أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: الحارس

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي الحارس

    تواطأ القلق مع التوجس والريبة والخوف من المجهول لصياغة ملامح وجه مينا ميخائيل رءوف .

    الأمور لا تسير على ما يرام هنا في المدينة الجميلة .. الشوارع والجدران والميادين والكورنيش وشاطئ البحر كالبشر تماما ً.. جميعهم في حاجة إلى الشعور بالأمان والى هدنة طويلة يعانقون خلالها سلامَهم المفقود .

    جميعهم يفتقدون الإحساس بالطمأنينة والسكينة .

    غيوم كثيفة.. وأسراب من طيور سوداء مخيفة.. تنتمي إلى حكايات الخرافة وتحمل رائحة الأساطير.. تحلق في سماء المدينة العريقة التي بدتْ على غير عادتها شاحبة ومَريضة .

    يخطو مينا بقدمه الفتية أول خطوة خارج بيته في الطريق إلى عمله اليومي .

    يستند بيديه على باب حديقة بيته الصغير ، ينظر جاذباً قامته الفارعة للوراء إلى أسراب الطيور المحلقة في السماء.. فيشعر بانقباض قلبه ويمتقع لون وجهه .

    يسير في طريق ملئ بالأشواك ويصطدم جسده بشكوك وظنون وهواجس كأنها أشياء محسوسة تؤلم الجسد قبل أن تعذب الروح .. يتراءى له أمام عينيه الواسعتين سرير ابنه عزت وسرير ابنته شيرين وقد غطتهما الدماء.

    تركض أمام عينيه زوجته تحمل ملاءات السريرين المخضبة بالدماء وهى تنادى في ذعر على ابنهما وابنتهما .. يقف فجأة.. ينفض وجهه بشدة ثم يغطيه بيديه .. يدعك جبينه وعينيه.. ويرفع رأسه إلى السماء مستغرقا ً في الحيرة.. ويستدير في لحظة انعتاق وتحد .

    يخرج من جيبه هاتفه المحمول ويضغط بأصبع مرتعش على أرقام هاتف زوجته .

    ما تخافش يا حبيبي

    ما تقلقش علينا يا مينا

    ما حصلش حاجة ومش هيحصل حاجة .. إحنا في حمى الرب.

    إحنا هنا في أمان

    دي بس كوابيسك وتهيؤاتك

    عزت وشيرين نائمان في غرفتهما .. روح انت الشغل في أمان وارجع لينا والرب يحميك

    صمت مينا ولم يرد على زوجته وأقفل الخط وقد اتخذ قراره .

    إلى الكنيسة اليوم .. سوف أذهب إلى الكنيسة .. لن أذهب إلى العمل .. سأقابل أبونا .. لم يعد هناك وقت وليس هناك داع للانتظار .. لم أعد أحتمل .

    هكذا خاطب نفسه .. وقد علق عينيه الزائغتين بحركة حذائه وهو يعدو بجد في طريقه إلى الكنيسة التي لا تبتعد كثيرا ً عن منزله .

    يرسم محمد سلام الشاويش الأسمر النحيل ابتسامة عريضة على وجه مريح في مقابل نظرة الريبة العميقة المنطلقة من عيني مينا وهو يدخل مسرعا ً إلى الكنيسة .

    يعرف مينا عم محمد جيدا ً ويحفظ ملامح وجهه وهيئته البسيطة المتواضعة وهو جالس بسلاحه الميرى أمام باب الكنيسة .

    محمد جالس هنا منذ زمن بعيد بهذا السلاح القديم وتلك الهيئة التي لم تتغير ولم تتبدل كأنها صفحة من كتاب التاريخ .

    أزيك يا عم محمد

    أرادها مينا أن تخرج من فمه طبيعية كالمعتاد .

    أراد أن يرددها تماما ً كما كان يسمعها من والده.. وهو يطمئن بها على أحوال ذلك الرجل الطيب الذي صار معلما ً من معالم كنيسته وجزء ً من تراثها وشيئا ً من حضارتها كما صارَ تراثاً يميز الشارعَ كله بروح وذائقة منحوتة بالصفاء والطيبة ومعجونة بالود والسماحة وحب العطاء .

