أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: قصائد للريح والرماد

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي قصائد للريح والرماد

    قصائد للريح والرماد

    شعر: د. حسين علي محمد

    نهايةُ الرحلة

    .. وحينما رحلْتُ في عيونِكِ البُحيْرَهْ
    (أكنتُ راكِباً بساطَ الموْجةِ المُنطفِئهْ ؟
    أكنتُ مُمْسِكاً زِمامَ الماءِ والأعشابِ ..
    والطَّحالبِ المُلوَّنَهْ ؟)
    كانتْ عناكِبُ الخريفِ في انتِظاري !
    تُراقِبُ انكِسارَ ضَوْئها الهتونِ ..
    في مدامِعِ النهارِ !
    ومرْكبي في الوحْلِ يا صَدِيقْ
    أخافُ منْ عوائقِ الطَّريقْ
    أخافُ منْ غَدي المجْهولْ ..
    الخَوْفُ في خُطايْ ..
    والموْتُ فيكِ يا سهولْ

    الزقازيق 17/3/1975

    ***

    فـِرار

    (1)
    جاءَ الصبحُ
    ولمْ تُشرقْ فينا الشمسُ
    وتركتْ شُرفتَها للريحِ وللظُّلْمهْ
    فأعادتْ للقلبِ الجُرْحْ
    أنظرُ فاتنتي مُغْتمَّهْ
    تهربُ من صَخَبِ اليومِ ،
    وتستلقي في مملكةِ الأمسْ

    (2)
    تحلمُ فاتنتي الغجريَّهْ
    بالطُّرق الآمنة الرَّحْبَهْ
    لكنَّ الظُّلمةَ تقهرها
    تُفزعُها الأصواتُ الفظَّةُ في الطُّرقِ الوحشِيَّهْ
    فتراها زائغةَ النظرِ ، وتخطو في رهبَهْ
    تهرُبُ من شيءٍ أفزعها !


    (3)
    تبحثُ فاتنتي
    ثانيةً عن بقعةِ ضوْءْ
    أبصرُها ذاهلةً تُعطي ساقيْها للريحْ
    ـ وهي الثابتةُ الصُّلْبَهْ ـ
    وتُولولُ فزعاً ، وتُصيحْ ..
    باحِثَةً عن طُرُقِ الأوْبَهْ

    الزقازيق 13/7/1976

    ***

    ثلاثة وجوه على حوائط المدينة

    (1)
    الوجْهُ الأولُ وسْطَ ظلامِ المحنهْ
    رفع السيفَ / القشَّ على الرأسِ وأغفى
    واستلقى في مملكةِ الصَّيفِ ولمْ ينطِقْ حرْفا
    وضعَ على الوجْهِ تعابيرَ الحكمةِ والفِطنهْ

    (2)
    الوجهُ الثاني رفعَ الكفَّ المغموسةَ بدماءِ الأطفالِ
    وخضَّبَ أوجهَنا بالعطْرِ ، وقالْ
    اليومَ أُغني ..
    (غنى للساحاتِ الرحبَهْ ،
    والمُطربِ ذي الصَّوتِ الفظّْ،
    وكِلابِ السَّادَهْ ،
    والقصْرِ العالي ذي الدَّرَجاتِ الألْفْ ،
    وطِيبَةَ ذاتِ البوَّاباتِ السَّبْعْ)
    وقالْ :
    "الليلةَ عُرْسي يا أشْبالْ !"
    غَنَّى ثانِيَةً ..
    لكِنْ لمْ يبْكِ الأطْلالْ !
    غَطَّى أوْجُهَنا بصراخٍ وضجيجْ
    لمْ نُبْصِرْ شَيْئاً
    (كانَ الفيَضَانُ الكاسِحُ يجْتاحُ مدينتَنا
    بَكَتِ النِّسْوَةُ هلعاً ، والأطفالْ
    والفتياتُ جَرَيْنَ عرايا
    والوجْهُ الجيفَةُ يبْسَمُ
    في بلَهٍ وخَبَالْ !)

