دولة النثر

أتريدون المزيد يا أهل النثر أم أن سهامنا قد أدمت كلماتكم
فجلستم تندبون حظكم و تبكون على ماض ليس بالتليد
سيجعلكم الشعر تنسون أي شيء يمت للنثر بصلة
حتى أنكم ستجلسون على أنقاضه
تبكون من ذكرى حبيبكم الفقيد
و لسان حالكم يقول :

قفا نبكِ من ذكرى مقالٍ و قصةٍ و خاطرةٍ ألقى بها الشعر من علِ فليسَ لنا إن يشهر الشعر سيفه علينا سوى التسليم أو عض أنملِ فإن القريض العذب إن خاطب الحجا أقمنا لهُ صرحاً و قلنا له اعتلِ و ما نثرنا إلا كما الكير ريحهُ و ما الشعر إلا من أريجِ القرنفلِ و في عبقرٍ للشعر وادٍ يزورهُ فُحولٌ فيمتاحون من عذبِ منهلِ صنعنا من الأشعار تاجاً يَزِيننا نباهي بهِ في كل عصرٍ و منزلِ و عقدٍ على جيد الحسان كلؤلؤٍ غزلتُ من الشعر الجميل بمغزلي و سهمٍ من الأشعارِ صوبتُ في الوغى كنارٍ على الأعداء تغلي كمرجلِ فماذا تراكم فاعلين بنثركم سوى سكب حبرٍ في جنوبٍ و شمألِ أيا سادة النثر امتطوا ظهر خيلكم و فِرّوا و إلا ذقتمو مُرَّ حنظلِ فإن انتصاري موشكٌ بل مؤكدٌ " بمنجردٍ قيد الأوابدِ هيكلِ "

أحبائي قادة الشعر
اسمحوا لي أن أعترف أن طعنة الدكتور سلطان كانت موجعة على جمال ما كتبه
و لذلك كان يجب أن يكون ردي موجعا أيضا

هيا .. شدوا العزم
فلا زالت الحرب في بدايتها و الخصم عنيد
كما و لا يسعني إلا أن أرحب بخصم عنيد آخر ألا وهو كاتبتنا المبدعة الأخت كلمات و أحذركم من روعة ما تكتبه و ارجو ألا يؤثر ذلك سلبا على نفسياتكم .

و إلى اختنا قائد كتيبة الإمداد و التموين يسرى أقول أن طلبك بإعفائك من مهمتك
مرفوض مرفوض مرفوووووووووووووووووض ..... يا ولدي


و أخيرا تقبلوا جميعا خالص الود

محبكم د. جمال مرسي

	بسم الله الرحمن الرحيم معاشر الشعراء سلام من الله عليكم و رحمة منه و بركاته أما قبل أما قبل ، فلسابق ود بيننا ، و أما قبل فلقديم عهد معنا ، و أما قبل فلميراث ورثناه كابرا عن كابر منذ علّم الله آدم الأسماء كلها . تحية لكم ، من سلاف الوداد ، يحملها ماء الصباح على وريقات الورود ليعبق أرجها الواحة الغناء . أرباب الأوزان و القوافي كنا تعاهدنا أخوانا على الصفاء ، و كتبنا بيننا ميثاقا لا تأكله ديدان الأرض ، و جمعنا كل قطرات المطر في وعاء و احد قبل أن تستقر في السهل أو أعلى رأس الجبل . هي العربية ، و قد غدونا فيها شركاء , فإذا بالطن و الرن و الرجع و الصلصل يقفز عاليا ، و يطأ بيد و قدم النشر الذي خيم رسالة و مقالة و قصة و مقامة .... . أحفاد الخليل لو يعلم جدكم أي و ادٍ فيه تهيمون ، و أي بحر فيه تغرقون ! كأني أراه في رواحه و غدوه بين دكاكين النحاسين يصغي لطرقاتهم أوعيتهم فيطرب لها و بها ، و ما يلبث أن يغني الأشعار بلحنها . و لا يفارق حتى يحفظ لكم ميراث طربه مكتوبا نثرا لا شعرا ! فأي شمس أسطع في هذا من شمس خليلكم ، و أي نجم في سماء المجد عندكم من جدكم ! أصحاب البحور ما عرفنا الفضل إلا للنثر ، و لا ضير عليكم إن اعترفتم بالفضل للفضل ، هو أشرف عاقبة لكم . و السلام عليكم