    لكنها لأول مرة تخرج من فمه مغموسة بريبه وهواجسه .. مسكونة بالشك والظن القاتل .

    إنه لا يتصور الكنيسة بدون حارسها الأسمر الطويل النحيل وسلاحه المعلق في شموخ على كتفه .

    ولا يتصور أحدا ً سيحرس كنيسته من الأخطار .. كما يحرسها ويحميها عم محمد .

    كان لا يزال صغيرا ً عندما عرفه والده على حارس الكنيسة .

    سلم على عم محمد يا مينا .

    دا بلدياتنا يا مينا .. من سوهاج .

    وقاعد في الإسكندرية هنا من عشرين سنة .

    علم مينا من أبيه الموظف بالبريد.. أن هناك أشياء مشتركة كثيرة بينه وبين حارس كنيسته .

    ليس فقط لأنهما من أصول واحدة ومن محافظة واحدة وأنه صعيدي مثلهم .. ولكن هناك هاجس يجمعهما ويجعلهما مترابطين متحالفين ضد خصم مجهول عنيد .

    علم مينا ذلك من وصايا أبيه له بعم محمد سلام .

    خلى بالك من الراجل الطيب ده يا مينا وما تزعلوش .. دا هو اللي حامى كنيستنا.

    خلى بالك منه يا مينا لأن إحنا وكنيستنا من غيره مهددين من ناس كتير .

    يرسم عم محمد ابتسامة عريضة على وجهه البريء.. وتضحك في حنان عيناه ويحمل برفق مينا على يديه .

    يطمئن مينا بين يدي الحارس الطويل ويداعب بيديه الضئيلتين السلاح الميرى.

    يحمل ميخائيل ولده مينا .. ويوقفه بجوار عم محمد سلام ليظلله سلاحه .

    أزيك يا عم محمد يا راجل يا طيب

    قالها ميخائيل بود ومحبة .

    أزيك ... يا ...

    قالها مينا بصوت مكتوم وبحروف صامتة ووجه منزعج بعدها بخمسة عشر عاما ً .

    لأول مرة تخرج الجملة المعتادة الموروثة من فمه ولا يتذكر معها والده.. بل طغى على تفكيره ما أخبره به رفيق عمره وصديقه المقرب جورج صليبا .

    حاسب يا مينا على نفسك .

    حاسب على مراتك وولادك .

    أنت وعيلتك مهددين يا مينا .

    الجديد في التهديد ده .. أن البلطجية الارهابيين اشتروا ذمة الحارس وضموه لصفوفهم .

    احذر من حارس الكنيسة يا مينا .

    محمد سلام راح سوهاج واتفق مع الأشرار على قتلك وقتل أولادك .

    جلس مينا خاشعا ً بين يدي القس .

    يا أبونا لازم تشوف حارس تاني .

    دا عاوز يقتلني .

    هيقتل ولادى يا أبونا .

    الأشرار في سوهاج اتفقوا مع الحارس عليا وعلى عيلتى وأولادي .

    أنا خايف يا أبونا .

    لازم تشوف حارس جديد للكنيسة يا أبونا .

    إنه عيد الميلاد.. يرتدى عزت وشيرين في فرح ثيابهما الجديدة ويتأنقان استعدادا ً لحضور القداس مع والديهما .

    تتزاحم الغيوم في سماء المدينة الشاحبة.. ويتردد في أجوائها الباردة صدى أصوات الطيور السوداء .

    يسأل عزت والده عن حارس الكنيسة .

    جدى ميخائيل قبل ما يموت كلمني كتير عن عم محمد يا بابا .

    وقالى أنه بلدياتنا من سوهاج .

    ووصانى ...

    وضع مينا يده على فم ابنه في ارتباك وعنف .

    ما تسمعش كلام جدك يا عزت .

    إحنا مش لازم نثق في حد .

    الكلام ده كان زمان .

    والزمن بيتغير.. والناس بتتغير .

    إحنا مهددين يا بني .. ولازم نصحي كويس وندافع عن نفسنا .

    لازم ندافع عن نفسنا وعن وجودنا .. وندافع عن الكنيسة ونحميها .

    فاهمنى يا عزت .