    (3)
    الوجْهُ الثالثُ حارْ :
    هلْ يُوضَعُ بيْنَ الوجْهيْنِ الإلْفيْنْ
    أَمْ يَرْكبُ فَرَسَ النَّارْ ؟

    (4)
    في اليوْمِ التَّالي ..
    كانتْ صحفُ القُطْرِ تُبارِكُ هذا المشوارْ
    "منْ أجلِ مسيرةِ كلِّ الشرفاءِ الأحرارْ"
    كانَ الوجْهُ الثالثُ ـ بيْنَ الوجْهيْنِ الإلفيْنْ ـ
    مبتهِجاً بعجائبِ هذا الزمنِ الدَّوَّارْ
    ولِقاءِ الثُّوَّارْ ! !

    ديرب نجم 23/11/1974

  2. #2
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    انتظرتك كثيراً على شرفة الحلم
    لكنك أطلت الغياب
    و حين عدتَ
    عدت محملا بالعطر الذي أحببته
    و بأعشاب البحر
    و في يمناك عصا موسى
    و على رأسك تاج العزة و الفخار
    و وراءك تسير قافلة من النور أنت حاديها


    أخي الكريم د. حسين على محمد
    ما أروع و أبهى إطلالتك الأولى بهذه القصيدة الآسرة التي يسعدني أن
    أكون أول معانق لها و أول مرحب بهذا القلم المتجه نحو الشمس
    الشارب من بحور الضياء
    الواثق الخطوة يمشي في خيلاء
    أهلا بك يا عزيزي في واحة الأحرار
    بين نخبة من خيرة الشعراء
    معانقة أولى و لا أروع
    و ذكرني المدن التي دونتها ديرب نجم و الزقازيق بأيام الجامعة فيها
    و ذكريات عاطرة لم تمحها خمسة و عشرون عاماً

    أعجبني هذا المقطع جدا :
    جاءَ الصبحُ
    ولمْ تُشرقْ فينا الشمسُ
    وتركتْ شُرفتَها للريحِ وللظُّلْمهْ
    فأعادتْ للقلبِ الجُرْحْ
    أنظرُ فاتنتي مُغْتمَّهْ
    تهربُ من صَخَبِ اليومِ ،
    وتستلقي في مملكةِ الأمسْ



    أهلا بك من جديد
    و تقبل خالص ودي و تقديري

    أخوكم د. جمال مرسي
    البنفسج يرفض الذبول

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 2
    المواضيع : 1
    الردود : 2
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    رائع وجميل دكتور
    www.maa66.jeeran.com

  4. #4

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    شجرة الحلم
    شعر: حسين علي محمد
    1-شجرة الحلم:
    أقفُ على رأسِ قٍبابٍ نصبوها في الطرقِ الوهميَّهْ
    يشربُ غيري منقوعَ الكلماتِ الشافيةِ من الأدواءْ
    ويبيعُ الفجر الآتي ذات صباحٍ أبيضَ للضُّعفاءْ
    أقفُ وأصرُخُ في الأمواتِ: أفيقوا
    هذا زمنُ الحجرِ الصَّنَمِ الرابضِ في الأبْهاءْ !
    فلتخرُجْ كلُّ شجيراتِ الأحلامْ
    ولتنفضْ عن عاتِقِها ظلَّ غُبارِ الأيَّامْ !
    كي تحمينا ـ نحنُ الإخوة والأبناء ـ
    من هذي الشَّمسِ الحارقةِ الصَّمَّاءْ
    (هذي شجرةُ أحلامي
    بينَ شُجيراتِ الواحَهْ
    تقصدُها كلُّ عصافيرِ الوادي
    تملأُ أُذني بالأنغامِ الصَّدَّاحَهْ
    وحبيبةُ روحي تبدو في فَرَحٍ غامِرْ
    وأنا أحيا أيَّامَ ربيعي

