أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أوهام الاسلاميين المهلكة

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي أوهام الاسلاميين المهلكة

    سادَ اعتقاد لبعض الوقت لدى شباب الثورة ولكل الوقت لدى الاسلاميين أن الجيش جزء من النظام السياسى ، ليترتب على هذا الاعتقاد الخائب وهم كاذب بأن زمن التغيير محدود وأن التحول يبدأ بمجرد انهيار رموز النظام القديم ليأتى خلال شهور العهد الجديد بفلسفة ونصوص وأطر ومنهج حكم مختلف . تعامل الاسلاميون مع الجيش من منطلق سياسى متغير باعتباره جزءاً من نظام الحكم أو محسوباً على منظومته ، بينما كان يجب أن تكون العلاقة استراتيجية ثابتة مع مراعاة خصوصية المؤسسة العسكرية والخلفية التاريخية لعلاقتها مع الاسلاميين . الأمر قطعاً لا يتم بمجرد سقوط رموز السلطة السياسية الحاكمة بما فيها رأسها ، وسقوط رموز النظام خطوة ضئيلة جداً فى المسار الطويل الممتد والمعقد لهذه العملية النضالية ، واذا كان النظام القديم قد رسخ نفوذه وفساده وقوى جذوره فى التربة المصرية على مدى ثلاثين عاماً بشكل جعل شبكة الفساد والمصالح كالاخطبوط الملتف والمتغلل بقوة داخل جسد المجتمع ، فان التغيير لا يكون بالاحلال والتبديل الفورى أو خلال أشهر أو بضعة سنوات ، انما يحتاج لعقود طويلة من الكفاح السلمى والسياسى ولمجهودات خارقة وصبر وابداع عظيمين فى أسلوب التعامل مع حيتان المال والسياسة والطفيليات المنتفعة والامتدادات الدولية والاقليمية ، وأيضاً مع أطراف المشهد الاستراتيجية الثابتة وفى مقدمتها الجيش . الكواكبى رحمه الله يعتبر الثورة حتمية فى أحوال معينة ويرى أن التدرج هو أفضل أساليب المقاومة ويؤكد أن " الاستبداد لا يُقاوم بالشدة وانما بالحكمة والتدرج ، ومبنى ذلك أن الوسيلة الوحيدة الفعالة لقطع الاستبداد هى فى ترقى الأمة فى الادراك والاحساس وهذا لا يتأتى الا فى زمن طويل لأن العوام مهما ترقوا فى الادراك لا يسمحون باستبدال بالعافية الا بعد التروى المديد " . هذا يعود الى أن كل أمر يحصل بقوة بسيطة فى زمان طويل هو أكثر احكاماً ورسوخاً وأطول مكوثاً مما يحصل بقوة مضاعفة فى زمان قصير ؛ ففى الأول تؤسس لقاعدة صلبة وفى الثانية تؤسس لكن لقاعدة سهلة الطى والانكسار . باستقراء مراحل الفترة الماضية نكتشف أن الجيش كان هو الطرف الأكثر وعياً بهذه الحقائق التى تقترب من كونها مسلمات فى فلسفة التغيير ، وربما استطاعَ قادته اقناع قطاع واسع من الشعب اليوم بأنه مع ما كان تبناه فى بيانه الثالث بعد تنحى مبارك من " مطالب الشعب المشروعة " ؛ ومشروعية تلك المطالب بحسب رؤية الجيش لا تتعدى اصلاح النظام السياسى والقضاء على خطط التوريث واصلاح الوضع الاقتصادى والاجتماعى ، ولا تقفز قفزات غير مأمونة وغير مسموح بها لتغيير كامل لهيكل السلطة وبنية الدولة ومنهج وفلسفة الحكم فيها . حرمان أى سلطة سياسية من دعم الجيش هو حرمان من دعم معنوى ضخم توفره القوات المسلحة للشرعية الحاكمة ، وربما تعامل الاسلاميون وهم فى السلطة مع المؤسسة العسكرية بندية واستعلاء واستخفاف ، وهذا من السهل رصده فى اقالة القادة لاثبات السيطرة وأسلوب الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والحديث الاعلامى المكرر عن تطهير المؤسسة العسكرية من الفساد ومطالبات البعض بالسماح للجنود والضباط باطلاق اللحية . تبعات الخلاف وهم فى السلطة أخف وطأة من تبعاته وهم خارجها حتى ولو كان الخروج بالانقلاب عليهم – بصرف النظر عن توصيف ما حدث فى 30 يونيو و 3 يوليو – والمنادون بالعودة الى ما قبل 30 يونيو لا يضع الواحد منهم تصوراً موضوعياً مقنعاً مع هذا الشقاق غير المسبوق بين الاسلاميين ومؤسسة الجيش ؛ ولا نجد أجوبة عن صورة الرئيس العائد داخلياً وخارجياً ، وكيف سيقود البلاد بدون توافق مع المؤسسة الكبرى التى ترمز لهيبة الدولة وقوتها ؟ وكيف سيدير الملفات الاستراتيجية الحساسة التى تدخل فى نطاق عمل الجيش ويستحيل اتخاذ قرار حاسم فيها وادارتها بشكل يراعى مصلحة البلاد العليا دون توافق وانسجام تام مع المؤسسة العسكرية ؟ صابر مشهور المذيع بقناة لجزيرة مباشر مصر كان قد نشر معلومات عن رصد اتصالات ودعم وتمويل قيادات شيوعية مصرية مع منظمات صهيونية لصنع اقتتال داخل الجيش المصرى ، وتحدث سامح نجيب القيادى بالاشتراكيين الثوريين فى مؤتمر علنى عن تدمير القوات المسلحة . قال مشهور : يبحث الشيوعيون عمن يستجيب لمخططهم الانقلابى فيقع اقتتال داخل القوات المسلحة بين معارضى الانقلاب ومؤيديه ، ثم الاقتتال مع الشعب حتى يلقى الجيش مصير ما حدث للجيشين الليبى واليمنى . خطط غير الاسلاميين دائماً ما تجد من الاسلاميين من ينفذها ، واغتيال السادات حلم شيوعى نفذه اسلاميون . يتوارى أعداء الجيش الحقيقيون فى الداخل ويتفرجون ، فيما يضطلع الاسلاميون بالمهمة ، متوهمين أنهم يعيدون تشكيل المنطقة وفق تصورهم وأمنياتهم ، بينما يعمل الاستعمار على تشكيلها وفق خريطة الشرق الأوسط الجديد ، لتظل اسرائيل هى الأقوى وهى المهيمنة على الاقليم وتظل مصر منكفئة ومنشغلة بنفسها لا تصحو أبداً من صراعاتها الداخلية .

