أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: يداكَ أوكتا وفوكَ نفخ!

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي يداكَ أوكتا وفوكَ نفخ!

    يداكَ أوكتا وفوكَ نفخ!


    بعد أن تأنقتْ فارتدتْ أحسنَ ما لديها؛ صففتْ شعرَها بالسشوارِ والمُشطِ..ثم قليلا من العطرِ والرتوش..حتى إذا رضيتْ عن شكلها تماماَ..خرجت مسرعةً وانطلقت بسيارتها تخطفُ الشارعَ خطفا، حتى وصلت الشركةَ، دلفتْ اليابَ الزجاجيَّ حتّى وجدتْ نفسَها في بهوٌ فسيحٍ في الطابقِ الأرضيِّ الذي ضمّختهُ برودةُ المكيِّفِ المركزيِّ. أضاءتْ المكانَ مصابيحُ النيونَ البيضاءِ، فوقعت عينُها على مكتبٍ في الواجهةِ فأعجبها ووقعتْ في نفسِها مكانتُه وهيبتُهُ. هرعتْ إليه وحيَّت الموظَّفَ المتأنقَ الجالسَ إلى مكتبهِ في الصدارةِ تحيةَ الصَّباحِ، فقام محيياً لها ومرحباً... وأشارَ لها بالجلوسِ على الكرسيِّ قبالتَه...ضغطَ الجرسَ..فجاء عاملُ الضيافة..قال الموظف:
    ماذا تشربين؟شاياً..قهوةً ...بارداً
    قالت: قهوةً بلا سكرٍ..
    قال الموظفُ: هل من خدمةٍ أستطيعُ أن أقدمَها لكِ؟
    قالتْ متلهفةً : أريدُ مديرَ الشركةِ؟
    فأجابها على الفورِ وبدونِ أيِّ ترددٍ: أنا يا عزيزتي مديرُ الشركةِ..
    ففوجئتْ وقالت: أريدُ مديرَ الشركةِ مرادا!
    قال: لبسَ عندنا مديرٌ بهذا الإسمِ...آه تقصدينَ الجابي مراد...سامحهُ الله ..ثمّ قال هامساُ: هذا الخبيث لا يكفُّ عنِ الكذبِ ..ثمَّ تساءلَ: أقالَ لك أنهُ هو المديرُ؟!
    قالت مستغربةً:أوليسَ هو المديرَ!
    قالَ وقد شبكَ أصابعَهُ واتَّكأ بمرفقيهِ على الطاولةِ ذات اللوحِ الزجاجيِِّ الباردِ..
    قال: يا عزيزتي أنا المدير..ليس مراد إلا جابياً...يجمعُ مستحقاتِ الشركة من الشركاتِ الأخرى والعملاء..على كل حال هو سيحضر بعد ثلاث ساعات ...إن أحببت الانتظار هنا أو في البهو الخارجي فأهلا وسهلا!
    حضرت القهوةُ فقدمها العامل لها وفنجانا آخرَ للمدير..رشف رشفةً وقال: إذا أحببتِ ان أجدَ لك عملاً في شركتي فلن أقصِّرَ..أنت جميلةٌ ..وشخصيتُك جذابةٌ ..ونحن دائماً بحاجةٍ لعنصرٍ نسائيٍّ لأنهنَ الأنجحُ في استقطابِ الزبائنِ والعملاءِ..
    أعجبَها أطراؤهُ فأطرقت بابتسامةٍ...وتمنت لو أنَّها التقت هذا المديرَ في الملهى ولم تلتقِ ذاكَ المرادَ..وآنسها طمعُ البديل.
    واستطرد:لكن هل لي أن أسالَ من أينَ تعرفتِ على مرادٍ هذا..؟
    قالت: كنتُ أعمل نادلةً في ملهى ..وعرضَ علي العملَ...لأن أكونَ سكرتيرتهُ في الشركة!
    تمتمَ قائلاً في نفسِه: "ابنُ الفاعلةِ ...إذن هو يسعى للوقيعةِ بي...واللهِ لأعلمنَّهُ درساً لن ينساه!"
    شربتْ نصفَ فنجانِ القهوةِ... علا وجهُها عرقٌ باردٌ ..ثم اعتذرتْ و غادرتْ مسرعةٌ وهي تنفخُ بفيها، وتلعن في قرارةِ نفسِها..ونفرت دمعتانِ من عينيها، فاحتواها الشّارعُ ويممتُ شطرَ شقتِها.. ولم يُهدىء شيءٌ ثورتَها إلى أن استبقتِ البابَ، دخلت وردَّتهُ خلفَها بقوةٍ...نظرتْ إلى صورتِها في المرآة...فإذا هي أقبحُ ما تكونُ. ذلك أن العرقَ مزجَ الألوانَ..والدموعَ التي خطَّت الخدودَ فشوهتَها..فأجهشتْ بالبكاء ِوألقتْ بنفسها إلى السَّريرِ نادبةً حظّها السَّيء العاثرَ..وعمرٌ يكبرُ في الخفاء !

