|
وإن كنتَ الدفينَ بقاعِ رمسِ |
وإن كنتَ الصريعَ بلسعِ قرسي |
وإن كنتَ العليمَ بكلِ لغوٍ |
وإن كنتَ الحصودَ بغيرِ غرسِ |
وإن كنتَ الفصيحَ بِلا سجِّلٍ |
من الخبراتِ بل من غيرِ رأسِ |
وإن كنتَ الخطيبَ بِلا لسانٍ |
وإن كنتَ الصباحَ بغيرِ شمسِ |
فلستُ أردُّ نُصحاً ..أيَّ نصحٍ |
وإن لم أستفد منكم بدرسِ |
فَلي في خبرتي باعٌ طويلٌ |
ولي ممّا اقترفتُ رصيدُ أمسي |
فأعلمُ ما أُريدُ ولستُ أرضى |
بما ترضاه..يأساً بالأخَسِّ |
ولم تعهدني الأزمانُ يوماً |
وقد "أدرجتُ" من جسرٍ بتعسِ |
فما تلك النصيحةُ لستُ أدري |
وقد فاق النعيمَ أشدُّ بؤسي |
أنا الطاؤوسُ ألواناً وزهواً |
أنا ألأسدُ الهصورُ ببعضِ بأسي |
وأنتَ نعامةُ الجُبناءِ تجري |
وتدفنُ رأسها خوفاً "بِطُعسِ" |
فماذا قد تفيدُ وأنتَ منّي |
بعيدٌ ..مُقعدٌ وأداً برمسِ |
وإن أسرفتُ إلاّ أن قلبي |
يروحُ ويغتدي ويعودُ يمسي |
لأغلى فِتنتةٍ خلٌقت لنفسي |
لِفاتنتي وروضي "أمّ شمسِ" |
وكم جرّبتُ إلاّ أن قلبي |
يبيعُ جميعهنَّ بنصفِ فلسِ |
وهل أبتاعُ لؤلؤتي وكنزي |
وحاشا أن أُغرُّ بسعرِ بخسِ |
ولن أرضى لها بدلاً بأُخرى |
فليس لغيرها "شيئاً بنفسي ! |
هي الدنيا ..بل الفردوسُ حُسناً |
وتلكَ محبّتي من كلِ جنسِ |
لها في مهجتي أفياءُ حبٍ |
وروضٌ ناضرٌ في عمقِ حسّي |
وتعلمُ أنها عَلَماً مناراً |
وآمالاً تبدِّدُ فيَّ يأسي! |
فليس لِحُسنها في الغيدِ مثلٌ |
ولا مثلي بحبّي قلبُ إنسي ! |
نذرتُ القلبَ سجناً (في هواها) |
لها بالحبِ فَلْتنعم بحبسي ! |