مفيش حد مات .. رثاء أحمد فؤاد نجم ، للشاعر هشام الجخ
تقديم / هشام النجار
سنختلف كثيراً حول أحمد فؤاد نجم الانسان وحياته الحافلة بالصعلكة والمغامرات ، لكن أتذكرون شعراء الصعاليك فى الجاهلية وقد كانوا على الكفر ورغم ذلك أشاد بهم وبفنهم وشعرهم الراقى كبار مفكرى وقادة الاسلام ، وقد كانوا مثالاً للنخوة والرجولة والشهامة العربية ، وضربوا أروع النماذج فى التجرد وحب الفقراء والبذل والعطاء ، وعلى رأسهم الشاعر الكبير عروة بن الورد بقصائده ومواقفه التى تفيض عذوبة وانسانية .
حديثنا هنا عن الشعر وليس عن المواقف وقد استزاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعر وحكمة أمية بن أبى الصلت ، بما يجعل هؤلاء قديماً وحديثاً معنا بأفكارهم الانسانية الراقية ومواجهتهم للظلم والطغيان والفساد وانحيازهم للفقراء والمطحونين والمستضعفين والمنسيين على هامش الحياة ، على أرضية مشتركة ؛ فنحن نهدف الى ذات الأهداف وان كانت رؤانا وأفكارنا ومناهجنا ومنطلقاتنا وبرامجنا وقناعاتنا مختلفة .
الشاعر لا يموت وقد قلت ذلك قبل ذلك فى رثاء محمود درويش الذى يختلف معنا أيضاً فى المنهج والقناعة لكنه يقف معنا على أرضية مقاومة الظلم والاحتلال والقهر ، وطالما تغنينا بكلماته المقاتلة .
وشعر أحمد فؤاد نجم – وخاصة ما تغنى به الشيخ امام – لا يموت ، وسيظل نجم بشعره المقاوم الرافض لكل ظلم واستعلاء وقهر حياً ، ما دامت الحياة ، وما دام هناك مستضعفون وما دام هناك طغاة .
مفيش حد مات .. رثاء أحمد فؤاد نجم ، للشاعر هشام الجخ
مفيش حد مات
..
لِسّاه بشعره وقصايده وعبايته وفلتة لسانه ..
وكل الناس اللى ثارت عشانه ..
ولسة الحروف اللى شقّت كيانه ..
وشقت جدار الخضوع والسكات.
مفيش حد مات ..
لسة الكلام اللى طاير حمام ..
وضرب الرصاص اللى من عود (إمام)..
ولسة الضمير اللى رافض ينام ..
بيسهر يوماتى فى كل الحارات ....
ويعلن إنك وشعرك وفنك .. حاجات مش بيغلبها الممات..