    يستقبل عم محمد سلام الوفود المحتفلة بعيد الميلاد بابتسامته المعهودة.. واقفا ً في ثبات وشموخ بسلاحه الميرى على باب الكنيسة .

    تعال يا مينا يا ابني

    ضغط مينا على كفى ابنه وابنته وحوط على زوجته بجسده عندما ناداه واستوقفه حارس الكنيسة .

    تقدم عم محمد سلام بثبات وابتسامة لا تفارق وجهه من عائلة مينا ميخائيل رءوف .

    داعب شيرين وعزت .. نظر إلى عيني مينا المذعورتين بشفقة ورحب بزوجته.

    مالك يا مينا .. متغير من ناحيتي ليه من فترة ؟

    أنا لا سمح الله يا بني زعلتك في حاجة ؟

    صرخ مينا بأعلى صوته : أبوووونا .

    عندما رأى محمد سلام يتناول سلاحه الميرى وينزله من على كتفه ليستقر بين يديه .

    يفترش مينا الأرض فاردا جسده على أولاده وزوجته .

    فزع مينا من الدماء المتطايرة من جسد عم محمد سلام عليه وعلى زوجته وأولاده .. وانتفض واقفا عندما رآه يتبادل النار مع مسلحين في الجهة المقابلة من الكنيسة وهو مصاب بعد أن اخترقه الرصاص .

    فر الملثمون هاربين.. وحمل مينا بشغف وشفقة عم محمد سلام على يديه .

    قوم .. قوم يا عزت يا بني على أقرب مستشفى

    لازم ننقذ عم محمد سلام ..
    كان دم محمد سلام يتساقط على الأرض وقد ارتوت به يدا مينا وتلونت به ثيابه ، وظل عم محمد يردد .. مصيرنا واحد ، ولم يستسلم لأيدى الأطباء الا بعد أن أحضروا له سلاحه .

  2. #2
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي الحارس

    النص معدلا بناء على رغبة الكاتب

    تواطأ القلق مع التوجس والريبة والخوف من المجهول لصياغة ملامح وجه مينا ميخائيل رءوف .

    الأمور لا تسير على ما يرام هنا في المدينة الجميلة .. الشوارع والجدران والميادين والكورنيش وشاطئ البحر كالبشر تماما ً.. جميعهم في حاجة إلى الشعور بالأمان والى هدنة طويلة يعانقون خلالها سلامَهم المفقود .

    جميعهم يفتقدون الإحساس بالطمأنينة والسكينة .

    غيوم كثيفة.. وأسراب من طيور سوداء مخيفة.. تنتمي إلى حكايات الخرافة وتحمل رائحة الأساطير.. تحلق في سماء المدينة العريقة التي بدتْ على غير عادتها شاحبة ومَريضة .

    يخطو مينا بقدمه الفتية أول خطوة خارج بيته في الطريق إلى عمله اليومي .

    يستند بيديه على باب حديقة بيته الصغير ، ينظر جاذباً قامته الفارعة للوراء إلى أسراب الطيور المحلقة في السماء.. فيشعر بانقباض قلبه ويمتقع لون وجهه .

    يسير في طريق ملئ بالأشواك ويصطدم جسده بشكوك وظنون وهواجس كأنها أشياء محسوسة تؤلم الجسد قبل أن تعذب الروح .. يتراءى له أمام عينيه الواسعتين سرير ابنه عزت وسرير ابنته شيرين وقد غطتهما الدماء.

    تركض أمام عينيه زوجته تحمل ملاءات السريرين المخضبة بالدماء وهى تنادى في ذعر على ابنهما وابنتهما .. يقف فجأة.. ينفض وجهه بشدة ثم يغطيه بيديه .. يدعك جبينه وعينيه.. ويرفع رأسه إلى السماء مستغرقا ً في الحيرة.. ويستدير في لحظة انعتاق وتحد .

    يخرج من جيبه هاتفه المحمول ويضغط بأصبع مرتعش على أرقام هاتف زوجته .

    ما تخافش يا حبيبي

    ما تقلقش علينا يا مينا

    ما حصلش حاجة ومش هيحصل حاجة .. إحنا في حمى الرب.

