|
قضى الله بين الخلق بالموت قاضيا |
و فل بأسباب المنايا المواضيا |
و أفنى به شم الملوك فما افتدوا |
بروجا عوال أو رماحا عواليا |
ففي كل يوم للمنايا مصارع |
و في كل حين يلقم القبر ثاويا |
و كم حط من عال و أركس راية |
و أثكل من أم و أبكى البواكيا |
و كم فل من جيش و أزرى بدارع |
وكم حل من ساح و كم صاد غازيا |
و كم غال من خل به النفس صدعت |
و كدر من عيش و قد كان صافيا |
خبرت صروف الدهر ضيقا و وسعة |
و طعميه حلوا أو مريرا لياليا |
فلم أر مثل الفقد يبلى به الفتى |
إذا كان في الإخوان أو رام غاليا |
سقى الله قبرا يا علي سكنته |
و إن كان سكناك الحشى و المباكيا |
أقمت فلم تمكث طويلا و لم تزل |
تجهز معتاضا عن السفل عاليا |
رحلت وما ودعت يا صاح أنفسا |
تكاد و قد غيبت تردى بواليا |
رحلت فكم خلفت قلبا تواثبت |
اليه جراحات تقد النواصيا |
ذكرتك و الأيام تطوي سجلها |
عليك و طوق الشمس قد صار نائيا |
و لاح على اﻵفاق و جهك باسما |
و سال على الخدين دمعي جاريا |
فلله ما أعطى و لله ما اقتضى |
و يوم التنادي يحكم الله قاضيا |
و إن يك ريب الدهر فرق بيننا |
ففي غرف الجنات نرجوا التلاقيا |