من الاردن ما بعد الشراة
جلبت الخيل تحجل بالقناة
لها من كل آ بدة فصيل
كمثل النو تمزع بالفلاة
وفي خبب تسير محجلات
مزينة بأوراق النبا ت
وألجمة لها من كل لون
مزخرفة بأحجام النواة
بها خرز ترن مذهبات
كرن القطر يسقط بالصفا ة
محملة بعود الند تجري
و بالخمر المحلى كالفرات
وبالسمراء من طيب البوادي
وبالشيح المضمم بالأناة
وفيها من دلال الحب غمر
كما الجوري مقطوع الصفات
تراني في وداع العير قيس
سجي الدمع أرجم بالحصاة
أقيم على الديار ديا ر ليلي
وتسلمني الرواة الى الوشاة
وتبكيني الخيام نزيف ظلي
اذا أزف الرحيل الى الشتا ت
واني لا أطيق لها فراقا
وتغرقني الدموع السافيات
كأني فارق الأحبا ب قبري
وتسألني الملائك عن حياتي
فألجم عن أجابتها فتبكي
وتغفرني من القوم العصاة
وذنبي أنني مذ كنت صبا
أرقت الشوق في حبر الدواة
أعاقر اذ اجن الليل دمعي
وأنحر شارد البيد اللواتي
صببن الريح في أوتار قلبي
فجن القلب وأنشقت عصاتي
وتعزفني الرعاة بظل نخل
عميق الحزن أفناني رماتي
واقتل ليس يدفنني غراب
واغدوا للضواري الناهشات
على أني نذرت الحب قلبي
ولست بعاكف أنجوا حياتي
ولست بتارك ما أن قومي
وما عصف الربيع وجدت ذاتي
وما الشعر الا ما تدلى
قطوفا في السواقي الدانيات
وعقد على نحر وجيد
وماء في غدير الشوق شاتي
ودفء للصغار من العوادي
وواقية على قدم الحفاة
وعزف ثائر يحتد حبا
على الوطن الذبيح من الطغاة
يؤذن منجدا ابناء عمي
اسود الغاب تفتك بالعداة
غطاريف اذا الغارات شنت
منازلهم ظهور الصافنا ت