	ويكفينا سموا ورفعة أن سيدنا ورائدنا ومعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في النثر، وقد قال عنه الله تعالى:{وما علمناه الشعر وما ينبغي له}.. فمن رائدكم وقدوتكم؟؟؟

لله درك أستاذنا
تلك هي الضربة القاصمة التي لا يملكون لها صداً و لا رداً
نعم ؛ هو صلى الله عليه وسلم حبيبنا وسيدنا ومعلمنا وقدوتنا ورائداً
فهل للشعراء بمثله قدوة وقائد ؟؟!!

ارمهم أميرنا و دك حصونهم ؛ فداك أقلامنا

وكل التحية لقائدة عمليات جيوش النثر ؛ حرة
فقد أصابتهم فأوجعتهم

لي عودة فرسان الشعر فانتظروني

	بسم الله الرحمن الرحيم لم تعرف الفنون والآداب الإنسانية ؛ خاصة في حضارتنا العربية ؛ أدباً أو فنا يفوق فنون النثر ثراءً وبياناً وجمالاً وقدرة على مسامرة الوجدان وملاطفة الأفهام ؛ ذاك أن النثر يوشك أن يكون الأوحد ؛ بين الفنون ؛ الجامع للقيمتين ؛ الجمالية والتعبيرية ؛ وهو الأكثر طواعية على استحضار روح البيان والعبور إلى الإدراك في غير تكلف أو تعسف أو إغراب أو إبهام . ولم يعرف الأدب العربي جنساً أدبياً أكثر التصاقاً بهوية الإنسان وواقعه ومعيشه ؛ وأوقع أثراً في النفوس والأسماع ؛ من أدب الأمثال . ذاك أن المثل قول بليغ موجز خالي من الإعجام أو التعقيد أو الإسهاب ؛ باطنه عصارة الحكمة ؛ وظاهره خلاصة البلاغة ، يأسر ذهن السامع بطلاوة روايته وطرافة عبارته وابتكار فكرته وإحكام معانيه ، ويفضي إلى عقله فيصور المعنى ويوضح المبهم ويقوي الإدراك . فلا عجب أن شاعت الأمثال وذاعت وتناقلتها الألسن عبر العصور ، ولاعجب أن أصبحت مرجعاً ومرشداً لكل ناظر أو باحث في أحوال المجتمعات وثقافتها وقيمها وعناصرها وعاداتها وتقاليدها ، وماذاك إلا لكونها خلاصة التجارب والخبرات الإنسانية في كل عصر . ولما كانت الأمثال راسخة الأصالة في أدبنا العربي ؛ يغترف منها كل أديب و بليغ ؛ فقد عرج فرسان النثر في عصرنا الحديث على الموروث الأصيل من أمثال العرب ؛ يغوصون في أعماقه ، وينقبون في أوراقه ؛ ليستخرجوا نفائس درره ، ويتعهدونها بالتنقيح والتزيين بما يتلائم و معطيات العصر ومفرداته ، فما كان مضرب مثل العرب في القوة ربما أوهنه الدهر ، وما كان مضربها في الحكمة ربما أخنت عليه الأيام ، فالمقاييس تتبدل ، والأحوال تتغير . فكان من أمثالهم في العصر الحديث: ( النثر يقطع الشعر )1 أي أن تمكنك من النثر وفصاحة لسانه وبيان منطقه وجزالة خطابه ودقة معانيه ؛ يمنع خصمك من مهاجمتك شعراً لأن نثرك أعجزه وألجمه . فهذا المثل يضرب في الحث على مبادرة الخصم بما هو الفضل لتفويت الفرصة عليه . ( اختلط النثر بالشعر )2 والمقصود اختلط الجيد بالردئ ، والصحيح بالسقيم ، والواضح البين بالمبهم الغامض . ويضرب هذا المثل عندما تموج الفوضى وتختلط الأمور . ( يجوع الحر و لا ينظم الشعر )3 