أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: محاكمة الذات بالمعايير المبدأية

  1. #1
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي محاكمة الذات بالمعايير المبدأية

    محاكمة الذات بالمعايير المبدأية


    ( ملاحظة قبل أن نبدأ : هذه المحاكمة لم تأتي صياغتها لعدد من الشخوص، أو حصراً في زمن محدد باليوم والساعة ... إنما هي محاكمة مستمرة، إختصاصها القانوني المبادىء التي لا تتغير مع تغير الزمن والمفاهيم والتقدم التكنولوجي )



    مقدمة لا بد منها ... قيل : إن قلتها تمت ... وإن لم تقلها تمت ... قلها ومت.

    ونحن في وصف الواقع الحالي نجد أنه من غير المبرر أن نجد هذا الصمت في ظل الموت في كلا الحالتين، فلا بد إذا ان نستشير التاريخ الذي طالما قال لنا :

    إن لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا

    والجبان : هو الذي يخاف قول الحقيقة.

    للتجربة التاريخية مكان حقيقي وسبق أن قالها الكثيرون فكان ثمنها أرواحهم.

    ومن هذا المنطلق نبدأ بالمحاكمة الذاتية التي ستوصلنا في النهاية إلى الحكم القاطع بأن نقولها علناً دون خوف، حتى لا يكون موتنا كخراف المسلخ، دون صوت أو إعتراض من المقتول، وحتى لا ننتظر القاتل بأن يعتذر عن جريمته غير المبررة بأي حال من الأحوال.



    المحاكمة :



    عدد من الأسئلة الموجهة للذات، النفس، الضمير على وجه الخصوص وفي عمومها مسائلة لا جدلية إنما حضارية بالشكل الحضاري للحوار الحقيقي، لذلك فهي أسئلة مطروحة على طاولة النقاش لنحاكم أنفسنا فيها أولاً

    وثانيا : نطالب الأخرين أن يحاسبونا فيها ونحاسبهم على أساسها، يكون الإختصاص القانوني فيها للنفس النظيفة التي لم تتلوث حتى الأن بالأفكار الهابطة الإنهزامية التي يراها البعض تسليماً للهزيمة بأسم الواقع، أو هروبا من واقع مفجوع بالهزيمة والألم الإنساني الذي يتعالى صوته في بلدان العالم الثالث كما اصطلح على تسميتها بين الدول الكبرى، هذا الصوت الموجوع الذي آن الآوان لأن يجد من يسمعه حقيقة وواقعا..



    وقائع الحدث :



    هزائم متكررة ... حالة من اليأس يمكن وصفها كما وصفها الشاعر محمود درويش : (لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا) مع أن الحالة اليائسة إستفحلت في بعض الحالات والمجتمعات حتى غدت عصية على الوصف.

    الوسط الملوث و الأشخاص والرموز الملوثة التي تحترف النفاق والخداع الفكري في بعض الحالات، وتتقنع مرة بالدين أو بالأخلاق لتحقيق مصالح شخصية، وفي حالات أخرى مزاودات على الدم والشهداء والثوار، وإدعاءات بالمحاولة للحل ليكون شمولياً والحقيقة الواقعية تقول إن الحل الذي وقع كان براغماتياً يحقق مصالح فردية فقط.

    التحول في المفاهيم ومحاولة البعض أن يغير المفاهيم الحقيقية ويزورها ويغير معانيها، حتى تحققت نبوءة الشهيد غسان كنفاني بأن أصبحت الخيانة مجرد وجهة نظر، وإلقاء أخطائنا على الأخرين، وحتى الموتى لم يخلصوا من إلقاء الأخطاء عليهم بحجة أننا نحصد ما زرعوا.

    لم نقاتل، ولكننا نهزم دائماً، وبرغم ذلك ننتظر النصر أن يأتي من السماء مع طائر العنقاء الذي يظهر من تحت ركام بيوت الآخرين المدمرة، وحتى هذه اللحظة لا يزال الكثيرون مؤمنين بأن العنقاء ستأتي لتحررهم وهم نيام في بيوتهم، غير آبهين أو محاولين مجرد المحاولة بإقناع أنفسهم بأن العنقاء طائر أسطوري لا يأتي من تحت الركام وأن العنقاء الحقيقية هي إرادة الشعوب.

    الغريب أن تصبح القواعد الإجتماعية الصحيحة عبارة عن شذوذ في ظل العولمة والمناظير الحديثة، ويصبح الشذوذ الحقيقي هو القاعدة التي يتم الحكم بصحة الأمور على أساسها، حتى أن هنالك حملات تسمى نفسها وطنية ظهرت في كل البقاع المحتلة لمناهضة المقاومة بإسم ( حملات مكافحة الإرهاب ) متناسين أن الإرهاب الحقيقي هو الاحتلال و أن ضحايا الإرهاب المنظم والتعسف في إستعمال السلطة وعدم المساواة في القرن العشرين يفوق عددها حتى القرون الوسطى وعصور الظلام.



    المرافعة :



    إني اعجب من النفوس التي إستسلمت لليأس المطلق وغدت تقول عن الواقعة التي نعيشها إن الآوان قد فات على التحرير من قيود الذل والإستعمار، ولماذا هذا الاستسلام المطلق اللامبرر طالما أن الإستعمار وعلى مدى التاريخ هو مجرد حالة شاذة بعد أن أثبت التاريخ بحتمية أن الشعوب في النهاية هي التي تنتصر، وأن الطغيان لم يستمر سوى فترات سرعان ما إنهارت حين إمتلكت الشعوب قرارها الفكري والثوري.