    و في الطّابقِ العلويِّ من الشَّركةِ، كان السيدُ مرادُ ينتظر قدومَ السكرتيرةِ الجديدةِ على أحرِّ من الجمرِ ...يُحدِّثٌ نفسه: آهٍ..آهٍ..كي أتخلّص من هذا الأفّاكِ الذي يخلِطُ الجدَّ بالهزلِ ..ولأجمِّلنَّ شكلَ الشركةِ بالجنسِ اللَّطيف. مكثَ بعيداً،إلا أنّها لم تحضرْ في الموعدِ المضروبِ...فلمّا آيسَ وعيلَ صبرُه..التقطَ الهاتفَ الخليويَّ..وحاول الاتِّصال بها مراتٍ ومراتٍ..فيفصل الخطُّ ويفصلُ.. ولم يُفلح!...حتّى إذا انتهى به القرارُ إلى أن يرسلَ لها رسالةً،
    قالت الرسالةُ التي نحملُ العتابَ والودَّ: لماذا لم تحضري إلى الشَّركةِ...فقد انتظرتُك طَويلا؟!
    ردَّتْ عليه سريعاً برسالةٍ تقولُ:
    "يا سافلُ ...يا واطي...لقد حضرتُ إلى الشَّركة ...فأعلموني أنَّك لستَ المديرُ!
    فما أنتَ إلا جابٍ..وهذا عليكَ كثيرٌ!"..وأغلقتِ الهاتفَ، فأرغى وأزبدَ، ولما هدأتْ ثورتُه، ردَّ عليها مرادُ برسالةٍ مطولَّةً...وتوسَّلّ إليها كي تفتحَ الخليوي ففعلتْ..واستمعتْ إليهِ طَويلا..

    استقبلها المديرُ بنفسهِ ببابِ الشركةِ في اليوم التّالي، فاعتذرَ لها وأخذَ بيدِها إلى حيث المكتبُ الأول.. والموظفُ المتأنقُ في صدارتِهِ ..فأشارت إليهِ...فدخلا، فألفى الموظفُ سيِّدَهُ لدى البابِ تُرافقُهُ ..قالَ المديرُ: من هو مديرُ الشَّركةِ يا كلبُ!
    قالَ المتأنِّقُ: أنتَ طبعاً يا سيِّدي!!
    المديرُ: ماهي وظيفتُك يا ابنَ الكلبِ!
    الموظفُ: سكرتيرُ حضرتِك ياسيِدي!
    لم تُصدِّقْ الآنسةُ أذنَيْها...كما إنَّها لم تُصدقْ عينَيها وقد هرعَ المدير إلى منفضةِ السّجائرِ الموجودةِ على الخُوان..فاحتمَلَها وألقى بها صوبَ رأسِ الموظَّف بقوةٍ من عزِمه وكرشِهِ، فانفتلَ الموظفُ الشّابُ الأنيقُ الرَّشيقُ حولَ طاولةِ المكتبِ، فأخطأتهُ، وكادتْ أن تصيبَ فارتطمتْ بالجدارِ..وانزلقتْ قدمُ المديرِ...فهوى فالتقى حرفُ الخوانِ رأسَهُ فشُجَّ...فاستعادَ واقفاً جسمَهُ، واستدركَ الموظَّفُ الهاربُ لاحقاً...واجتمعَ الموظفونَ في الشَّركةِ والنّاسِ في الخارجِ يستطلعونَ الأمر...فانسلَّتْ من بينِهم بهدوءٍ حتَّى لا ينالهَا من الواقعةِ حديثُ سوءٍ أو رميٌ للمحصناتْ