ومعناه أن الأديب الأريب الواثق من قلمه المتمكن من حروفه ؛ لاتضطره الظروف ولا يجبره تبدل الأحوال على كتابة الشعر حتى وإن انقطعت أسباب إبداعه ، بل يلزم نفسه الصبر صوناً لقلمه عن ارتياد دروب الشعر التي أمست مضطربة المعاني مرتبكة النظم . فهذا المثل يضرب في الحر يسمو بنفسه . ( طمعوا أن ينالوه ، فأصابوا شعرا ونظما )4 يضرب هذا المثل في من خاب مسعاه , وانقلب طمعه عليه وغرته الأوهام والأماني . كمثل من يطمع في بلوغ غاية الأدب ومنتهى البيان ، فلا يجني إلا شعراً غامضاً مبهماً ثقيلاً على الأسماع والأفهام . ( خبأة نثر خير من يفعة شعر )5 الخبأ هي الستر أو المرأة تلازم بيتها ، واليفع هو التل ويراد به : الفتي . ومعنى المثل أن عبارات نثرية لطيفة فصيحة محكمة ؛ مخبأة في الأدراج ؛ خيرٌ من قصائد شعر ركيكة معجمة مبهمة ينبو عنها السامع فلا يفهمها ولا يذوقها . ( تجرع المر و لا تسمع الشعر )6 أي مهما لحق بك من عناء أو مشقة أونصب ؛ أهون مما قد تعانيه من سماع ما تفشى من تكلف الشعر وركاكته وسخافته وبشاعته . ( رجع ببيتي شعر )7 يضرب هذا المثل عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة . ( بيت من قصيد خيرٌ من قعود )8 و معنى المثل أن ممارسة الأدب ولو قليله وأدناه مرتبة ؛ خيرٌ من الانصراف عنه كلياً . ويضرب في الرضا والقناعة بالشيئ القليل وعدم تركه أو العزوف عنه انتظارً لما هو أجلّ . ( حسبك من شعرٍ سماعه )9 أي يكفيك شراً وأذى أن تسمع الشعر ، وإن لم تنظمه أو تنسب إليه . ويقال في الفصاحة : ( أفصح من ناثر ) و( أعجم من شاعر ) فالأول يضرب في من طُبع على البيان وجزالة الألفاظ ومحكم العبارات وفخامة الأساليب ومبتكر الصور ، يملك القلوب ويسترق الأفهام ، فيقال في بيان فصاحته إنه أفصح من ناثر . فإذا كان في كلامه عُجمة ؛ بادئ التكلف ؛ مختل المعاني ؛ مُستهجَن الألفاظ ؛ مشوش الصور ، فيقال إنه أعجم من شاعر . ومن أمثالهم أيضاً : ( إذا تم النثر نقص الشعر )10 ( آفة العصر الشعر )11 ( العز في نواصي النثر )12 ( إذا حضر النثر ؛ بطل الشعر )13 ويقال : ( أوهى من شاعر ) و ( أوهن من بيت شعر ) وهكذا ؛ ما برح فرسان النثر يكُدون أقلامهم في إحياء الأصيل من أمثالنا العربية ؛ يعيدون نسجها بما يقتضيه واقع الحال . وهكذا ؛ أمسىالشعر مضرب المثل في الوهن والإبهام والغموض. --------------------------- 1- الإحسان يقَطَع اللِسان 2- اختلط الحابل بالنابل 3- تجوع الحُرة ولا تأكل بثدَييْها 4- طمعوا أن ينالوه فأصابوا سلعاً وقاراً 5- خبأة خير من يفعة سوء 6- تجرع السم ولا تحمل الهم 7- رجع بخفي حنين 8- زوج من عود خير من قُعود 9- حسبك من شرٍ سماعه 10- إذا تم العقل نقص الكلام 11- آفة العِلْم النسيان 12- العز في نواصي الخيل 13- إذا حضر الماء بطل التيمم

