الأديب المبدع الأستاذ عمر الحجار :
أخي الفاضل
تعلمنا أنه لكلِ مقامٍ مقال وقد كان مقام هذا المقال العاقل الرشيد في ذلك الوقت الذي قد مضى، وقت أن كان الجميع يتكلم بحرية ويتظاهر بما تخطى حدود الحرية، وقت أن كان جميع قيادات الأحزاب وكوادرهم الفاعلة موجودين على الساحة ممثلين عن أتباعهم. تحدثني أن أبحث عن آمال الآخرين وقد بدا لي أن غاية آمالهم الخلاص مني إلى الأبد وهذا غاية ما يؤلمني.
تلومني عندما اتحدث عن ألمي، أنا لم أقل شيئاً بعد! آلامي أعجز عن وصفها، وأود لو أن أصرخ لولا إيماني و بقيةً من عقل.
نبحث عن المشترك! أخي إن وجدت مشتركاً بين الشرق والغرب أخبرني عنه وإن وجدتَ مشتركاً بين الحق والباطل دُلني عليه . كنت أظن أننا شركاء الوطن ولكن يبدو أن ساحات الحرية صارت لهم وسجون الوطن ومقابره هي نصيبي من هذه الشراكة . لم أعد أرى سوى الإنسانية مشتركاً وحيداً بيننا، و حتى هذه بدأت أشُكُ فيها !
" اذهبوا فأنتم الطلقاء" صدقت يا سيدي يا رسول الله، يا رحمةً مهداة لكل العالمين. دعني أخي أذكرك بما تعلم أنه صلى الله عليه وسلم قالها يوم فتح مكة، يوم أن ذهب النبي إليها غازياً بعد نقض مشركي مكة معاهدة صلح الحديبية. كان النبي صلى الله عليه وسلم في موقف المنتصر القادر على العقاب والقادر على العفو، فمن الأولى بهذه النصيحة اليوم؟! ومع ذلك دعني أذكرك أيضاً بأن العفو لم يكن مطلقاً بل أن النبي صلي الله عليه وسلم اهدر دم جماعة من أهل مكة وقال اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة لما كان منهم من عداءٍ شديدٍ للنبي ودعوته الخالدة ، وقد عفا عن كثيرٍ منهم وقُتلَ منهم أربعةٌ فقط.
اذهبوا فأنتم الطلقاء لست أنا من يملكها الآن ويوم أن أملكها أعدكَ أن أقولها اقتداءاً بسيدي و قائدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"العقل يجب أن يكون سيدُ الموقف" هذه حقيقة والعقلُ هنا يقتضي كبح جماحِ عواطف الحزن والغضب والرغبة في الانتقام وليس معناه الرضى بالظلم والقتل والذلِ والإهانه . العقل بهذا المعني ألتزمُ به إلى الآن فانظر أخي لمن لا يلتزم ووجه له هذا الكلام.
بالمناسبة، أنا أتحدث عن نفسي وفقط فأنا خارج مصر منذ زمنٍ ليس بالقليل ولكنني أتابعُ كلَ الأطراف باهتمامٍ ووعي وليس لي أي انتماءٍ إلا لديني ووطني والذَيْن أفديهما بروحي ودمي .
خالص احترامي وتقديري