    طارَ هارباً من الشَّركة..سارتْ خلفَه تحثُ الخطى مُستعجلةً...حتّى إذا التقيا على بُعدٍ..تلاقتْ عيناهُما...شيءٌ من العتابِ...وقليلٌ من الاعتذارِ..وشيءٌ من الإعجابِ..فابتسمتْ وابتسمَ ..وضحكِتْ وضحكَ..تشابكتْ يداهُما ...وسارا يبحثانِ عن عمل!

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,174
    المواضيع : 318
    الردود : 21174
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    الطيور على أشكالها تقع..... ورب صدفة خير من ألف ميعاد
    كان لا بد أن تحدث كل هذه الإلتباسات والمشاكل ليلتقيا
    فتتلاقي العيون, ويظهر الإعجاب , ويبتسموا ويضحكوا
    وتتشابك أيديهم ويسيروا معا, وقد وافق شن طبقه.

    نص جميل الإسلوب, رائع السرد في قالب قصصي بهي
    لقلمك أسلوب جميل , ولخيالك القدرة على اقتناص الفكرة.
    بوركت وسلمت يداك.

  3. #3
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.12

    افتراضي

    نسج صدفة لتتلاقى الأرواح والعيون والبسمات وتتشابك بعدها الأيدي
    حبكة قوية ولغة طيغة وتسلسل جميل لنص شائق ماتع
    بعض هنة كيبوردية لم تؤثر على بهاء النص
    بوركت واليراع شاعرنا الفاضل
    خالص التحايا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    الطيور على أشكالها تقع..... ورب صدفة خير من ألف ميعاد
    كان لا بد أن تحدث كل هذه الإلتباسات والمشاكل ليلتقيا
    فتتلاقي العيون, ويظهر الإعجاب , ويبتسموا ويضحكوا
    وتتشابك أيديهم ويسيروا معا, وقد وافق شن طبقه.

    نص جميل الإسلوب, رائع السرد في قالب قصصي بهي
    لقلمك أسلوب جميل , ولخيالك القدرة على اقتناص الفكرة.
    بوركت وسلمت يداك.
    الغالية نادية :

    نعم أيتها العزيزة الطيور على أشكالها ...غانية تستخدم فتنتها للصعود...وشابٌ يستخدم الكذب ليظهر أكبر من حجمه، ومدير يسعى بما يملك من سطوة ليشبع رغبة محرمة ...وكلٌّ وقع في شر مكره...كلٌّ يداه اوكتا وفوه نفخ!

    أشكر لك مرورك الكريم وتقديرك البهي للنص....ثقة غالية أعتز بها!

    دعائي وخالص ودي!

    أخوكم

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    نسج صدفة لتتلاقى الأرواح والعيون والبسمات وتتشابك بعدها الأيدي
    حبكة قوية ولغة طيغة وتسلسل جميل لنص شائق ماتع
    بعض هنة كيبوردية لم تؤثر على بهاء النص
    بوركت واليراع شاعرنا الفاضل
    خالص التحايا
    الغالية آمال:

    أشكر لك تقديرك البهي للنص...ثقة غالية اعتز بها..لولا أشرت غلى الهنة التي وقعت به وغفلت عنها عيني وجناني!

    مرورك البهي زاد النص إشراقاً والقاُ!

    تقديري الكبير وخلص دعائي!