الحرة الرائعة .. أوجزت فأبنت ، واستجمعت في أعطاف كلماتك حديقة غناء لا يحق للشعراء دخولها .. إنها للناثرين وحدهم ..
الحبيب إسلام شمس الدين .. كنت أعتقد دائما أن أسمى المشاعر رسمها في خيالي عظماء الناثرين ، ولكن أنقاها تلك التي رسمها قلمك ..
والآن يا أحبتي شعراء الواحة الكبار ..سأترك لكم فرسان النثر يدكون مواقعكم ، وأعتذر عن المشاركة لثلاثة أيام سأمضيها في حرب من نوع آخر ، وأقصد بها حرب التصحيح الممل لامتحانات الجامعة ..ولن أخشى على مملكة النثر ففيها فرسان يعرفون من أين تؤكل الكتف..
سأتابعكم أحبتي ، وسأكون سعيدا بشعركم ونثركم..
ولكم مني خالص الود والتقدير

مستشارنا الفاضل

رعاك الله ، و نصرت في كل حروبك .

سنقف صفا واحدا كما عهدتنا ، و لن نخذلك كما علمتنا ، و للنثر و أهل سنكون الحماة كما وعظتنا .

ننتظر العودة المحمودة بحول الله .

أستاذنا و محاربنا " إسلام شمس الدين "

هذا هو النثر بحق ، فاضرب ذات اليمين و ذات الشمال ، حتى لا يعلموا في أي أرض يكتبون ، أو على أي أحيدب ينظمون .
قادنا الكبير غائب فكن متأهبا متيقظا كما أنت دوما .

بوركت من ناثر و بورك القلم الذي تملك .

تحية رائعة طيبة الى القائد الفذ استاذنا د.جمال بهذه الهجمة الضاربة في عمق العدو ... بعد هجمة القائد العام استاذنا سمير التي كانت موجعة لاريب و قوية ..و بعد ضربات الرائع عبد اللطيف بهجمات متنوعة سريعة و ثقيلة ..

هاهي ضربة موجعة اخرى من قائدنا جمال .. لله درّك ..

و برغم الردّ القويّ من قيادتهم الاستاذة حرة و الاستاذ شمس الدين .. لكن يبدو أنها ردة فعل من توالي الضربات

و إنّني أوجه نداءا للأبطال في ساحة الشعر و الشعراء أن يوجهوا أقسى الضربات في فترة غياب أحد أقوى أعمدة العدو استاذنا د.الحريري .. و الحرب خدعة .. فلربما يعود فيجدهاا خاوية على عروشها ..أو مصابة في العمق .. لكن ذلك بتكثيف الهجوم و الضربات على نفس ..

*********
تحية الى الأحبة جميعا نقية طيبة

البارحة بدأنا هجمة و قلنا :

على هممِ الحروف لقد ركبنا فكان الشعرُ مركبُنا المُمنّى أتيتُ اليومَ مصقولَ المعاني أذرُّ من القوافي ما يُغنّى رأيتُ الشعرَ موزونَ المباني لهُ الأفهامُ من حسنِ تُدنّى بيانٌ و البديعُ كما الأغاني تتوقُ لها أضالعنا وتَهنا و أرسالٌ من الحِكمِ استمالتْ عقولَ النّاسِ كالشهدِ المُجنّى هو الشّعرُ إذا ما رُمتَ سحراً هو الإبداعُ إنْ ما رُمتَ فنّا هو الأشواقُ للحبِّ استجابتْ ففاضتْ في ترانيمٍ تُغنّى هو الأشداقُ في وطنٍ فيبدي مساوءَهُ وفي الإحسانِ أثنى ينيرُ الدّربَ أحلاماً عظاماً و يحيي الرّوحَ أفكاراً و حُسْنا

و نضيف :

ينيرُ الدّربَ أحلاماً عظاماً و يحيي الرّوحَ أفكاراً و حُسْنا يغورُ بجوفِ أضلاعٍ فيذكي منابعها على الإقبالِ يُمنا يحثُ على النّهوضِ نفوسَ قومٍ و يدعو كي يقامَ الحقُّ معنى أثيرٌ كالأثيرِ لهُ انسكابٌ يفوقُ شذى الزهور إلى المُكنّى غديرٌ في ترقرقهِ خريرٌ تهيمُ بهِ القلوبُ و قلْ ستفنى ظريفٌ في تودّدهِ كريمٌ أرقُّ القولِ من ناداهُ حنّا جزورٌ في توعدّهِ رُعودٌ يصيبُ الهولُ أعداهُ فتُثنى هَطولٌ بالمعاني ماجداتٍ طوى الأمثالَ في حسنٍ و كنّى و ساحَ بذا الجمالِ على اتساعٍ فصاغَ الحرفَ أفلاكا و سُفْنا