    وإني أعجب حقيقة لمن لا يؤمن بعد هذه الحقائق التي أثبتتها التجارب التاريخية بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن من يساوم المستعمر على حريته يكون قد وقع صك عبوديته بيده.



    ليس من حق أحد أن يدعي بأن دور التاريخ قد إنتهى من المراحل الحالية، لأن التاريخ والتراث الفكري والمادي هو جزء من المسيرة الحضارية والثورية منها تحديدا.

    لأن التاريخ غير قابل للضياع لإنه الإمتداد الحقيقي لمسيرة الشعوب الحضارية، ويمكن أن يضيع إذا إنتهت الشعوب ووصلت حد الفناء، ومن البديهي جدا أن يتعرض التاريخ لمحاولات تزوير وتحريف، لكنه لن يزول نهائياً لأنه تاريخ يمتد لأكثر من عشرات الألاف من الأعوام من الحضارات الممتالية في هذا النطاق الجغرافي.

    تاريخ حضاري دونته اللغات المسمارية على جدران الحضارة، أولى اللغات المكتوبة على وجه الأرض لا يمكن أن يسرق أو أن يمحى بهذه السهولة التي يسلم لها بعض اليائسين والمسلمين لما يسمى القدر المحتوم كما يسمونه.

    هذا الامتداد الحضاري من بابل، عدن، الفراعنة، البالستيين، الكنعانيين، الفنيقيين، السومرية، الأشورية، الأكادية، والأنهر العظيمة التي حوت على ضفافها وفيما بينها حضارات شامخة كحضارات ما بين النهرين وما حول النيل وما حول العاصي ونهر الأردن حتى الحضارة الإسلامية العريقة، يجعل من المستحيل على دولة لقيطة عمرها أقل من 300 عام وتفتقد للإرث الحضاري، قامت على جماجم أكثر من 30مليون هندي أحمر، دمرت حضارتهم وإرثهم الحضاري، أن تستعمرنا بسهولة و تزرع فينا كل ثقافة اليأس والإستسلام هذه.

    إلا إذا كنا نحن أنفسنا قد إستسلمنا للفشل الفعلي والذي هو أن تكف عن المحاولة الجادة في السعي وراء الحقيقة.



    الرد التاريخي :



    يمكن أن يكون التاريخ قد تعرض للتحريف بجزئيات منه عبر حملات الغزو الطويلة ومحاولات محو الهوية الحضارية عنا، ومحاولة طمس هويتنا الحضارية وإستعبادنا وإخضاعنا، وحتى العلوم والفكر لم تسلم من هذا الهجوم الذي تردد بين عبراني، روماني، تتري، بربري، صليبي، أوروبي، صهيوني، ومن ثم أمريكي.

    والحملات العدائية على حضاراتنا وتراثنا.

    يقول الأديب الأمريكي الساخر مارك توين : لو أن الموتى يتكلمون ... لما كان التاريخ مجرد أكاذيب .

    رغم أسلوب توين الساخر في سرد الحقيقة، إلا أنها تظل حقيقة بلونها وطعمها ومزاجها العادي والصباحي الروتيني، لكن ما يجب أن نعيه تماما أن هذه الأكاذيب التي أُدخلت على تاريخنا، مهما لوثت أو شوهت إلا أنها لم تستطع أن تطمس كل الحقيقة، و سنكتفي بما تبقى منه لأن نؤسس فيه للمرحلة القادمة ليكون الخطوة للخلف التي تسبق خطوتين للأمام، لأن نهضتنا جزء لا يتجزأ من التراث، وإرثنا الفكري والحضاري والإنساني هو بركان خامد يبحث عمن ينبشه لينفجر.

    وسينفجر ليمد الثورات القادمة بشرعيتها التي تتمثل بدفاعها الحر عن الحقيقة

    هذه حقيقة يجب إن نؤمن بها كما آمن فيها ماوتسي تونغ عندما صنع الثورة الصينية التي مزج فيها بين الماركسية والتراث الصيني وآمن معه فيها الشعب الصيني حتى حقق حريته أولاً ونهضته ثانيا.

    والثورة الفيتنامية التي مزج فيها هوشي منة بين التراث والفكر

    وكان إنتصار الشعوب هو الحقيقة الساطعة بشمسها التي سحقت الغزاة بالرغم من تفوقهم الخيالي جداً



    مداخلات داخل النص :

    ليس الموضوع مجرد أمنيات عابرة أو أحلام مستهلكة كما يظنه البعض، لكنه عبارة عن حقائق غائبة عن البعض والسبب إمتزاج الشعور العام باليأس الناتج عن الانتكاسات المتكررة وبعض النظريات الخاطئة التي أصبحت جزءاً من عقيدة وتفكير العقل العربي مثل نظرية المؤامرة الإستسلامية الهابطة والتي لا يقبلها العقل الواعي الذي يبحث دوما عن نهضة حقيقية.