    2- رواسب قديمة:
    نصفي يحلُمُ أن يعشَقَ واحدةً
    لمْ يلمسْها رجلٌ من قبلْ
    والنَّصفُ الآخرُ يحلُمُ أنْ تفنى روحي
    في حُبِّ اللهْ
    (يدفعُني ظِلُّ العينِ الليْلِيِّ، ويُلقيني في القاعْ
    فيُعرْبِدُ فيَّ الشَّكُّ الثَّائرْ
    ماذا يحدُثُ فوقَ السطحِ الهائجْ؟
    تصطرعُ الرَّغباتُ المكْبوتَةُ والأطْماعْ
    يتداعى زوْرقِيَ الحائرْ
    فوقَ مياهِ البحرِ المائجْ
    يسقُطُ منْ عيْنيْها ظِلُّ شُعاعٍ فتَّانْ
    يبعثُ في الوهْمِ السُّفْلِيَّ النَّارَ القُدْسِيَّهْ
    فأكادُ أموتُ وحيداً
    بينَ الطِّين ورَحمِ الأرضِ الحُبلى بالنُّورِ العُلوِيّْ
    قبلَ أواني!

    3-الكلماتُ المفقودةُ:
    ينطلِقُ النِّيلُ حصاناً همَجِيَّ الخُطُواتْ
    يتبرْعمُ دمُنا القاني في الأوردةِ / الفلواتْ
    ننسجُ منْ موَّالِ العشقِ الأخضرْ
    جسداً مشتعلاً بالرَّغْبَهْ
    لا ترويهِ الكلماتْ
    تنفلِتُ الحلوةُ منْ بين الجُدرانِ
    أراها فاتِنَةً غَجَرِيَّهْ
    تطلُعُ فوقَ الأسطُحِ
    تتدحرجُ قمراً طفلاً
    فوقَ تُرابِ الخوْفِ، وأحجارِ الأحزانْ
    تنفلِتُ كنافورةِ ضَوْءْ
    كالشُّهُبِ الهاربَةِ يُغطِّيها دمْعُ زُجاجْ
    من تلكَ الذِّكرى المُوحِشَةِ
    ... المُلقاةِ على هامشِ ذاكرةِ النِّسْيانْ
    يصعدُ في حلقي الشَّجَنُ فأمْضي
    (في طُرقاتِ اليأْسِ وحيداً)
    أبحثُ عنْ بارِقَةِ أَمانْ!
    (النَّارُ بأعراقي مُسْتَعِرَهْ
    أوردتي الثلْجِيَّةُ صارتْ ورْدَهْ
    أهدابُ الليلِ أراها تتفتَّحُ
    .. عنْ أكمامِ الصُّبحِ المُمتدَّهْ)

