أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ساعة أبجدية

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2018
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 79
    المواضيع : 21
    الردود : 79
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي ساعة أبجدية

    ساعة أبجدية


    يتجرع بأسى شعورا بالخيبة صار يغزو النفس بشراسة... هناك كان يتخطى الحواجز بإصرار، في كاليفورنيا كان يحلم بالآتي، بكل ثقة كان يرسم خريطة المسار، راقصا رقصة رعاة البقر. أماما، دائما إلى الأمام، فالأفضل هو الآتي.
    -YES I Can do it
    هكذا كان يحدث نفسه بلغة ذلك البلد...
    وهو الآن يداري الحنق، يرسم على شفتيه الابتسامة، ما من داع لأن ينتبه أحد لهذا الحال. هي مجرد لحظات عصيبة آيلة إلى زوال. والأفضل هو الآتي. "The best is yet to come"
    تزور البال ذات الخمار الأسود، تلك التي اجتمع في عينيها كل سحر العالم! هناك قرب الكثبان الرملية حصل العهد والوعد!
    وكأن العالم يتغير في لحظة، في ساعة، وفي دقيقة...
    ما ألعن هذه الأيام، وما أقسى أن تتغير الأشياء وتتحرك الحياة دون أن ننظر في ما نتوقع ،وننشئ العالم الذي نريد.
    عشق الدنيا والجمال، واللون والموسيقى ولحظات الهيام، واشترى بسخاء كل دقيقة وكل ساعة بمقدار ما تجمع في حسابه من دولارات.
    لا يصدق ما حصل من تحول بين ساعاته الماضية والآنية، بعد أن تغيرت وجهته عن ذات الخمار...
    يتذكر الأخرى التي أراد أن يلوي بها ذراع الزمن، لا بأس، فاقتحام عالم النفوذ قرار واختيار.
    في ذلك اليوم أهداها ساعة مرصعة باللؤلؤ والألماس.
    عادت إلى الذاكرة ابتسامتها، وفي كل مرة يساوره شعور بأنه ربما كان عليه أن يمنح أكثر، لأن الجمال بلا ثمن ويستحق أكثر.
    سأله صديقه:
    -أما زلت تردد الحكاية، أليس الأفضل هو أن تسعى إلى حكاية جديدة.
    أحب كل النساء في عيني ذات الخمار، غرف من بحار الحب، ولم يرتو... في كل ساعة تغزو الذهن من بقيت بالانتظار! بماذا عساه يعوض ما ضاع؟! لحظة أخرى قاسية هكذا قال، وليس أمامه سوى النسيان.
    مرت الأيام، ورسم الدهر على الجبين علامات الهرم. نظر إلى الوراء فعلق الذهن بعلامات استفهام. من كل الأحجام، طال الصدأ مسامعه رغم تحذير صديقه الآخر:
    -ساعتنا ماضية يا صديقي، فلا تنس الآتية بلا ريب!
    كلما ابتسمت، كان يستنشق عبير الأمل...
    ساعة سعيدة، س... عيدة س..عي ..دة.. يا عيني، يا ليلي...
    رغم الغيم في السماء كان يرى إشراقة الشمس، ويرمي كل ما جنته اليد من كد الأيام، ولم يدخر جهدا في تدليل الجمال.
    -I am Happy !!
    جملته الأثيرة في هذه الأحوال...
    وسرعان ما بدأت ساعة المتع تجف، وحل محل سعادة الكون الحزن كله، ساعات كئيبة.. كئيـ..بة.
    ما زال هو هنا... بعد اللحظة الكئيبة، أسقط في يده بعد أن التقطت أذنه السم الزعاف.
    غدا، كيف سيكون الحال، سأل نفسه بعد الذي حصل.
    تسلل الألم إلى الأعماق، ومنها سرق ساعات الحلم بالأفضل الآتي...
    كل شيء كان مجرد سجن مسيج بورود سرعان ما ذبلت وتناهى إلى سمعه ما قالت…
    ساعة أخرى! !
    ساعة من ساعات الله
    كل شيء حدث بسهولة مذهلة.
    حينها أدرك، وعاد إلى ذاته يفك كل الرموز...
    ساعة واحدة كانت كافية لينهار عالم الأحلام، وتستقبله صلابة أرض واقع غادره إلى حين...
    هاله أن تعود الذكريات إلى الذهن كشريط قديم... صور بالأبيض والأسود من بينها صورة ذات الخمار...
    ارتعد خوفا حينما أدرك مساحة الفراغ التي اتسعت من حواليه بمقدار ما فرغ الجيب مع الأيام.
    كل الأشياء والناس مجرد أشباح.
    يحيط به الخلاء، بعد أن خفت وجيب قلب كسره عناد عمر طويلا.
    وكأن الزمن اجتازه بقسوة ولم يخلف وراءه إلا يبابا.
    سوف يجن! ساوره الخوف حين خلا، الجيب والبيت إلا من أثاث جامد كالصخر.
    تذكر لحظة خروجه من المستشفى، وبلا مقدمات أغرقت أذنه بسيل من الأعذار تفسر سبب الغياب.
    وفي تلك اللحظة أدرك كل شيء! !
    انتصبت أمامه عينيه ذات الخمار غاضبة، وكأنه سقط من الأعالي ورأسه يرتطم بالصخر، صار كل شيء بلا ملامح، وكأن العالم كساه الضباب.
    ساعة سعيدة
    ساعة كئيبة
    ساعة من ساعات الله.
    ساعة أبجدية، لتعلم أبجديات الحياة بلا مساحيق ولا ألوان.
    وبخطى وئيدة سار في اتجاه كثبان الرمل، من بعيد لمحته ذات الخمار، لم يستطع النظر في عينيها خجلا... صار المكان غير المكان، غزته المباني والخيام...
    قالت له معاتبة:
    -أنت فارسي وعاشقي، وبك أهش على زمني... قم لالتقاط رزقك فالشمس تكاد تتوسط السماء.

