يحاصروننا
على صفحات الجرائد.. وفى كل قصاصة تطالعها أعيننا
يلقون إلينا بالغث فقط
يسخرون أقلامهم لأفكار الغير الممقوتة
ويوجهون تفكيرنا لما يريدون
سلاحهم التكرار .. ولى الحقائق باستمرار مقيت
وهاكم اعتراف احدهم - أو هكذا تخيلت-
أُؤِّرخُ دوماً
كأن التاريخَ يهم أحدْ
كأن انفلاتَ العقاربِ
يلدغُ قلمِى
فيَجرعُ السُم شيئاً فشيئاً
ويَشرد طويلاً بينَ الفيافِى
يُلِقى بنفسهِ فوقَ التلالْ
وتحتَ الصخورِ
لابد من عقربٍ يشحذُ دماءَه
-عفواً مدادَه-
ليبقى أبداً فوقَ السُطور
أُؤِّرخُ دوماً
كأن الزمانَ سيقرأُ يوماً
ترهاتَ قلمِى الخَاوية
ويُخْدَعْ
كما خُدِعَ من قبل كُل البشرْ
كأن نعيقَ الكلامْ
وهزو الحروفْ
وعبث المعانى
قدْ يصبحون بلمسةِ سحرٍ
مجدٌ وفخرْ
لِماذا تُرانى أُقحِم اليومَ فى مكذبِى
أضنُ على اسمِى بالهروبِ
أصلُب نفسِى سَقيماً ذَليلاً
على مذهبِى
يحملُ لغوِى يوماً وشهرْ
وعاماً وقرنْ
وكل دلائلِ وجود الحياةِ
فأين المفرْ ؟
ضلَّلتُ بالإفكِ كلَ اليقينْ
أوْحيتُ للبرقِ أن ينطفِى
أن يختفِى
أشْركتُ فى تَراتيِلِ خضوعِى
خفضَ الجبينْ
عشتُ أهادِن صحوةَ نفسِى
أجرعُ يأسِى
أكتبُ سُخْفاً
لأهوِى , وأهوِى
فى لجةِ الكذبِ حتى يبينْ
أُؤِّرخ عَلِّى أُشيِن زَمانِى معِى
عَلِّى أنْثُرُ كلَ عقوقِى
كلَ الجحيمِ الرابضِ حمماً فى أضلُعِى
فَوقَ لياليِنا الساقِطةْ
فَوقَ جبالٍ من الزيفِ تدْنو
ليُصبحُ رَحيبُ الضمائرِ ..قبواً
ويُمسى مدادُ القلمْ من دماءْ
ويُسْحَق نداءٌ
وراءَ نداءْ
فى مَسْمَعِى