    أخوكم

  6. #6
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    بعض المهن ليست كما صورها الأعلام وتصورها الناس ، ربما في فترة زمنية معينة كانت بعض المهن لها سلبياتها وان كان ذلك محصور في فترة وفئة معينة يكون من الظلم تعميمها كقاعدة
    السكرتارية دراسة وجهد وقد يكون من احدى مقوماتها الجمال لكنه ليس الركيزة الأساسية التي يتم السكرتير
    مجرد ذكر التقائهم في نادي ليلي فذلك تأكيد لمفهوم سلبي للسكرتيرة
    ومن ثم النهاية التي أكدت سطحية البطلة
    نص ممتع بسرد جميل
    دمت بخير
    مودتي وتقديري

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود محمد جمعة مشاهدة المشاركة
    بعض المهن ليست كما صورها الأعلام وتصورها الناس ، ربما في فترة زمنية معينة كانت بعض المهن لها سلبياتها وان كان ذلك محصور في فترة وفئة معينة يكون من الظلم تعميمها كقاعدة
    السكرتارية دراسة وجهد وقد يكون من احدى مقوماتها الجمال لكنه ليس الركيزة الأساسية التي يتم السكرتير
    مجرد ذكر التقائهم في نادي ليلي فذلك تأكيد لمفهوم سلبي للسكرتيرة
    ومن ثم النهاية التي أكدت سطحية البطلة
    نص ممتع بسرد جميل
    دمت بخير
    مودتي وتقديري
    الأديبة النبيلة خلود:

    إن بطلة القصة ليست سكرتيرة أصلا...وإنما هي من تعمل في ملهى..أراد المدير أن يجعل منها سكرتيرة...دافعها الاصطياد لأقرب الفرائس...
    فوقع أبطال القصة الثلاثة..المدير والنادلة والسكرتير....في شر مآل!..فكلٌّ يداه اوكتا وكلٌّ فوهُ نفخ!

    تقديري الكبير لمرورك الكريم وإشراقك على النص!

    أخوكم

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    قصة أراد فيها الكاتب أن يقول شيئا بتوظيف لشخوص نصه جنح لتطرف في السلوك مستهجن
    التمكن السردي عند كاتبنا كان داعما قويا للنص رغم غرابة الحدث

    دمت بخير أيها الكريم

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    قصة أراد فيها الكاتب أن يقول شيئا بتوظيف لشخوص نصه جنح لتطرف في السلوك مستهجن
    التمكن السردي عند كاتبنا كان داعما قويا للنص رغم غرابة الحدث

    دمت بخير أيها الكريم

    تحاياي

    الغالية ربيحة:

    تحية إكبار وتقدير وود....أما فولك أن السلوك مستهجن ..أولا: كم من مدير شركة يرتاد الملاهي ويعاقر الخمرة..ويصطحب من يراها مناسبة لأن تكون له سكرتيرة...
    وثانيا: وكم من هوليس في مركزه، وأعني السكرتير، فيتقمص شخصية أعلى منه...وقالوا: "غفير الوزارة ينفذ المعاملة أسرع من الوزير"...بل قال المثل العامي أكثر من ذلك..قال المثل العامي" كلبُ الشيخ شيخ"

    بل إن القصة حقيقية في مجملها مع بعض التصرف...وإني لأعرفُ أحد شخوص هذه القصة!

    سرني مرورك الكريم جداً...وبعد فلا تحريمينا من شروق إضافاتك البهية على النصوص!

    تقديري الكبير وخالص ودي!

    أخوكم

المواضيع المتشابهه

  1. تَرِبَتْ يداك
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 15-06-2014, 04:50 AM
  2. تبت يداك
    بواسطة سامر هشام سكيك في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 29-09-2012, 09:26 PM
  3. تبّتْ يداكَ..لولا عدلتَ كـ(بابا)
    بواسطة عبد الفتاح الأسودي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 22-07-2010, 01:12 AM
  4. تبت يداكَ أبا لهبْ
    بواسطة مصطفى عمار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-04-2008, 03:33 PM