و ربما عدنا اليها لاتمامها .. ... و لا تأمنوا الهجمات المباغتة

تحياتي و ودي

أحسنت أخي الحبيب شاعر
و هكذا يدافع الليث الهزبر عن عرينه
مؤكد أنك ستكملها فننحن في انتظارك
و لي عودة إن شاء الله
قائد الجند
د. جمال

أيها الناثرون ‏
سلام من الله عليكم
لا تثريب عليكم اليوم فقد صلتم صولةً انجلى منها غبار الأدب فتجلَّت ‏الكلمات في أذهان الحاضرين تذهب بألبابهم إلى مذهب الحقِّ , لقد ضيقتم ‏عليهم السبلَ حَتَّى اعترفوا بوهنهم غيرَ أنَّهم يزعمون النصرَ , يا لزعمهم فإلى ‏أي مدى يطول بهم الأمل , هؤلاء هم الشعراء صنعوا لأنفسهم مراكبَ تُبحر ‏بهم في أخيلةٍ لا تحيطها شطآن , ينسجون ألبستهم من ضرب القول , وإنني ‏والله لعالمٌ بهم علمي بالشعر , فقد كنت منهم أيامَ السلم , وعادة السلم جلب ‏اللهو والطرب بطراً بغمسِ الكلمِ في النغمِ , أمَّا الآن وأنا أرى الحدَّ للجدِّ ‏مُصلتًا, فلي هامةٌ في ذرى النثر وإنِّي لذائدٌ عنها , وحسبي بهم قول شاعرهم ‏‏:‏
إذا الشعر لم يهززك حين سماعهِ=فليس حريّ أن يقال له شعرُ‏
أعجباً كان قوله ,, وأي هزٍّ يصيب الرجال حتى ترضى بضرب من القول , ‏أيها الشعراء ألا خرجتم من مخابئكم , فإن متنفسكم ضيق , وطريكم محفوفٌ ‏بالشوك , وشعابكم لا ظلَّاً تمدُّ ولا رزقًا تجود ,, ألا إننا في غنى عنكم ولستم ‏في غنى عنَّا , وإنّه ليكفينا شرفاً ورفعةً ما تفوقنا عليكم به ..‏
‏ أيها الشعراء‏
‏ ما كان لمنصفٍ أن يقلل من شأنكم بل من شأن الشعر, إذْ نعلم أنَّ فيكم ‏رجالاً اتخذوا الشعر وسيلةً يذودون به عن الحمى , ينصرون الحقَّ ويزهقون ‏الباطل بعدل القول , ولكن كيف للأدب أن تعلوا مراتبه وفيكم قومٌ جللوا ‏الشعر دون غيره , فاستحقروا المنثور وعظموا المنظوم , بلْ أخذوا لأنفسهم ‏بروجاً تنأى بهم عن وحدة أدبهم , كأنَّ كلَّ واحدٍ منهم فِي ثوب حسناء ‏يطرزه متبختراً بهِ بين قرنائهِ , كيف تكون لكم وحدة وأنتم في طرقٍ شتَّى , لا ‏ساحةً تجمعكم ولا حيًَّا تحلون به , وإنْ كانت مملكتكم طبقت الأرض ‏بجهاتِها فإنكم فيها كاللغاتِ في شعوبها يستحيل أن تتوحد , أمَّا من أردتم ‏نزالهم فهم على قلَّتِهمْ كالينابيع تلتقي في أعماقِ الأرضِ , لا تحيطون مدى ‏ائتلافِها , مواردها عذبةٌ أنَى وجدتموها .. فاحرموا أنفسكم من نهلها إن ‏استطعتم . ‏
والسلام