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    الكواكبى رحمه الله يعتبر الثورة حتمية فى أحوال معينة ويرى أن التدرج هو أفضل أساليب المقاومة ويؤكد أن " الاستبداد لا يُقاوم بالشدة وانما بالحكمة والتدرج ، ومبنى ذلك أن الوسيلة الوحيدة الفعالة لقطع الاستبداد هى فى ترقى الأمة فى الادراك والاحساس وهذا لا يتأتى الا فى زمن طويل لأن العوام مهما ترقوا فى الادراك لا يسمحون باستبدال بالعافية الا بعد التروى المديد " . هذا يعود الى أن كل أمر يحصل بقوة بسيطة فى زمان طويل هو أكثر احكاماً ورسوخاً وأطول مكوثاً مما يحصل بقوة مضاعفة فى زمان قصير ؛ ففى الأول تؤسس لقاعدة صلبة وفى الثانية تؤسس لكن لقاعدة سهلة الطى والانكسار
    في القول وجاهة وفيه نقاش، فقد علم الأحرار والثوار بالتجربة أن مقاومة الاستبداد بالحكمة والوعي والتوعية الجماهيرية، ما هي إلا خطوة تحت وابل سهام السلطان، على طريق شائك بالجهل والخوف ، مزروع بمطبات وعوائق الجهود التضليلية من الاتجاه المقابل، وهي خطوة تقود لتاليةٍ أكثر وضوحا ومواجهة باتجاه الوصول لتعبئة جماهيرية نحو الثورة التي لا يقاوَم الاستبداد فعليا بغيرها، ودائما يكون على من يمسك بالدفة في حال نجاح الثورة أن يملك الحزم والقوة الرادعة لمحاولات إجهاضها أو استغلالها أو استثمارها لغير ما قامت لأجله، تلك المحاولات التي لم يحدث في التاريخ أن كات ثورة ولم تكن ....
    أما أن نحلم بتوعية تؤدي لتغيير تلقائي بيسر وسلاسة، فطموح ينفيه الاعتراف بوجود آخر متضرر من هذا التغيير، ممسك بصلجان السلطة والقدرة على سحق ذلك الطموح ومن يحملونه، وإلا فما الاعتقال والقمع السياسي!!

    فكر نيّر ونفس كبيرة تقف وراء مقالتك وما حملت

    لا حرمك البهاء

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    في القول وجاهة وفيه نقاش، فقد علم الأحرار والثوار بالتجربة أن مقاومة الاستبداد بالحكمة والوعي والتوعية الجماهيرية، ما هي إلا خطوة تحت وابل سهام السلطان، على طريق شائك بالجهل والخوف ، مزروع بمطبات وعوائق الجهود التضليلية من الاتجاه المقابل، وهي خطوة تقود لتاليةٍ أكثر وضوحا ومواجهة باتجاه الوصول لتعبئة جماهيرية نحو الثورة التي لا يقاوَم الاستبداد فعليا بغيرها، ودائما يكون على من يمسك بالدفة في حال نجاح الثورة أن يملك الحزم والقوة الرادعة لمحاولات إجهاضها أو استغلالها أو استثمارها لغير ما قامت لأجله، تلك المحاولات التي لم يحدث في التاريخ أن كات ثورة ولم تكن ....
    أما أن نحلم بتوعية تؤدي لتغيير تلقائي بيسر وسلاسة، فطموح ينفيه الاعتراف بوجود آخر متضرر من هذا التغيير، ممسك بصلجان السلطة والقدرة على سحق ذلك الطموح ومن يحملونه، وإلا فما الاعتقال والقمع السياسي!!

    فكر نيّر ونفس كبيرة تقف وراء مقالتك وما حملت

    لا حرمك البهاء

    تحاياي
    جزاك الله خيراً أستاذتنا الكبيرة المبدعة ربيحة الرفاعى على الاثراء الدائم الذى ننتفع به دائما ، وهذا دأبك دائماً حيث العمق والتبصر والقراءة النافذة
    لا حرمنا الله من عطائك السخى ودام ألقك فى سماء الابداع والفكر الراقى
    تقبلى منى خالص التحية والتقدير

المواضيع المتشابهه

  1. مزاوجة حداثية/ ثورة على منهج بعض الاسلاميين في بناء القصيدة
    بواسطة عمر رمضان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-02-2017, 06:15 PM
  2. داعش .. هل صارت أمل الاسلاميين ؟
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-01-2015, 04:01 AM
  3. مشروع الاسلاميين هداية أم سلطة
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-03-2014, 06:38 PM
  4. أوهام الناصريين .. وهل نحن من صنع عبد الناصر ؟؟؟
    بواسطة محمد شعبان الموجي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13-11-2004, 01:54 PM
  5. أوهام السلام....؟!
    بواسطة محمد الدسوقي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-03-2004, 06:56 PM