    4- حديث الليل والنهر:
    الليلُ يُردَّدُ أُغنيةً
    فتُردِّدُها الأصداءْ
    النَّهرُ يُفجِّرُ حزناً،
    سُخطاُ،
    فلسفةً
    وغثاءْ
    "حيِّي مفقوءُ العيْنيْنْ
    لا يُبصرُ إلاَّ وجهاً مطلِيًّا
    وشفاهاً كاذبةً شوْهاءْ
    حبي طفلٌ يتسوَّلُ بين الحاناتْ
    يبحثُ بينَ الأعقابِ ..
    وتحتَ الأقدامِ النَّاعمةِ الملساءْ
    عنْ قمرٍ ماتْ"
    ـ هذا ما قال النهرْ!
    ـ أتُراك ذهلت ولمْ تسمعْ ؟
    ـ أنصِتْ
    "تلك حياتي بين يديكَ كتابٌ مفتوحْ
    لا أقدرُ أنْ أبعدَ عنكْ
    فخذيني بينَ يديْكْ
    حتى لا ينطلقَ السَّهمُ جِهارا
    يغتالُ وروداً ونضارا
    حرصت روحي أن تبقى
    من أجلِ الغدْ"
    ـ أسمعتْ؟
    ـ سمعتُ الشعرَ،
    ولمْ أسمعْ فلسفةَ النَّهرِ المُتحدَّثِ
    ..في قاعِ مدينتِنا الصَّمَّاء!
    ـ اسمعْ!
    "جسدي مصلوبٌ منذُ ثلاثةِ أيَّامْ
    جسدٌ حيٌّ يتبرعمُ شَوْقاً للمحْبوبَهْ
    يأكلُهُ الخونةُ، والأجراءُ، وبعضُ الأيتامْ
    جسدي لمْ تقربْهُ الغربانْ"
    5-مشهد الموت والميلاد:
    ارفع وجهك في وجهي يا "أوديبُ"
    .. فأنتَ نبيلٌ، وشريفٌ، وشُجاعْ
    (جوكاستُ) الحسناءُ عشيقَهْ!
    ليسَتْ أُمًّا أو مُرضِعةً، صَدِّقْني
    يا (أوديبُ) اسمعني
    الصَّوْتُ خُواءْ
    واللعْنةُ تطردُني منْ داري
    هل أفْقَأُ عيْني
    أمْ أمْشي في الطُّرُقاتْ ..
    أبحثُ عَنْ ظِلِّي
    ظِلِّي مُلقى في الشَّارعِ
    آتٍ .. آتْ
    ـ لايوس
    العربةُ، نصفُ حصانْ
    العربةُ رأْسٌ مجنونٌ، ويدانْ
    العربةُ قارورةُ عطرٍ سرقوها منذُ زمانْ
    (عقلي يأمرُني:
    اقتُلْهُ،
    لا تقتُلْهْ
    أصواتٌ تصعقُني:
    اقتُلْهُ،
    لا تقتُلْهْ
    رعبٌ ينشُبُ فيَّ الظُّفرَ يُحطِّمُني:
    اقتُلْهُ،
    لا تقتُلْهْ)
    .. وقتلْتُ الرَّاكِبَ في غَثَيَانْ
    ضَحِكَ الأُمراءْ
    واستلقَوْا فوقَ بساطَ البهجةِ في اطْمئنانْ
    والسيفُ يُمشِّطُ "طيبةَ" صُبحاً ومساءْ
