بسم الله الرحمن الرحيم
لأجل عينيك
فوِّحْ عطورَكَ كالشذى أنتَ الذي يهبُ الندى
يا أيها الشعبَ الذي صنعَ البطولةَ والفدى
صمدتَ حشودُك والعواصف تستبيح السؤددا
ومضت تعيد لثورة التـ ـحريرِ مجــدا تـالدا
خرجَت بألويةِ السلاـم تــهدُّ ألويةَ العــدا
تمضي وآلافُ العواصفِ لا تهاب من الردى
ولأجلِ عينِك موكبُ الشـهداءِ يمضي راشدا
وعلى ثراكَ "الحرِّ" يضربُ للكرامةِ موعدا
فالشعبُ في وجه التآمرِ لـم يــزلْ مــتمردا
وعلى ميادينِ النضالِ الحرِّ يصدحُ بالهدى
ها أنت تخرج صابرا والبغيُّ حولك مزبدا
وبرغم كيدِ الكائدين يظــــل مجدُّك خالدا
سطرتَ ملحمةَ الوفاءِ لمن سما واستُشْهدا
ورفضتَ أوسمةَ الخنوعِ وكنتَ طودا صامدا
رغم الجروحِ المثخنات يظل سلمكَ رائدا
لتشعَّ في أفقِ الوجودِ ويستنيرَ بك المدى
فبكل ساحاتِ النضالِ أرى جبينَك ساجدا
لن يذهب الجهدُ الذي أمهرتَ في الدنيا سدى
صدئت جيوشُ الانقلابِ ولم يداهمْك الصدى
يا كلَّ قلبٍ عانق الفردوسَ من ساح الفدى
في كل لحظٍ تنجب الأرضُ الأبيةُ مولدا
يا ويح من خان العهودَ ومدَّ للظلم يدا
لن يرحم التاريخُ غدرةَ من تآمر واعتدا
فالظلمُ أبترَ والنضالُ الحرُّ يبقى سرمدا