    الجلسة الختامية :



    * إن إيماننا بأن الخلاص يأتي عبر التسويات والمساومات فكرة غير معقولة ابداً وتناقض التجارب التاريخية، والإيمان المطلق بأن الخلاص لا يأتي إلا من خلال المخلّص الذي يأتي من مكان أخر غير الكوكب الذي نعيش فيه رهان فاشل، لقد أثبت لنا التاريخ أن الخلاص يأتي من أفواه بنادق المقاومة التي يجب الرهان عليها ولا على شيىء غيرها أولاً، وأن أي محاولة للإستسلام هي إجهاض حقيقي لهذا المخلص من خلاصه.



    *ليست قسوة الحياة ظلم، بقدر ما هي دليل حقيقي بأننا ما زلنا على قيد الحياة، هكذا علمتنا الحياة أن لا شيىء يأتي بسهولة، وأن الظواهر الخارقة لم تأتِ إلا نتيجة نضال أفراد أو شعوب أو جماعات.



    * من يحاول دوما أن يلقي بنصائحه على الناس لا بد أن يكون في مقدمة التنفيذ العملي لما يقول، فكما قال الثائر الأرجنتيني تشي أرنستو جيفارا : العالم ليس بحاجة للنصائح بل إلى القدوة ... فكل الحمقى يتكلمون.

    وهذا المثال الواقعي الذي يمثل الحقيقة يضع خطا أحمراً لمن يريد أن يكون حكيم العصر على حساب مصائب وسهوات وسقوط المواقف لدى البعض.



    * لا يجوز لأحد أن يحتكر الحل أو أن يدعي أنه يملك المشروع الوحيد للنهضة أو التحرر، لأنه علينا أن نتذكر دائما أن كلاً منا على حد لا يساوي شيئاً، وأننا جميعاً يجب أن نلتف حول من هم في الخندق الواحد طالماً الهدف واحد إن كان سامياً كالمقاومة والتحرير.



    * التاريخ : هو مجموعة تجارب الأخرين ممن سبقونا وأخطائهم ونتائج تجاربهم، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار دوماً قبل البدء بأي مشروع إجتماعي أو نهضوي أو إنساني أو حضاري.



    * خروج الفرد عن المجموعة لا يعني بالضرورة أنه الرجل الخطأ في الزمن الصحيح، فبعد الغزو المسمى عولمة والذي ساعد في تشتيت مفاهيم، وتغيير مفاهيم، وكذلك مسح قيم إلى الأبد.

    لذلك يكون المقياس هو المبادئ ومن هو الأقدر على البقاء على نهجها في هذا الزمن، وعجز الأخرين عن إستكمالها يعني أن الأخرين هم الذين خرجوا وإن بقيت وحيداً كورقة في الخريف ... وقد يكون أن هذا الخارج هو الرجل الصحيح في الزمن الخطأ الملوث .



    * من تعود دائماً أن يعطي الآخرين من نتاج خبرته ومن خبزه ومن دمه لن يشعر لحظة بالتعب، لكن المحزن أن نرى البعض الآخر يتعب من عطاء الأخرين، وأن نجد أيضا من لم يعطِ ولم يعرف معنى العطاء يتململ من عطاء الأخرين، بل ويزاود على عطائهم ويطالبهم بالتوقف عن العطاء بحجة أنه تعب ... هذا ما نجده لدى الذين يطالبون المقاومة الشرعية بالتوقف عن نضالها المشروع بحجة أنهم تعبوا، بالرغم من أنهم بقوا جالسين في بيوتهم حين كان الأخرون يقدمون أرواحهم.



    *إننا يجب أن نجد العديد من العاطلين عن العمل بأعداد كبيرة ظاهرة مبررة شعبيا و الأنظمة هي المطالبة بتصحيحها، ولا نحمّل جلَّ مسؤوليتها للأفراد والشعوب، لكن أن نجد الملايين من العاطلين عن الحزبية أو التنمية السياسية والإجتماعية فهي ظاهرة تعني أن هنالك مؤشراً سلبياً باتجاه النهضة والإصلاح الحقيقي، لأن مؤسسات التنمية الإجتماعية هي الماكنة التي بإمكانها ترقيع بعض الثقوب في نسيج المجتمع الواحد.


    (شكر خاص للأخ ناصر ثابت نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي )

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    1-أثبت لنا التاريخ أن الخلاص يأتي من أفواه بنادق المقاومة التي يجب الرهان عليها ولا على شيىء غيرها أولاً، وأن أي محاولة للإستسلام هي إجهاض حقيقي لهذا المخلص من خلاصه.
    ****
    كلام يجافي الحقيقة , فالخلاص لا بد له من بندقية ولكنها مرحلة لاحقة وهي في الاغلب لحماية الخلاص من الضياع , أما الخلاص فهو دوما من الفكر والمبدأ , فالبندقية قد تخلصنا من الاستعمار المباشر ومن الاحتلال العسكري , ولكنها لا تحررنا ولا تنهضنا , بل أصلا لم تحمل الا لان الفكر ومفاهيم الاعماق ترفض الواقع بالعيش تحت حراب المحتل او للنخوة او الحمية او الثأر او رجولة وكلها اصلا مفاهيم هي التي دفعت لحملب البندقية – الا اللهم ما يكون فوريا كردة الفعل – وبالتالي فدورها صد العدوان او طرد المحتل فلا تقيم دولة ولا تحدث نهضة حتى تعتبر اداة لتحرير الشعوب لا الاوطان .... ففرق بين تحرير الانسان وتحرير الارض ... وفرق بين من يريد نهضة الانسان وتحريره وبين من يريد طرد المحتل ودحره – بغض النظر عن قيمة كل من العملين - .
    * لا يجوز لأحد أن يحتكر الحل أو أن يدعي أنه يملك المشروع الوحيد للنهضة أو التحرر، لأنه علينا أن نتذكر دائما أن كلاً منا على حد لا يساوي شيئاً، وأننا جميعاً يجب أن نلتف حول من هم في الخندق الواحد طالماً الهدف واحد إن كان سامياً كالمقاومة والتحرير.
    نعم الاحتكار للحقيقة والحل الاوحد مرفوض , ولكن لا بد لمن يحمل حلا ومشروعا نهضويا ان يؤمن به ويعتنقه ويقاتل دونه على انه الامثل وليس الاوحد ولكن تحت فهم صريح وحقيقي {{ ما عندي صواب يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصواب }} وفرق بين الصحيح والصواب فالصحيح ال>ي ما دونه خطأ مطلق والصواب ما دونه صواب ولكنه أصوب ، ففي الاسلام الحكم الشرعي هو ما غلب على الظن أنه حكم الله في المسألة فان اختلف مجتهدين في حكم المسألة – باجتهاد صحيح من أدلة صحيحة – فالاثنان صحيحان ولكن احدهما مصيب والاخر مخطيء وبالتالي فالشافعي يصلي خلف الحنبلي مع ان الحنبلي لامس امرأته ولم يتوضأ , لان الحكم لكل منها هو حكم الله في حقه .
    اما ان كان هدفنا جميعا واحد ومنطلقنا واحد واساسنا واحد فلا ضير بل يجب ان نتخندق سويا في وجه العدو الواحد , ولكنني أؤمن بالمشروع الاسلامي للنهضة والمستعمر وانظمته التي تحكمني هم عدوي ونهضة الامة هدفي ولكنني لا أتمترس في خندق واحد مع كل من يعادي المستعمر وانظمته العمميلة بل لا بد ان يكون طرحه لنهضة الامة قائم معي على نفس الاسس الا وهو الاسلام , فهدفي ليس استعداء الناس ضد النظام او تثويرهم عليه وانما هدفي قلب النظام والاطاحةبه وبكل فكر ومبدأ غير الاسلام لتطبيق وتنفيذ الاسلام مكانه .
    * التاريخ : هو مجموعة تجارب الأخرين ممن سبقونا وأخطائهم ونتائج تجاربهم، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار دوماً قبل البدء بأي مشروع إجتماعي أو نهضوي أو إنساني أو حضاري.
    نعم , التاريخ هو احد مرتكزات التحرك نحو المستقبل , فان كان السابقون أخطأوا او خدعوا فيما مضى بأمر فلم لا استفيد من تجربتهم ... والتاريخ الناصع للامة لهو من ركائز ايجاد الدافع عند العاملين للنهضة ليقتدوا بالقدوة الحسنة وبأجدادهم ... ولكن التاريخ لا يصلح كمادة للنهضة فالنهضة تقوم على الفكر المنبثق عن العقيدة ... ان سلخ الامة عن تاريخها بانكاره او بتشويهه زاد في الامة انسلاخها عن مبدأها , فتلك الصورة المشرقة لتطبيق المبدأ على مدى القرون قد بعدت عن التصور لدى الاكثرية مما جعل الحديث عن عودة الاسلام ودولته ضربا من الخيال ردحا من الزمن ...
    * خروج الفرد عن المجموعة لا يعني بالضرورة أنه الرجل الخطأ في الزمن الصحيح، فبعد الغزو المسمى عولمة والذي ساعد في تشتيت مفاهيم، وتغيير مفاهيم، وكذلك مسح قيم إلى الأبد.
    لذلك يكون المقياس هو المبادئ ومن هو الأقدر على البقاء على نهجها في هذا الزمن، وعجز الأخرين عن إستكمالها يعني أن الأخرين هم الذين خرجوا وإن بقيت وحيداً كورقة في الخريف ... وقد يكون أن هذا الخارج هو الرجل الصحيح في الزمن الخطأ الملوث .
    * -
    * من تعود دائماً أن يعطي الآخرين من نتاج خبرته ومن خبزه ومن دمه لن يشعر لحظة بالتعب، لكن المحزن أن نرى البعض الآخر يتعب من عطاء الأخرين، وأن نجد أيضا من لم يعطِ ولم يعرف معنى العطاء يتململ من عطاء الأخرين، بل ويزاود على عطائهم ويطالبهم بالتوقف عن العطاء بحجة أنه تعب ... هذا ما نجده لدى الذين يطالبون المقاومة الشرعية بالتوقف عن نضالها المشروع بحجة أنهم تعبوا، بالرغم من أنهم بقوا جالسين في بيوتهم حين كان الأخرون يقدمون أرواحهم.
    **- إننا نحن إن (( نحتكر )) أفكارنا وعقائدنا ، ونغضب حين ينتحلها الآخرون لأنفسهم ، ونجتهد في توكيد نسبتها إلينا ، وعدوان الآخرين عليها !
    إننا إنما نصنع ذلك كله ، حين لا يكون إيماننا بهذه الأفكار والعقائد كبيرا ، حين لا تكون منبثقة من أعماقنا ، كما لو كانت بغير إرادة منا ، حين لا تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا ! .
    إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للآخرين ، ونحن بعد أحياء .
    إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح _ ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض _ زادا للآخرين و ريّا ، لَيكفي لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان ! .
    (( التجار )) وحدهم هم الذين يحرصون على (( العلاقات التجارية )) لبضائعهم ، كي لا يستغلها الآخرون ، ويسلبوهم حقهم من الربح ، أما المفكرون وأصحاب العقائد ، فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ، ويؤمنوا بها إلى حد أن ينسبوها لأنفسهم ، لا إلى أصحابها الأولين ! .
    إنهم لا يعتقدون أنهم (( أصحاب )) هذه الأفكار والعقائد ، وإنما هم مجرد (( وسطاء )) في نقلها وترجمتها ... إنهم يحسون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ، ولا من صنع أيديهم . وكل فرحهم المقدس ، إنما هو ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع الأصيل ! ...