    "أوديبْ"
    ذو القدمينِ المُتورِّمتينِ قديماً
    من تمشيطِ الصَّحْراءْ
    يرفعُ حدَّ السيفِ المُثخَنِ بدماءِ الأحبابِ التُّعساءْ
    ويُناديكُمْ:
    يا شُعراءْ
    كفوا عن هذا العبثِ، وعودوا للأُمِّ الخضراءْ
    يا "طيبةُ" .. كوني للشعراءْ
    هأنذا مُلقى في اليمِّ الجامحِ
    أسبحُ نحو المُدُنِ المجهولهْ!
    وجهي يا تُعساءْ
    يرجو أنْ يأتي ذاكَ الشَّطُّ الطَّيِّبْ
    (وأنا أسألُ نفسي:
    هلْ أصِلُ إليهِ الآنْ؟
    أمْ تُبصِرُني حبَّةُ قلبي جسداً ميْتاً؟
    أمْ أصلُ إليهِ قتيلاً بعدَ فواتِ الوقتْ
    جسداً ميْتاً يُلقى للغربانْ؟)

    6-الركب المهزوم، أو عرس الكلمات:
    الليلةُ عُرسُ الكلماتْ
    فلْيُحضرْ كلُّ منكمْ دفّهْ
    "كلماتي كانتْ زاد الفقراءْ
    كلماتي كانتْ نبعَ الماءِ الدَّافِقِ في الصَّحراءْ
    كلماتي كانتْ مُنذ زمانْ
    أما الآنْ
    .. فبعْضُ كلامي صار هشيماً تذروهُ الرَّيحْ
    والبعضُ الآخر صارَ النَّارْ
    ...
    أفتحُ شباكي للشُّهبِ القُطبيَّهْ
    أسألُها عنْ لحظاتٍ حُبلى بالنَّارِ الكونيَّهْ
    لكنَّ الثَّلْجَ يُعَمِّقُ فيها ظِلَّ الخوْفْ
    فتفِرّْ
    "ترَكَتْ كلماتي الرَّكْبَ يسيرْ
    والرَّكبُ غريرٌ .. وكسيرْ
    وأنا أنظرُهُمْ
    أنظُرُ جمعَهم الصاخِبْ
    منْ نافِذتي
    .. أنظرُ خاتِمَتي"

    7-انتظار:
    تصرخُ ذرَّاتُ الطَّمْيِ العالقةُ بحباتِ الرَّملْ
    تبحثُ عنْ جذْرٍ أخضرَ في الصَّحْراءْ
    وتتوقُ لقطرةِ ماءْ
    وهجيرُ الأيَّامِ القاسيةِ الصَّمَّاءْ
    لا يبْسَمُ للأحلامِ العجفاءْ
    والأرضُ الخضراءْ
    تمتلئُ بأشجار الكذبِ،
    وتُجْهِضُ أشجارَ الحُلْمِ
    وتُشعلُ في الجمْعِ الغائبِ .. نارَ السَّكْرَةِِ
    … والأُجراءْ
    يبكونَ صباحَ مساءْ
    والعرقُ الغامرُ أجسادَهم النَّاحِلَةَ السَّمراءْ
    يحكي عن سادةِ "طِيبَهْ"
    وقصورِهِم الشاهقةِ الشَّهباءْ
    فطوبى .. طوبى للتُّعَساءْ!

