله عليه وسلم (ودوا لو تدهن فيدهنون)..

    إن المجاملة في المعاملة، والتواري عن إنكار المنكرات بحجة الملاطفة واستمالة القلوب ليست منهجاً دعوياً صحيحاً، ولعلي أقول إن مما يعيب هذا المنهج الخاطئ على خطئه الشرعي أنه يورث في الداعية وهناً وعجزاً، واحتقاراً من لدن من كانت تداهنهم وتدعي مجاملتهم..

    وللمرء في إنكاره للمنكر أحواله الثلاثة المعروفة في الحديث الصحيح: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
    فتركه لما دونه عجزاً وتهاوناً؛ فقد داهن ولم يرد لغيره الخير الذي أوجب الله عز وجل على المسلمين السعي به، ولم يناصح فنقص دينه وقل إيمانه، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة"..

    ومن الخلط الخاطئ ما قد يبدر من بعضهم فينكر المنكر بغلظة وجفوة تخلو من حسن الأدب والاستمالة التي تلين القلب وتكسبه التقبل والتسليم، ظاناً بذلك أنه يسلك مسلك الأجر العظيم والكامل، وما علم أن ذلك مخالف لمنهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الأعرابي الذي بال في المسجد، فهمّ به الصحابة لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم لحكمته وحسن تعامله أمهله، حتى إذا فرغ دعاه فأخبره بما يكون من حرمة المسجد وأهميته،

    ومرد ذلك يرجع إلى تصحيح فهم قد لا يكون واضحاً لدى البعض، وهو ـ أي الفهم ـ والج في باب الحكمة وحسن التعامل، فإذا كان المرء يقدر على إزالة المنكر بيده ولسانه، وكان اللسان المتلطف بحسن الكلام أكثر قبولاً لدى السامع من أن يعمد المرء بيده فيعتبر السامع نفسه مهاناً أو مستباح الكرامة، فاللسان هنا أجدى وأجدر في تحقيق المبتغى وبلوغ الغاية،

    والمتأمل في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد مثل ذلك كثير لا يكاد يحصى.. فخلقه مع الأعراب الذين كان يقدر على البطش بهم لما يرتكبونه من الأخطاء وسوء التعامل معه وثم هو يرفق بهم ويعاملهم بالتي هي أحسن، كل ذلك دليل على هذا المنهج وحسنه وكماله..

    إن كثيراً مما ورد آنفاً لمما يعلمه كثير من الناس، وليس يخفى على الحكيم ذا الرأي السديد، لكن المرء ربما تعتريه أحوال من النفس تغري غرائز الجهل، كالغضب وشديد الحزن؛ تنسيه مثل هذه الأمور الضرورية والأساسية.. فينساق خلف جموح نفسه ويستطرد فيه حتى يفسد كثيراً مما كان يبغي إصلاحه.. ولسنا نعيد هنا حديثنا الآنف، بل نذكر المسلم بتقوى الله عز وجل ونذكره الخوف من ذهاب الأجر إذا كان دافع المرء للإنكار والتغيير هو الانتقام لنفسه بعد أن كان لله.. ومثل هذا مدخل يلج إلى باب الرياء لا بد للمسلم التقي أن يحذره ويحاذره.

    ........................

    منقول بتصرف


  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    إن المجاملة في المعاملة، والتواري عن إنكار المنكرات بحجة الملاطفة واستمالة القلوب ليست منهجاً دعوياً صحيحاً، ولعلي أقول إن مما يعيب هذا المنهج الخاطئ على خطئه الشرعي أنه يورث في الداعية وهناً وعجزاً، واحتقاراً من لدن من كانت تداهنهم وتدعي مجاملتهم..
    نجامل في حقوقنا هو حقنا
    ولكن لا نجامل في حقوق الله

المواضيع المتشابهه

  1. الإسم الممنوع من الصرف و الصفة الممنوعة من الصرف
    بواسطة أنس الحجّار في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 02-02-2014, 06:47 PM
  2. برضون يا بيه ( فى الممنوع )
    بواسطة اسلام محروس في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 19-02-2009, 05:50 AM
  3. الحب الممنوع
    بواسطة حاتم خفاجى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 09-03-2006, 09:29 PM
  4. الممنوع من الصرف .. درس في النحو
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 20-12-2005, 08:36 PM