    ------------ سلسلة خواطر أفراح الروح لسيد قطب رحمه الله ------------

    *-أن نجد الملايين من العاطلين عن الحزبية أو التنمية السياسية والإجتماعية فهي ظاهرة تعني أن هنالك مؤشراً سلبياً باتجاه النهضة والإصلاح الحقيقي، لأن مؤسسات التنمية الإجتماعية هي الماكنة التي بإمكانها ترقيع بعض الثقوب في نسيج المجتمع الواحد.
    **** - لست ممن يؤمنون بحكاية المبادئ المجردة عن الأشخاص لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة ؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان ؟ .
    إن المبادئ والأفكار في ذاتها – بلا عقيدة دافعة – مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة ! والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان ! لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع .

    آمن أنت أولا بفكرتك ، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار ! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة ! ...

    لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان ، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر ! .. كذلك لا وجود لشخص – في هذا المجال – لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص ...

    إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو المعنى واللفظ ، عملية – في بعض الأحيان – مستحيلة ، وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء ! .
    كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان ! أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبراً واحداً إلى الأمام ! .
    *-
    من الصعب علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة !؟
    إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل : فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة ؟ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة ؟!
    حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين .. إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام ، كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة : إن الدنس سيعلق بأرواحنا ، وسيترك آثاره في هذه الأرواح ، وفي الغاية التي وصلنا إليها !.
    إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية . ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات ! الشعور الإنساني وحده إذا أحس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة .. بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته !
    (( الغاية تبرر الوسيلة !؟ )) : تلك هي حكمة الغرب الكبرى !! لأن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات !.
    من الناس في هذا الزمان من يرى في الاعتراف بعظمة الله المطلقة غضا من قيمة الإنسان و إصغارا لشأنه في الوجود : كأنما الله والإنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة وهذا الوجود !.
    أنا أحس أنه كلما ازددنا شعورا بعظمة الله المطلقة زدنا نحن أنفسنا عظمة لأننا من صنع إله عظيم !.
    إن هؤلاء الذين يحسبون أنهم يرفعون أنفسهم حين يخفضون في وهمهم إلههم أو ينكرونه إنما هم المحدودون الذين لا يستطيعون أن يروا إلا الأفق الواطئ القريب !.
    أنهم يظنون أن الإنسان إنما لجأ إلى الله إبان ضعفه وعجزه فأما الآن فهو من القوة بحيث لا يحتاج إلى إله ! كأنما الضعف يفتح البصيرة والقدرة تطمسها !.
    إن الإنسان لجدير بأن يزيد إحساسا بعظمة الله المطلقة كلما نمت قوته لأنه جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته على الإدراك …
    إن المؤمنين بعظمة الله المطلقة لا يجدون في أنفسهم ضعة ولا ضعفا ، بل العكس يجدون في نفوسهم العزة والمنعة ، باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود إنهم يعرفون أن مجال عظمتهم إنما هو في هذه الأرض ، وبين هؤلاء الناس فهي لا تصطدم بعظمة الله المطلقة في هذا الوجود إن لهم رصيدا من العظمة والعزة في إيمانهم العميق لا يجده أولئك الذين ينفخون أنفسهم (( كالبالون )) حتى ليغطي الورم المنفوخ عن عيونهم كل آفاق الوجود !.
    بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضا ، الثقة أو الأمل أو الفرح إلى نفوس الآخرين !.
    إنها لذة سماوية عجيبة ليست في شيء من هذه الأرض ، إنها تجاوب العنصر السماوي الخالص في طبيعتنا ، إنها لا تطلب لها جزاءا خارجيا ، لأن جزاءها كاملا فيها !.
    هنالك مسألة أخرى يقحمها بعض الناس في هذا المجال ، وليست منه في شيء مسألة اعتراف الآخرين بالجميل !.
    لن أحاول إنكار ما في هذا الاعتراف من جمال ذاتي ولا ما فيه من مسرة عظيمة للواهبين ولكن هذا كله شيء آخر إن المسألة هنا مسألة الفرح لأن الخير يجد له صدى ظاهريا قريبا في نفوس الآخرين
    وهذا الفرح قيمته من غير تلك لأنه ليس من طبيعة ذلك الفرح الآخر الذي نحسه مجردا في ذات اللحظة التي نستطيع أن ندخل فيها العزاء أو الرضا ، الثقة أو الأمل أو الفرح في نفوس الآخرين !
    إن هذا لهو الفرح النقي الخالص الذي ينبع من نفوسنا ويرتد إليها بدون حاجة إلى أي عناصر خارجية عن ذواتنا ، إنه يحمل جزاءه كاملا لأن جزاءه كامن فيه !..
    كنت أكتب فوجدت ما نسخت من كلام سيد قطب - سلسلة خواطر أفراح الروح لسيد قطب رحمه الله – وكنت فيما سبق قرأت تلك الرسالة فسحت بها آفاقا , واليوم واثناء استراحتي وجدتها على النت مطبوعة فاغنت عني بعض ما أقول .
    لك تحياتي .