    ديرب نجم 23/6/1975

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 6
    المواضيع : 1
    الردود : 6
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    د. حسين علي محمد

    سمعت أو لنقل قرأت يوما ما أن لك علاقة برابطة الأدب الإسلامي العالمية. وبل وسمعت بأنك أحد زعمائها!!!!.

    وإنني لأعجب ممن هذه مكانته في رابطة الأدب الإسلامي العالمية أن يقول مثل هذا الكلام:

    نصفي يحلُمُ أن يعشَقَ واحدةً
    لمْ يلمسْها رجلٌ من قبلْ
    والنَّصفُ الآخرُ يحلُمُ أنْ تفنى روحي
    في حُبِّ اللهْ
    وقبلها يضع عنوانا يقول "رواسب قديمة.

    ثم من هو أوديب هذا الذي تتحدث عنه وتخاطبه؟!!.

    والملاحظات على هذه القصيدة كثيرة جدا، ولي عودة بإذن الله تعالى لنكتشف معا حقائق الأشياء !!..

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    المُهرِّج

    شعر: د. حسين علي محمد

    1
    سيِّدَتي تلْهو بالكلماتِ تُبَعْثِرُها في مَرَحٍ أَرعَنْ
    تأكل إصبعيَ الممدودْ
    في وَسَطِ الحانَهْ!
    تصبُغُ وجهي بالألوانِ الصَّارخةِ الفتَّانَهْ!
    تطلُبُ منِّي
    أن أُخْرِجَ رأسي منْ جسْمي
    أنْ أَلْعَبْ
    أنْ أصْعدْ
    أنْ أتلوْلَبْ
    أنْ أُضْحِكَ جمهورَ الصَّالهْ
    وتمُدُّ العُنقود!
    حتَّى ينشرَ ظِلاًّ وأماناً وهمِيًّا
    فوقَ الحائطِ والشُّبَّاكْ
    في تلك الحالَهْ
    أبصِرُ محبوبي، توأمَ نفسي، يصرخُ
    ـ في رُعبٍ قاتلْ ـ:
    يا مَنْ أنتَ فقدْتَ الوجْهَ، وصرتَ قِناعا
    تلهو بالكلماتِ المُمتقِعاتْ
    تستلقي في الظِّلِّ، وتستمتِعُ سيِّدتَكَ بالنُّورْ
    يا مَنْ عشْتَ حياتَكَ تحلمُ بالحورْ
    هلْ حلمُكَ أضحى جسدً فوقَ سريرْ؟
    هلْ حلمُكَ ينحصِرُ الآنْ
    في أجسادِ سبايا، وكؤوسٍ، وقصورْ
    يا مَنْ أنتْ
    تفردُ أجنحتَكَ وتُرفرفُ، لكنْ لا أُبصرُكَ تطيرْ
    أينَ ذهبتْ؟
    فأنا لا أُبصِرُ وجهَكْ
    لا أُبصِرُ غيرَ قِناعٍ ورقيٍّ مصبوغٍ بالألوانْ
    هلْ هذي فاتحةُ الموْتْ؟
    3
    أصواتُ السَّادةِ تصرخُ في استعلاءْ
    والسيدةُ أراها مُنقبِضَهْ
    "عددُ الرُّوَّادِ قليلْ"
    والمَرَحُ الغضُّ يموتُ جهارا
    والكلماتُ الحالمةُ الهامسةُ أراها
    تتحوَّلُ إعصارا
    أسقُطُ من فوقِ الحبلِ كسيرا
    تُدميني الطَّعَناتْ
    يصرخُ توأم روحي في فَرَحٍ صوفِيّْ:
    "ها قدْ أشْرقَ وجْهُكْ"
    لكنْ لايلْبثُ أنْ يرْفَعَ صوتاً مذبوحاً
    ويُنادي مَنْ لا أَعرفُهُ:
    "يا مَنْ علَّمْتَ أخانا الحُبَّ ونحنُ صغار
    نتوسَّلُ لكْ
    أنْ تقلعَ هذا النَّبْتَ الطيِّبَ
    .. من غاباتِ الشَّجرِ الثَّرثارْ
    وتُعيدَ الغُرسَ إلى تُربتهِ النِّيليَّهْ
    نتوسَّلُ لكْ
    أنْ تقتُلَ أشباحَ الذُّعرِ المُتوحِّشْ
    في الكلماتِ/العارِ، وفي الرَّغَباتِ السِّرِّيَّهْ!
    3
    سيدتي .. سيِّدةُ الصَّالهْ
    مدَّتْ يدَها مُتخفِّيَةً في صَمْتْ
    وضَعَتْ فوقَ الرَّأْسِ التَّاجْ
    لكنِّي ألقيْتُ التَّاجَ الذَّهبيَّ على الأرْضْ
    كانتْ كلُّ ثعابين الوادي حولي
    خارِجةً من هذا التَّاجْ
    وتَفُحُّ فحيحاً يقتُلُ فيَّ الرَّغبةَ ..فجريْتْ
    كانتْ سيِّدتي مُطرِقَةً
    والمأجورونَ الخونةُ في صوْتٍ واحِدْ:
    "نَكَص على عقِبيْهِ .. وفرّْ"
    "نَكَص على عقِبيْهِ .. وفرّْ"
    صاحَ الرَّجلُ القرْدْ:
    "التاجُ على رأسِكِ يا سيدتي .. يبرُقْ
    يُشعرُنا بالنَّصرِ، وهذا الجسَدُ المطعونْ
    يُفْقِدُهُ المعْنى
    التاجُ ـ أميرةَ حبي ـ لن يخفِقْ
    مادُمتُ هنا ..."
    وتلعثمَ، فرَّتْ منهُ الكلماتْ
    فأضافَ الرَّجلُ الثُّعبانْ:
    "لا أقبلُ أنْ يُحنى رأسُكِ
    مهما أبدى الخونةُ منْ أسبابْ
    التاجُ ـ أميرةَ حبي ـ لن يسقطْ
    مادامَ هُنالك حُجَّابْ
    وضعوا أنفسَهمْ دونَ البابْ"
    وابتَعدتْ خُطواتي
    عن هذا الموتِ العاتي!
    4
    أخرجُ منْ دائرةِ الألوانِ الصَّارخَةِ الكاذبةِ،
    وأبحثُ عنْ وجهي الأوَّلْ
    أرفُلُ في ثوبِ الشَّمسِ،
    وأخطو فوقَ الصَّخْرِ،
    فأجِدُ الدُّنيا تتبرْعمُ حبًّا
    وكأنِّي مازلْتُ أنا ...
    وكأنَّ الدُّنيا في دورتِها العبثيَّةِ لمْ تتبَدَّلْ!