    إحنا هنا في أمان

    دي بس كوابيسك وتهيؤاتك

    عزت وشيرين نائمان في غرفتهما .. روح انت الشغل في أمان وارجع لينا والرب يحميك

    صمت مينا ولم يرد على زوجته وأقفل الخط وقد اتخذ قراره .

    إلى الكنيسة اليوم .. سوف أذهب إلى الكنيسة .. لن أذهب إلى العمل .. سأقابل أبونا .. لم يعد هناك وقت وليس هناك داع للانتظار .. لم أعد أحتمل .

    هكذا خاطب نفسه .. وقد علق عينيه الزائغتين بحركة حذائه وهو يعدو بجد في طريقه إلى الكنيسة التي لا تبتعد كثيرا ً عن منزله .

    يرسم محمد سلام الشاويش الأسمر النحيل ابتسامة عريضة على وجه مريح في مقابل نظرة الريبة العميقة المنطلقة من عيني مينا وهو يدخل مسرعا ً إلى الكنيسة .

    يعرف مينا عم محمد جيدا ً ويحفظ ملامح وجهه وهيئته البسيطة المتواضعة وهو جالس بسلاحه الميرى أمام باب الكنيسة .

    محمد جالس هنا منذ زمن بعيد بهذا السلاح القديم وتلك الهيئة التي لم تتغير ولم تتبدل كأنها صفحة من كتاب التاريخ .

    أزيك يا عم محمد

    أرادها مينا أن تخرج من فمه طبيعية كالمعتاد .

    أراد أن يرددها تماما ً كما كان يسمعها من والده.. وهو يطمئن بها على أحوال ذلك الرجل الطيب الذي صار معلما ً من معالم كنيسته وجزء ً من تراثها وشيئا ً من حضارتها كما صارَ تراثاً يميز الشارعَ كله بروح وذائقة منحوتة بالصفاء والطيبة ومعجونة بالود والسماحة وحب العطاء .

    لكنها لأول مرة تخرج من فمه مغموسة بريبه وهواجسه .. مسكونة بالشك والظن القاتل .

    إنه لا يتصور الكنيسة بدون حارسها الأسمر الطويل النحيل وسلاحه المعلق في شموخ على كتفه .

    ولا يتصور أحدا ً سيحرس كنيسته من الأخطار .. كما يحرسها ويحميها عم محمد .

    كان لا يزال صغيرا ً عندما عرفه والده على حارس الكنيسة .

    سلم على عم محمد يا مينا .

    دا بلدياتنا يا مينا .. من سوهاج .

    وقاعد في الإسكندرية هنا من عشرين سنة .

    علم مينا من أبيه الموظف بالبريد.. أن هناك أشياء مشتركة كثيرة بينه وبين حارس كنيسته .

    ليس فقط لأنهما من أصول واحدة ومن محافظة واحدة وأنه صعيدي مثلهم .. ولكن هناك هاجس يجمعهما ويجعلهما مترابطين متحالفين ضد خصم مجهول عنيد .

    علم مينا ذلك من وصايا أبيه له بعم محمد سلام .

    خلى بالك من الراجل الطيب ده يا مينا وما تزعلوش .. دا هو اللي حامى كنيستنا.

    خلى بالك منه يا مينا لأن إحنا وكنيستنا من غيره مهددين من ناس كتير .

    يرسم عم محمد ابتسامة عريضة على وجهه البريء.. وتضحك في حنان عيناه ويحمل برفق مينا على يديه .

    يطمئن مينا بين يدي الحارس الطويل ويداعب بيديه الضئيلتين السلاح الميرى.

    يحمل ميخائيل ولده مينا .. ويوقفه بجوار عم محمد سلام ليظلله سلاحه .

    أزيك يا عم محمد يا راجل يا طيب

    قالها ميخائيل بود ومحبة .

    أزيك ... يا ...

    قالها مينا بصوت مكتوم وبحروف صامتة ووجه منزعج بعدها بخمسة عشر عاما ً .

    لأول مرة تخرج الجملة المعتادة الموروثة من فمه ولا يتذكر معها والده.. بل طغى على تفكيره ما أخبره به رفيق عمره وصديقه المقرب جورج صليبا .

    حاسب يا مينا على نفسك .

    حاسب على مراتك وولادك .

    أنت وعيلتك مهددين يا مينا .