  3. #3
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    ------------ سلسلة خواطر أفراح الروح لسيد قطب رحمه الله ------------

    *-أن نجد الملايين من العاطلين عن الحزبية أو التنمية السياسية والإجتماعية فهي ظاهرة تعني أن هنالك مؤشراً سلبياً باتجاه النهضة والإصلاح الحقيقي، لأن مؤسسات التنمية الإجتماعية هي الماكنة التي بإمكانها ترقيع بعض الثقوب في نسيج المجتمع الواحد.

    أخي العزيز محمد
    أولا انا اسف على تأخري في الرد لإنشغالي في اكثر من موضوع يمنعني من زيارة الانترنت في بعض الاحيان وحتى ان جئت يكون لدي شغل متراكم
    لكن ما فاجأني فعلا أني قرأت كثيرا لسيد قطب ولكن لم اقرأ من قبل هذه الخواطر الرائعة التي أدرجتها
    وما فاجأني أكثر العبارة وكأنها منقولة بحرفيتها
    فهل يمكنك أن تعطيني رابط الخواطر على الانترنت او اين يمكن أن أجد الكتاب الذي يحتوي هذه الخواطر ؟
    فإني فعلا تفاجئت بالتشابه والحرفية
    ولي عودة لاحقا مرة أخرى لنقاشك الرائع ورؤيتك الثاقبة في الامور والنقاش الجدي الذي نفتقد مع الكثيرين من الناس
    وفي النهاية : إعذرو لي فرحي ساعة وإعذروا غيابي فأن الايام تاخذ مني أكثر مما تعطيني

  4. #4
    الصورة الرمزية مهند صلاحات عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : الاردن
    العمر : 43
    المشاركات : 589
    المواضيع : 101
    الردود : 589
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    أخي محمد
    تحية طيبة وبعد
    فقط اود تذكيرك بما طلبته منك سابقا
    لاني بصراحة لست مقتنعا بأن هذا النص لسيد قطب وان التشابه بالافكار يمكن ان يصل لهذا الحد
    فقد طلبت منك توثيق كلامك وانتظرت اسبوع
    ولكنك لم تأت بالبرهان
    لذلك سأعتبره مجرد القاء تهم