    ديرب نجم 6/7/1975

  8. #8

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الأميرة تنتصر

    شعر: د. حسين علي محمد

    *خرج العاشقُ من بهْوِ الأعمدةِ إلى الشارعِ ، ساءلَ سيِّدةَ المقْهى :
    ـ هلْ مرُّوا منْ قُدَّامكِ ؟
    ـ مرُّوا منذ سويعاتٍ
    ـ هلْ كانتْ "شجرُ الدُّرِّ" بصحبتهمْ ؟
    -لا أدري يا ولدي ، كانوا بعيونِ الوردِ النعسانِ يروحونَ يجيئون ، وحولَ الأعناقِ البضَّةِ صلبانٌ . كانتْ في حوزتهم سيِّدةٌ سمراءُ ، ويخْلعُ منْ فوق الوجْهِ قناعَ الصَّمْتِ ، ويًصْهلُ : سرقوها ، لكنَّ الصرخةَ تُوأَدُ في صَخَبِ الأصحابِ وقهقهةِ المقهورينَ ، وأجْري يصحبُني الإخوانُ البَرَرَهْ .
    *أركُضُ فوقَ بساطِ العُشْبِ الأخضرِ ، أنزلُ للنَّهْرِ وأغسلُ وجْهي ، تتعلَّقُ بالثَّوْبِ الأبيضِ ذرَّاتُ الطَّمْيِ الأسمرِ ، وأُصَلِّي ، والأصحابُ يجيئونَ ، يُنيخونَ هوادجَهمْ خلفَ الرَّكْبِ ، ويجرونَ إلى "المنصورةِ" محْمولينَ على أفْراسِ الريحِ ، وفي القلبِ القرآنُ ، تحفُّهمُ الأورادُ الليْليَّةُ والأمطارُ ، يجيئونَ كصقْرٍ في الليْلِ ، ولا يُخفونَ الحلمَ المتأجِّجَ في العيْنيْنِ (فلولُ الليلِ تُولِّي ، تُعْطي ساقيْها للرِّيح ، فلولُ لويسِ المُندحِرَهْ) .
    *فارسُهُمْ يَضعُ الدستورَ : لمصْرَ أتيْنا ، ولمِصْرَ الرحلةُ ، فلْيخْلعْ كُلٌّ منكمْ حبَّ الزَّوجةِ والولدِ ، وحُبَّ المسكنِ ، وتجارتَهُ الرابحةَ من القلْبِ .. تعالَوْا نقرأْ "للمنصورةِ" فاتحةَ الوصْلِ ، تعالوْا كيْ يتَّصِلَ الرّأْسُ الواعي بالجسدِ المنزوعِ ، فماذا يبْقى لوْ نحيا والسرطانُ المتفشِّي يقهرُ هذي الأجسادَ الممصوصةَ ؟ لوْ متنا فالقبْرُ مضيءٌ فيهِ الياقوتةُ خيْرٌ منْ ذهبِ الدُّنيا .. هأنذا أُبْصِرُ مقعدَنا منْ جنَّاتِ اللهِ العُلْيا ، والطيرُ الأخضرُ ينسربُ من الرُّوحِ ، ويَرِدُ الأنهارَ ، ويأكلُ منْ ثمراتِ اللهِ ، ويأْوي للقنديلِ الهابطِ منْ سقْفِ العرْشِ ، فهيا يا صحْبُ نُسافِرُ .. إنِّي أسْرجْتُ حصاني للطُّرقِ الوعْرَهْ ؟
    *وردةُ نارٍ تخرجُ منْ جوْفِ الفارسِ ، تصْهلُ ، تُوضَعُ في العُروةِ ، والفارسُ ـ هذا التابعُ ـ ينهضُ ، يُسْقِطُ عنْ كاهلْهِ أحزانَ سنين القهْرِ ، ويرحلُ في مُدُنِ الريحِ ، وفي دفترهِ كلماتٌ قدْ حُفِرتْ بالنّارِ على غُصْنِ الشَّجَرَهْ .
    *مصباحٌ دونَ زُجاجٍ لمْ تُطْفِئْهُ الريحُ ، على الرأسِ التاجُ ، وتجري خطواتُ الفرسانِ البُسلاءِ إلى طرق الفجْرِ الأبيضِ يحدوها الأملُ الواعِدُ ، تتسرْبلُ أجسادُهُمُ الصُّلبةُ بالغَيْمِ ، ويُعطونَ العُمْرَ ، وخيْطُكَ يا خالدُ يتدلَّى منْ مئذنةِ الفجْرِ قويا وجسوراً ، ينسربُ إلى الروحِ فيملؤها بالثقةِ ، ويدعوها للبذلِ بغير المَنِّ ، ويدْفعُها أنْ تتفاءلَ رغمَ الظُّلمةِ ، يخلعُ منْ جنبيْنا غاباتِ الخوْفِ .. ويحرقُها في النَّارِ المُسْتَعِرهْ .
