تم تدمير المتحف الإسلامي في الإنفجار الذي حدث بالقاهرة يوم الجمعة 23 ربيع أول 1435 هـ الموافق 24 يناير 2014 م
***
رثاء المتحف الإسلامي
***
شعر
صبري الصبري
***
بالحزن أرثي المتحف الإسلامي في مصر في يوم أليم دامِ وأجدد الأشجان صار أنينها فينا يردد قسوة الآلامِ ويحيل أنفسنا لحسرة عيشة بمرارة في صمتنا بكِلامِ ويعم أرواحا بسيل جارف متخبط متعجرف الآكامِ ويزلزل الألباب زلزالا به أضحى التراث مخالطا لركامِ وتعانق اللوحات أشلاء العنا تبكي بدمع واكف الإلمامِ بمسيرة التاريخ ضاعت حينما لاقت جحيم الغدر والإجرامِ كان الفقيد سجل دهر ذاخر بالعلم والآثار والأعلامِ وقريب كل مدون وموثق لوثائق درية الأقلامِ ونسيب كل مثقف متحقق لنفائس عطرية الأكمامِ وحبيب كل مؤلف ومسجل لأمور تاريخ لنا متنامِ من أول الشرق البعيد لمغرب ولروض أندلس بديع نامِ ورسائل الخلفاء شعت نورها للناس بالإسرار والإعلامِ وبدائع الأشياء تزهو بالمنى للناظرين بلهفة وهيامِ وجميل إتقان الحوائج أثبتت ما كان فينا سالف الأيامِ وجلال أوصاف بسمت ناضر لأوائل من فائت الأعوامِ نسفوه صار مع الحطام بلحظة يا ويح من ألقى العلا بحطامِ وسرى السرور بقلبه وبلبه لما أهال المتحف الإسلامي بمعاول التخريب دمره رمى نيرانه بمهالك وحِمَامِ بئس الجريمة أزهقت أمنا لنا في مصر كانت واحة لسلامِ أضحت تعاني من سفاهات بدت بسوادها في حلكة الإظلامِ وتفتت جهرا بمصر موانع ومراتع لاحت لنا بوئامِ صارت مواجع فرقة وتشتت وتمزق في يقظة ومنامِ تنعى الحبيبة مصرنا أبناءها بعميق حزن في عيون أنامِ واليوم ينعى متحف متطيب بطهور طيب عجائب الأحلامِ بعتيق آثار حسان أشرقت بجمالها المتألق المتسامِ تحكي عن الأجداد نهضتهم بها سادوا مسالك غابر الأقوامِ وتصدروا ركب الحياة بحكمة وبحنكة بشريعة العلامِ لكننا تهنا نقتل بعضنا من أجل كرسي بغير نظامِ ! خاضوا بجهل فتنة ممجوجة فيها استلذوا طعنة الإعدامِ والله يدعو للسلام وللإخا والحب في عيش بدون خصامِ بترابط وتكاتف وتعاطف كتآلف الخلان والأرحامِ كيف انجرفنا للقتال بمصرنا كانت بأمن سابغ الإقدامِ تسعى لكل الناس تسكن روضها بالود تحثو سلسبيل مقامِ والنيل يسقي من أتى بوداعة سقيا الهنا بمباهج الأنغامِ والخير يجري بانبلاج ضروبه بالأنس في مصر الصفا البسَّامِ أبدلتمُ الأنوار فيها عتمة يا ويح قوم خططوا لظلامِ يا متحف الإسلام في مصر الهدى ستظل فينا باشتياق غرامِ رباه حقق للحبيبة مصرنا أمنا يكون بأرضها بدوامِ واكتب لها بالمكرمات تصالحا وتوافقا في رحمة لكرامِ وافتح لها أبواب خير دافق يا ذا الجلال بشرعة الإسلامِ صلى الإله على النبي وآله طه المشفع في الورى بزحامِ !