    حسن لشهب

  2. #2
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2018
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 79
    المواضيع : 21
    الردود : 79
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    الأبجدية أولى خطوات التعلم.

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2018
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 79
    المواضيع : 21
    الردود : 79
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    يؤطر الزمن الوجود ويشرط مختلف تصوراتنا بما في ذلك أحداث الحلم والخيال.

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2018
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 79
    المواضيع : 21
    الردود : 79
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    .................. ..... ......
    .......

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    قصة رجل ترك أرضه وبلده ومن سرقت لبه ( ذات الخمار ) وكان بينهما عهد ووعد
    فعاش هناك : ساعة سعيدة..
    عشق الدنيا والجمال ، وتغيرت وجهته عن ذات الخمار ـ وأراد اقتحام عالم النفوذ
    واشترى بسخاء كل دقيقة وكل ساعة بما يملك من دولارات.
    غرف من بحار الحب ألوان ولم يرتو .. يرى عينين ذات الخمار في كل النساء
    يجبر نفسه على النسيان ، ويشترى المتعة بكل ما يملك من مال قائلا .. أنا سعيد.
    ساعة كئيبة..
    جفت المتعة وحل الحزن مكان السعادة وتسلل الألم إلى الأعماق ليكتشف وهم الحلم
    وفرغ ما في الجيب مع الأيام.
    ساعة من ساعات الله.. ساعة تأمل تعلم فيها أبجديات الحياة بلا مساحيق ولا ألوان
    بعد خروجه من المستشفى وعودته إلى دياره شبه حطام.
    يلمح ذات الخمار ـ لا يستطيع النظر في عينيها خجلا
    تعاتبه.. بأنها مازالت تكن له الحب وتشجعه على أن يبدأ من جديد.

    هل استطعت أن أصل إلى لب القصة ؟؟؟؟؟
    أتمنى أن أكون على الأقل قد اقتربت
    وتبقى نصوصك مميزة .. حكائية شيقة
    قوة تعبير، وتصوير، ولغة شاعرية لنص هادف وطرح جميل.
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jan 2018
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 79
    المواضيع : 21
    الردود : 79
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المحترمة نادية الجابي
    شكرا لمتابعتك المستمرة وتشجيعك الدؤوب وهذا يترجم نبل مقاصدك ورقي ذائقتك الأدبية.
    لم يمنعني عن الرد سوى محاولة إعطاء النصوص فرصا أخرى للتعليق من طرف قراء آخرين .
    كل التقدير لمجهودك ونشاطك اللافت .