    *أولادُكِ يا مصرُ الحرةُ يأتونَ ، وإني مُبْتهِلٌ في السَّحَرِ إلى اللهِ ، وأحمِلُ سيْفي كيْ أدفعَ عنْكِ الأعداءَ ، وهذا شجرُ النيلِ الأسمرِ يتحرّكُ ويُقاتلُ أعداءكِ . هذي ذرَّاتُ ترابِكِ نارٌ وبراكينُ تُحمحِمُ في الميدانِ ، وهذا صوتُ الحافرِ يخلعُ أفئدةَ الصُّلبانِ ، وإنّا مُعتكِفونَ على حُبِّكِ يا مصْرُ ، نُصلِّي للهِ ، وفي القلبِ القرآنُ (أهذا قصرً الصالحِ نجْمِ الدينِ .. فهيّا ندخلْ مملكةَ الريحِ ، ونبْعثُ في الجسدِ الميِّتِ روحاً ، نحفرُ فوقَ نوافذهِ الصَّامتةِ الليْلةَ ـ هذا الفرْحَ / النَّصْرَ / الذُّرَّهْ !" .
    *هذي "شجرُ الدُّرَّ" فكمْ يشتاقُ الصَّالحُ للضَّمَّةِ ! ، هذي قِطَعُ الليلِ القادمِ منْ دِمياطَ ، العابرِ لُججَ المتوسِّطِ لمْ تُرْهِبْنا ، لمْ نتبدَّلْ في النَّقْعِ (وكانتْ حين التحمَ الجيشانِ كسَدٍّ عاتٍ يحمينا منْ أسيافِ الأعداءِ ، وكانتْ تلثُمُ هذا الجمعَ المتشرنِقَ في الليلِ ، الباحثَ عنْ نورِ الفجْرِ) وأرضُ الباحةِ تمتلئُ بخيْلٍ يصْهلُ ، وبصُلبانٍ ، ونواقيسَ . ومئذنةُ الفجْرِ أراها تصرخُ في أعماقِ الجمعِ : صموداً . يُشرقُ خالدُ وابنُ الخطابِ وسعدٌ في الظُّلمَةِ أقماراً ، هذا وعْدُ اللهِ لنا ، لمْ يكتُبْ في اللوْحِ الباقي ـ للأبناءِ البررةِ ـ غيْرَ النصرِ ، فهاتي حضنيْكَ ، وهذي "المنصورةُ" تصبرُ وتقاتِلُ ، تنفضُ عنْ كتِفيْها ذُلَّ العُمْرِ ودَهْرَ السُّخْرَهْ !
    *الأيدي المعروقةُ ، والعيدانُ السمراءُ الممْصوصةُ حمَلْتْ أفؤسَها في الفجْرِ ، وذَهَبتْ للنَّهْرِ الهادرِ كيْ تروي هذا الزَّرعَ العطشانَ ، وكانتْ تقِفُ على النَّهْرِ المحبوبةُ ، صخِبَ الجمْعُ وهلَّلتِ النسوةُ ، وابتسمَ الأطفالُ ، وقالَ رجالٌ خاضوا التجربةَ : تعودينَ إليْنا يا مصْرُ فتاةً في العاشرةِ من العُمْرِ ، نُهَدْهِدُها ، نحْمِلُها في العيْنيْنِ ، ونمْضي نحملُ تذكاراتِكِ في القلْبِ ، ووردةُ ناركِ يحملُها "تورانْشاهُ " ويرشُقُها في جيْبِ السُّتْرَهْ .

    ديرب نجم 28/6/1979

  10. #10
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 6
    المواضيع : 1
    الردود : 6
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    تبرير عجيب حقا ولن أذكر المثل الذي يتحدث عن "عذر" و "ذنب"، فها أنت تنشر ما كتبته مرة أخرى بهذا التاريخ الجديد.

    قال تعالى : (بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره ..).

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. يا ليت للريح رحلاً !
    بواسطة عبده فايز الزبيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 27-08-2015, 12:10 AM
  2. ثائبون للريح
    بواسطة ليلى الزنايدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 22-02-2007, 10:49 AM
  3. قصائد لم تكتمل
    بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-10-2003, 05:58 PM
  4. من سلسلة قصائد لا حياء في حب الوطن
    بواسطة النجم الحزين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-09-2003, 03:15 PM
  5. قصائد للدكتور / عمرو النامي
    بواسطة بن غازي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-05-2003, 09:35 AM