    الجديد في التهديد ده .. أن البلطجية الارهابيين اشتروا ذمة الحارس وضموه لصفوفهم .

    احذر من حارس الكنيسة يا مينا .

    محمد سلام راح سوهاج واتفق مع الأشرار على قتلك وقتل أولادك .

    جلس مينا خاشعا ً بين يدي القس .

    يا أبونا لازم تشوف حارس تاني .

    دا عاوز يقتلني .

    هيقتل ولادى يا أبونا .

    الأشرار في سوهاج اتفقوا مع الحارس عليا وعلى عيلتى وأولادي .

    أنا خايف يا أبونا .

    لازم تشوف حارس جديد للكنيسة يا أبونا .

    إنه عيد الميلاد.. يرتدى عزت وشيرين في فرح ثيابهما الجديدة ويتأنقان استعدادا ً لحضور القداس مع والديهما .

    تتزاحم الغيوم في سماء المدينة الشاحبة.. ويتردد في أجوائها الباردة صدى أصوات الطيور السوداء .

    يسأل عزت والده عن حارس الكنيسة .

    جدى ميخائيل قبل ما يموت كلمني كتير عن عم محمد يا بابا .

    وقالى أنه بلدياتنا من سوهاج .

    ووصانى ...

    وضع مينا يده على فم ابنه في ارتباك وعنف .

    ما تسمعش كلام جدك يا عزت .

    إحنا مش لازم نثق في حد .

    الكلام ده كان زمان .

    والزمن بيتغير.. والناس بتتغير .

    إحنا مهددين يا بني .. ولازم نصحي كويس وندافع عن نفسنا .

    لازم ندافع عن نفسنا وعن وجودنا .. وندافع عن الكنيسة ونحميها .

    فاهمنى يا عزت .

    يستقبل عم محمد سلام الوفود المحتفلة بعيد الميلاد بابتسامته المعهودة.. واقفا ً في ثبات وشموخ بسلاحه الميرى على باب الكنيسة .

    تعال يا مينا يا ابني

    ضغط مينا على كفى ابنه وابنته وحوط على زوجته بجسده عندما ناداه واستوقفه حارس الكنيسة .

    تقدم عم محمد سلام بثبات وابتسامة لا تفارق وجهه من عائلة مينا ميخائيل رءوف .

    داعب شيرين وعزت .. نظر إلى عيني مينا المذعورتين بشفقة ورحب بزوجته.

    مالك يا مينا .. متغير من ناحيتي ليه من فترة ؟

    أنا لا سمح الله يا بني زعلتك في حاجة ؟

    صرخ مينا بأعلى صوته : أبوووونا .

    عندما رأى محمد سلام يتناول سلاحه الميرى وينزله من على كتفه ليستقر بين يديه .

    يفترش مينا الأرض فاردا جسده على أولاده وزوجته .

    فزع مينا من الدماء المتطايرة من جسد عم محمد سلام عليه وعلى زوجته وأولاده .. وانتفض واقفا عندما رآه يتبادل النار مع مسلحين في الجهة المقابلة من الكنيسة وهو مصاب بعد أن اخترقه الرصاص .

    فر الملثمون هاربين.. وحمل مينا بشغف وشفقة عم محمد سلام على يديه .

    قوم .. قوم يا عزت يا بني على أقرب مستشفى

    لازم ننقذ عم محمد سلام ..