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    العزيز مهند ؛

    {{{{{{{
    أخي محمد
    تحية طيبة وبعد
    فقط اود تذكيرك بما طلبته منك سابقا
    لاني بصراحة لست مقتنعا بأن هذا النص لسيد قطب وان التشابه بالافكار يمكن ان يصل لهذا الحد
    فقد طلبت منك توثيق كلامك وانتظرت اسبوع
    ولكنك لم تأت بالبرهان
    لذلك سأعتبره مجرد القاء تهم
    }}}}}} .
    أعت>ر أولا لتأخري و>لك لاسباب .... فقد أضفت أمس ردا على موضوعك بخصوص ما طلبت ولكن يبدو انني لم اوفق بايصاله لتجاوزي ارسال المشاركات في مدة ال 60 ثانية ....
    وكان تأخري سابقا انني كتبت لك ردي بما فيه من خواطر – لسيد – الا ان الملتقى تعطل وحصل ان سافرت برحلة مفاجئة لعلاج ابني , وحين عدت ووجدت الملتقى قد اعيد فتحه أرسلت ردي دون ان اراجع الاقتباسات والاضافات – فمعذرة للخطأ والسهو - .... ولكم كنت اود في رحلتي ان التقيك شخصيا الا ان الوقت لم يسعفي ان اصل الى اربد في الايام القليلة التي قضيتها في عمان . فارجوا ان القاكم في ظرف افضل في الايام القادمة .
    أعيد صياغة نصي :
    -أثبت لنا التاريخ أن الخلاص يأتي من أفواه بنادق المقاومة التي يجب الرهان عليها ولا على شيىء غيرها أولاً، وأن أي محاولة للإستسلام هي إجهاض حقيقي لهذا المخلص من خلاصه.
    ****
    كلام يجافي الحقيقة , فالخلاص لا بد له من بندقية ولكنها مرحلة لاحقة وهي في الاغلب لحماية الخلاص من الضياع , أما الخلاص فهو دوما من الفكر والمبدأ , فالبندقية قد تخلصنا من الاستعمار المباشر ومن الاحتلال العسكري , ولكنها لا تحررنا ولا تنهضنا , بل أصلا لم تحمل الا لان الفكر ومفاهيم الاعماق ترفض الواقع بالعيش تحت حراب المحتل او للنخوة او الحمية او الثأر او رجولة وكلها اصلا مفاهيم هي التي دفعت لحملب البندقية – الا اللهم ما يكون فوريا كردة الفعل – وبالتالي فدورها صد العدوان او طرد المحتل فلا تقيم دولة ولا تحدث نهضة حتى تعتبر اداة لتحرير الشعوب لا الاوطان .... ففرق بين تحرير الانسان وتحرير الارض ... وفرق بين من يريد نهضة الانسان وتحريره وبين من يريد طرد المحتل ودحره – بغض النظر عن قيمة كل من العملين - .
    * لا يجوز لأحد أن يحتكر الحل أو أن يدعي أنه يملك المشروع الوحيد للنهضة أو التحرر، لأنه علينا أن نتذكر دائما أن كلاً منا على حد لا يساوي شيئاً، وأننا جميعاً يجب أن نلتف حول من هم في الخندق الواحد طالماً الهدف واحد إن كان سامياً كالمقاومة والتحرير.
    نعم الاحتكار للحقيقة والحل الاوحد مرفوض , ولكن لا بد لمن يحمل حلا ومشروعا نهضويا ان يؤمن به ويعتنقه ويقاتل دونه على انه الامثل وليس الاوحد ولكن تحت فهم صريح وحقيقي {{ ما عندي صواب يحتمل الخطأ وما عند غيري خطأ يحتمل الصواب }} وفرق بين الصحيح والصواب فالصحيح ال>ي ما دونه خطأ مطلق والصواب ما دونه صواب ولكنه أصوب ، ففي الاسلام الحكم الشرعي هو ما غلب على الظن أنه حكم الله في المسألة فان اختلف مجتهدين في حكم المسألة – باجتهاد صحيح من أدلة صحيحة – فالاثنان صحيحان ولكن احدهما مصيب والاخر مخطيء وبالتالي فالشافعي يصلي خلف الحنبلي مع ان الحنبلي لامس امرأته ولم يتوضأ , لان الحكم لكل منها هو حكم الله في حقه .
    اما ان كان هدفنا جميعا واحد ومنطلقنا واحد واساسنا واحد فلا ضير بل يجب ان نتخندق سويا في وجه العدو الواحد , ولكنني أؤمن بالمشروع الاسلامي للنهضة والمستعمر وانظمته التي تحكمني هم عدوي ونهضة الامة هدفي ولكنني لا أتمترس في خندق واحد مع كل من يعادي المستعمر وانظمته العمميلة بل لا بد ان يكون طرحه لنهضة الامة قائم معي على نفس الاسس الا وهو الاسلام , فهدفي ليس استعداء الناس ضد النظام او تثويرهم عليه وانما هدفي قلب النظام والاطاحةبه وبكل فكر ومبدأ غير الاسلام لتطبيق وتنفيذ الاسلام مكانه .
    * التاريخ : هو مجموعة تجارب الأخرين ممن سبقونا وأخطائهم ونتائج تجاربهم، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار دوماً قبل البدء بأي مشروع إجتماعي أو نهضوي أو إنساني أو حضاري.
    نعم , التاريخ هو احد مرتكزات التحرك نحو المستقبل , فان كان السابقون أخطأوا او خدعوا فيما مضى بأمر فلم لا استفيد من تجربتهم ... والتاريخ الناصع للامة لهو من ركائز ايجاد الدافع عند العاملين للنهضة ليقتدوا بالقدوة الحسنة وبأجدادهم ... ولكن التاريخ لا يصلح كمادة للنهضة فالنهضة تقوم على الفكر المنبثق عن العقيدة ... ان سلخ الامة عن تاريخها بانكاره او بتشويهه زاد في الامة انسلاخها عن مبدأها , فتلك الصورة المشرقة لتطبيق المبدأ على مدى القرون قد بعدت عن التصور لدى الاكثرية مما جعل الحديث عن عودة الاسلام ودولته ضربا من الخيال ردحا من الزمن ...
    * خروج الفرد عن المجموعة لا يعني بالضرورة أنه الرجل الخطأ في الزمن الصحيح، فبعد الغزو المسمى عولمة والذي ساعد في تشتيت مفاهيم، وتغيير مفاهيم، وكذلك مسح قيم إلى الأبد.
    لذلك يكون المقياس هو المبادئ ومن هو الأقدر على البقاء على نهجها في هذا الزمن، وعجز الأخرين عن إستكمالها يعني أن الأخرين هم الذين خرجوا وإن بقيت وحيداً كورقة في الخريف ... وقد يكون أن هذا الخارج هو الرجل الصحيح في الزمن الخطأ الملوث .
    * -




    *-أن نجد الملايين من العاطلين عن الحزبية أو التنمية السياسية والإجتماعية فهي ظاهرة تعني أن هنالك مؤشراً سلبياً باتجاه النهضة والإصلاح الحقيقي، لأن مؤسسات التنمية الإجتماعية هي الماكنة التي بإمكانها ترقيع بعض الثقوب في نسيج المجتمع الواحد.
    **** - لست ممن يؤمنون بحكاية المبادئ المجردة عن الأشخاص لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة ؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان ؟ .
    إن المبادئ والأفكار في ذاتها – بلا عقيدة دافعة – مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة ! والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان ! لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع .

    آمن أنت أولا بفكرتك ، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار ! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة ! ...

    لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان ، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر ! .. كذلك لا وجود لشخص – في هذا المجال – لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص ...

    إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو المعنى واللفظ ، عملية – في بعض الأحيان – مستحيلة ، وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء ! .
    كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان ! أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبراً واحداً إلى الأمام ! .
    *-
    من الصعب علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة !؟
    إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل : فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة ؟ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة ؟!
    حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين .. إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام ، كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة : إن الدنس سيعلق بأرواحنا ، وسيترك آثاره في هذه الأرواح ، وفي الغاية التي وصلنا إليها !.
    إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية . ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات ! الشعور الإنساني وحده إذا أحس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة .. بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته !
    (( الغاية تبرر الوسيلة !؟ )) : تلك هي حكمة الغرب الكبرى !! لأن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات !.
    من الناس في هذا الزمان من يرى في الاعتراف بعظمة الله المطلقة غضا من قيمة الإنسان و إصغارا لشأنه في الوجود : كأنما الله والإنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة وهذا الوجود !.
    أنا أحس أنه كلما ازددنا شعورا بعظمة الله المطلقة زدنا نحن أنفسنا عظمة لأننا من صنع إله عظيم !.
    إن هؤلاء الذين يحسبون أنهم يرفعون أنفسهم حين يخفضون في وهمهم إلههم أو ينكرونه إنما هم المحدودون الذين لا يستطيعون أن يروا إلا الأفق الواطئ القريب !.
    أنهم يظنون أن الإنسان إنما لجأ إلى الله إبان ضعفه وعجزه فأما الآن فهو من القوة بحيث لا يحتاج إلى إله ! كأنما الضعف يفتح البصيرة والقدرة تطمسها !.
    إن الإنسان لجدير بأن يزيد إحساسا بعظمة الله المطلقة كلما نمت قوته لأنه جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته على الإدراك …
    إن المؤمنين بعظمة الله المطلقة لا يجدون في أنفسهم ضعة ولا ضعفا ، بل العكس يجدون في نفوسهم العزة والمنعة ، باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود إنهم يعرفون أن مجال عظمتهم إنما هو في هذه الأرض ، وبين هؤلاء الناس فهي لا تصطدم بعظمة الله المطلقة في هذا الوجود إن لهم رصيدا من العظمة والعزة في إيمانهم العميق لا يجده أولئك الذين ينفخون أنفسهم (( كالبالون )) حتى ليغطي الورم المنفوخ عن عيونهم كل آفاق الوجود !.
    بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضا ، الثقة أو الأمل أو الفرح إلى نفوس الآخرين !.
    إنها لذة سماوية عجيبة ليست في شيء من هذه الأرض ، إنها تجاوب العنصر السماوي الخالص في طبيعتنا ، إنها لا تطلب لها جزاءا خارجيا ، لأن جزاءها كاملا فيها !.
    هنالك مسألة أخرى يقحمها بعض الناس في هذا المجال ، وليست منه في شيء مسألة اعتراف الآخرين بالجميل !.
    لن أحاول إنكار ما في هذا الاعتراف من جمال ذاتي ولا ما فيه من مسرة عظيمة للواهبين ولكن هذا كله شيء آخر إن المسألة هنا مسألة الفرح لأن الخير يجد له صدى ظاهريا قريبا في نفوس الآخرين
    وهذا الفرح قيمته من غير تلك لأنه ليس من طبيعة ذلك الفرح الآخر الذي نحسه مجردا في ذات اللحظة التي نستطيع أن ندخل فيها العزاء أو الرضا ، الثقة أو الأمل أو الفرح في نفوس الآخرين !
    إن هذا لهو الفرح النقي الخالص الذي ينبع من نفوسنا ويرتد إليها بدون حاجة إلى أي عناصر خارجية عن ذواتنا ، إنه يحمل جزاءه كاملا لأن جزاءه كامن فيه !..
    كنت أكتب فوجدت ما نسخت من كلام سيد قطب - سلسلة خواطر أفراح الروح لسيد قطب رحمه الله – وكنت فيما سبق قرأت تلك الرسالة فسحت بها آفاقا , واليوم واثناء استراحتي وجدتها على النت مطبوعة فاغنت عني بعض ما أقول .
    لك تحياتي .
    ++++++++++
    لم افهم جملتك الاخيرة :
    ولكنك لم تأت بالبرهان
    لذلك سأعتبره مجرد القاء تهم
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ead.php?t=6937

    http://www.alnoor-world.com/Adeeb/to...14&SectionID=5

المواضيع المتشابهه

  1. درة الإعلام أم ردة الأعمال؟؟ .... محاكمة قناة الجزيرة عربياً
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 106
    آخر مشاركة: 14-09-2007, 01:21 PM
  2. محاكمة ـ قصة ـ
    بواسطة عبدالسلام المودني في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-12-2006, 08:54 AM
  3. محاكمة صدام حسين, مهزلة التاريخ
    بواسطة زاهية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-02-2006, 01:02 AM
  4. جلسة محاكمة
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 26-06-2003, 04:10 AM
  5. على خلفية محاكمة الصمصام
    بواسطة الصمصام في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-06-2003, 05:09 AM