تطاول ليلي متى أظفرُ
بليلٍ عن الصبح لا يسفرُ
ففي مقلتيَّ تلوح الطيوفُ
بما لا يسرُّ ولا يسحرُ
عددت الثواني فطال الزمان
تجاهلتها ما أبت تقصرُ
حمدت الرحيل إذا في الرحيل
رحيلٌ لآخرةٍ تبهرُ
كرهت البقاء فأين الفناء
فلم يبق لي بعد ما أخسرُ
رؤاي كئيبٌ فصيحُ الوجومِ
وصدري بآلامه يزفرُ
تبدَّى البشير بشؤم النذير
بماذا سيأتي الذي ينذرُ ؟
ولم أحظَ يوما بما اشتهي
ولا ما ترقَّبته يحضر
فلا الليل زُيِّنَ للناظرين
ويأتي الضحى أشعثٌ أغبرُ
تعرىَّ الظلام ليغري الضحى
فجاء الضحى ما له مئزرُ
لذا اجتاحني لهفةٌ للِّقاءِ
بأخرى لتنأى بما أحذرُ
أُرتِّعُ روحي بُعيد العناء
بما ليس في البال قد يخطرُ
وكأسي مترعةٌ بالخلود
دهاقاً يطوف بها احورُ
فألقى البشاشات- والمزهرات
تفوحُ- وكلُّ الربى تثمر
وألتذُّ من شرب خمر المعين
فلا يُصدع الرأس أو تُسكر
فيغمسني خالقي في النعيم
بها ينتسى البؤس والمضجرُ
ويغشى المكانَ كمالُ الجمالِ
وهيهات بعد الرضى أعثر
فلا موت أخشاه بل بالمزيد
بما لا أخيله أو أنظر
ويغدو الزمان ضحىً في ضحى
ولا الشمس تؤذيه أو تظهر