  3. #3
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    نص انساني من الجانب الآخر ربما لم تحظى القصة القصيرة كثيرا به أو لم تقع في قبضتي إلا القليل من النصوص التي تحاكي الدينات الأخرى
    تسلسل وتصاعد موفق للأحداث وتصوير ناطق لحالة الخوف التي انتابت البطل تخللها بعض عبارات باللهجة العامية زادت من سلاسة السرد رغم أنها غير مستحبة في النصوص القصصية
    ويبقى سؤال يغلفه الغموض تركته والخاتمة التي لم تكشف النقاب عن هوية الملثمين الذين أطلقوا النار وفروا هاربين
    شكرا لك أديبنا الفاضل
    وصباحك مشرق
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية عبد السلام هلالي أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الدولة : المغرب
    العمر : 42
    المشاركات : 983
    المواضيع : 44
    الردود : 983
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    "العدو ليس دائما من نحذره أو يحذروننا منه"
    راقتني جدا فكرة النص و أعجبني بناؤه المتين و تسلسل الأحداث فيه ، و اللغة الأنيقة التي خدمت السرد و الوصف و ساعدتنا في النفاذ إلى نفسية " البطل" و الوقوف على وساوسه و تخوفاته.
    احتفظت القصة بأوراقها إلى الأخير و إن كنت أعتقد - وهذا مجرد رأي- أن النهاية تحتاج إلى مزيد تكثيف ، و ربما أمكن التخلي عن هذه العبارة " كان دم محمد سلام يتساقط على الأرض وقد ارتوت به يدا مينا وتلونت به ثيابه ، وظل عم محمد يردد .. مصيرنا واحد ، ولم يستسلم لأيدى الأطباء الا بعد أن أحضروا له سلاحه ."
    راقني المقام هنا ، شكرا على الإبداع و الإمتاع أخي هشام
    اللهم اهدنا إلى ماتحبه وترضاه

  5. #5
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    هم الارهابيون سيدتى الكريمة الأديبة الفاضلة آمال المصرى ، الذين لا يعبرون عن الاسلام الصحيح ولا يعبر عنهم ، انما الذى يعبر بصدق عن الاسلام فهو الحارس الطيب المناضل صاحب التاريخ والحضارة والثقافة الأصيل الذى يحرس الأديان الأخرى ويحمى معتقدات الآخرين ودور عباداتهم ويؤمنهم على أرواحهم واموالهم واولادهم وأملاكهم .
    تقبلى أستاذتنا الكبيرة خالص التحية والتقدير

  6. #6
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    أنا معك تماماً فيما ذهبت اليه أستاذنا المبدع عبد السلام هلالى ، فالقفلة مرتخية وليست محكمة وكان من الأوفق أن تنتهى عند " لازم ننقذ محمد سلام " .. وأتمنى لو تم حذف السطرين الأخيرين من القصة .
    شكراً جزيلاً لك على المشاركة الهادفة وهذا الاثراء النقدى الذى أسعد وأفخر به .
    لك خالص التحية والتقدير

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام النجار مشاهدة المشاركة
    القفلة مرتخية وليست محكمة وكان من الأوفق أن تنتهى عند " لازم ننقذ محمد سلام " .. وأتمنى لو تم حذف السطرين الأخيرين من القصة .
    شكراً جزيلاً لك على المشاركة الهادفة وهذا الاثراء النقدى الذى أسعد وأفخر به .
    تم تحقيق رغبتكم كاتبنا الكريم
    بإضافة نسخة تالية من النص بالتعديل المطلوب

    قص موفق بمهارة سردية وتمكن وصفي ملفت

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  8. #8
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    تم تحقيق رغبتكم كاتبنا الكريم
    بإضافة نسخة تالية من النص بالتعديل المطلوب

    قص موفق بمهارة سردية وتمكن وصفي ملفت

    دمت بخير

    تحاياي
    لكِ جزيل الشكر سيدتى الكريمة الأديبة الكبيرة ربيحة الرفاعى ، عاجز حرفى عن شكرك ودامَ لنا هذا العطاء المدرار وهذا الابداع السخى ، وهذا البذل الصادق فى سبيل الله ولرقى الانسان وخدمة قضاياه .
    بوركت سيدتى ودمت فى ألق وسعادة ورخاء .
    تحيتى وتقديرى .

  9. #9
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    ذكي الحرف
    أوضحت بخفاء من نحن ومن هم
    راقني النص
    ويروقني حرفك
    دمت متجدداً
    مودتي وتقديري

  10. #10
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود محمد جمعة مشاهدة المشاركة
    ذكي الحرف
    أوضحت بخفاء من نحن ومن هم
    راقني النص
    ويروقني حرفك
    دمت متجدداً
    مودتي وتقديري
    بُوركتِ أيتها الأديبة الفاضلة ودام لنا حرفك وحضورك المبهج .
    مودتى وتحيتى وتقديرى .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الحارس الخشبي
    بواسطة أحمد حسين أحمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 11-10-2012, 02:00 PM